"اتفاقات أبراهام".. تأسيس لحقبة جديدة في الشرق الأوسط
١٤ سبتمبر ٢٠٢٠من المقرّر أن يشرف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال احتفال في البيت الأبيض الثلاثاء (15 سبتمبر/ أيلول 2020)، على توقيع مسؤولين إماراتيين وبحرينيين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على اتفاقين منفصلين لتطبيع العلاقات في إطار ما يعرف لدى الأمريكيين باسم بـ"اتفاقات أبراهام"، تيمنا بالنبي ابراهيم الذي يعتبر أب الديانات الثلاث، اليهودية والمسيحية والإسلام.
وسيقود الوفدان العربيان وزيرا خارجية البلدين الخليجيين، وسط توقعات بأن يولّد التطبيع تعاونا مثمرا بين اقتصادات الدول الثلاث في مجالات عدّة من بينها الأمن والأعمال والطاقة والعلوم. وتلتقي الإمارات والبحرين مع إسرائيل في الخصومة مع إيران، وإن بشكل أقلّ في أبوظبي. وتطلّ الجمهورية الإسلامية على مضيق هرمز الاستراتيجي الذي يفصلها عن دول الخليج.
الفلسطينيون يدعون لاحتجاجات
في المقابل، دعا المسؤولون الفلسطينيون إلى احتجاجات ضد "الصفقات المخزية" في ظل تصدّع مبادرة السلام العربية لعام 2002 التي رعتها السعودية والتي تدعو إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود العام 1967 مقابل تطبيع العلاقات. ويمثّل الاتفاقان انتصارا مهما لنتانياهو كذلك، إذ أنه سيضفي مزيدا من أجواء قبول إسرائيل في الخليج، في وقت يواجه رئيس الحكومة الإسرائيلي اتهامات بالفساد وتظاهرات مناهضة له ومنافسة سياسية.
وقالت نائبة رئيس بلدية القدس فلور حسان ناحوم "يبدو وكأن بلداننا تتواعد وتلتقي" للتعرّف على بعضها. أما في دول الخليج، فكان الرد على الاتفاقين أكثر تحفظا. وبينما رفع العلم الإماراتي على مبنى بلدية تل أبيب، لم يظهر العلم الإسرائيلي بعد على برج خليفة في دبي، أطول مبنى في العالم والذي يعرض عادة إنجازات الدولة الخليجية وحلفائها.
خلاف حول شروط الاتفاق
وبعد دقائق من الإعلان المفاجئ عن الاتفاق بين الإمارات وإسرائيل في 13 آب/ أغسطس، برز خلاف حول شروط الاتفاق مع الإمارات بشأن "وقف" أو "تعليق" ضمّ إسرائيل لأراض فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة.
كما كشف عن خلاف بين الطرفين حول رغبة الإمارات في شراء طائرات مقاتلة أمريكية من طراز "اف-35"، إذ قال نتانياهو إنه يعارض هذه الخطوة على اعتبار أنها يمكن أن تقوّض التفوّق الاستراتيجي لإسرائيل.
لكن محللين يقولون إنه على الرغم من الاختلاف في وجهات النظر، فإن الإمارات، باستراتيجيتها البراغماتية للغاية في السياسة الخارجية، على استعداد تام للمضي في اتفاق من شأنه أن يعزّز دورها في منطقة هيمنت عليها القوى التقليدية، السعودية ومصر، لعقود طويلة.
معارضة التطبيع كبيرة في البحرين
في المنامة، أعرب بحرينيون معارضون لاتفاق إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل عن رفضهم للخطوة. وعلى النقيض من الإمارات، فإن معارضة التطبيع كبيرة في البحرين، لا سيما من جانب المجتمع المدني الذي تمّ التعامل معه بقسوة في العقد الماضي. وتداول مستخدمو تطبيق "تويتر" وسم "بحرينيون ضد التطبيع" و"التطبيع خيانة" على نطاق واسع.
وتمرّ الأطراف المعنية بالاتفاقين حاليا بمرحلة من التعارف يقول مراقبون إنها يمكن أن تشهد الكثير من سوء الفهم والتعقيدات بعد التصريحات المهلّلة الصادرة عن مسؤولي الدول الثلاث. وتتحدّث السفيرة الأمريكية السابقة لدى الإمارات باربرا ليف الباحثة حاليا في "معهد واشنطن"، عن "ثقافتين اجتماعيتين وسياسيتين يشوبهما اختلاف كبير". وتقول لوكالة فرانس برس إن الأوساط الإماراتية "ذهلت جراء الضجيج الإسرائيلي الكبير والنقاش حول كل شيء"، مشيرة الى أنه "سيكون من المثير للاهتمام مشاهدة (المسؤولين من الدول الثلاث) معا".
بالنسبة الى الباحثة في شؤون الخليج في جامعة حيفا موران زاغا، بينما يمضي الجانبان نحو منطقة غير واضحة المعالم، فإن إطار الاتفاقية سيشكل أساسا لمواضيع النقاش وكيف. وتقول "سنشهد طفرة في كل مجال تقريبا (...) على المستوى المدني والعلم والثقافة والموسيقى"، إلى جانب رحلات مكثّفة لوفود تجارية ودبلوماسية لاستكشاف أوجه التعاون. وتتابع "الإسرائيليون يشعرون بالحماس الشديد".
ع.ش/ ع.ج.م (أ ف ب)