استئناف المفاوضات على وقع الاستيطان والإفراج عن 26 أسيرا
١٣ أغسطس ٢٠١٣أطلقت إسرائيل مساء الثلاثاء (13 آب/ أغسطس 2013) سراح 26 أسيرا فلسطينيا قبيل ساعات من انطلاق مفاوضات السلام الأربعاء في القدس الغربية برئاسة وزيرة العدل الإسرائيلية تسيبي ليفني وكبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات. ويعتبر هؤلاء الأسرى الدفعة الأولى من 104 معتقلين سيطلق سراحهم بالتزامن مع مفاوضات السلام بين الطرفين. وجميع الأسرى الذين أطلق سراحهم اليوم معتقلون قبل توقيع اتفاقيات اوسلو للحكم الذاتي ما عدا واحد اعتقل عام 2001.
من جانبه أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس ملتزم بمواصلة محادثات السلام مع إسرائيل، رغم مسألة بناء المستوطنات الإسرائيلية. وقال كيري أثناء زيارة للعاصمة البرازيلية "سأتحدث مع الرئيس عباس اليوم .. وهو ملتزم مواصلة المشاركة في المفاوضات، لأنه يؤمن بأن المفاوضات هي التي ستحل هذه المسألة". وصرح في مؤتمر صحافي أعقب محادثات مع نظيره البرازيلي أنتونيو باتريوتا "دعوني أوضح لكم ما يأتي: أن سياسة الولايات المتحدة المتعلقة بجميع المستوطنات هي أنها غير شرعية".
وتابع كيري كلامه بالقول: "ولكن، ومع ذلك، فقد كان رئيس الوزراء الإسرائيلي صريحا معي ومع الرئيس عباس أنه سيعلن بعض البناء الاستيطاني الإضافي في مناطق لن تؤثر على خارطة السلام، ولن يكون لها تأثير على القدرة للتوصل إلى اتفاق سلام". وأكد كيري "ضرورة بدء مناقشة مسألتي الحدود والأمن".
وحض كيري الفلسطينيين على "عدم الرد سلبا" على إعلان إسرائيل بناء وحدات سكنية جديدة في الضفة الغربية والقدس الشرقية. وقال إن هذا الإعلان "كان نوعا ما منتظرا" ولا يجوز أن يصبح "عقبة" أمام عملية السلام التي استؤنفت. وأعلنت إسرائيل الموافقة على بناء نحو 1200 وحدة استيطانية إضافية في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلتين، ما أثر غضب الفلسطينيين. وأعقب ذلك إعلان إسرائيل نيتها الإفراج عن 26 أسيرا فلسطينيا قبل استئناف محادثات السلام في القدس الأربعاء.
تسريع بناء مستوطنات
وأعطت إسرائيل الثلاثاء (13آب/ أغسطس 2013) دفعا لتسريع البناء الاستيطاني من خلال موافقتها على بناء 942 وحدة استيطانية جديدة في القدس الشرقية المحتلة عشية استئناف المفاوضات، في خطوة قال مسؤول فلسطيني إنها تهدد "بانهيار" المفاوضات. من جهته، صرح أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه أن "هذا التوسع الاستيطاني غير مسبوق ويتناقض مع الالتزامات التي قطعتها الولايات المتحدة قبل بدء المفاوضات".
وأكد عبد ربه أن ذلك "يهدد المفاوضات نفسها بالانهيار قبل أن تبدأ. وإذا كانت البداية للعملية التفاوضية بتوسيع الاستيطان في كل الضفة الغربية والقدس الشرقية فكيف ستكون النهاية؟". وبحسب عبد ربه فإن إسرائيل "تواصل الاستيطان وتزعم أن قراراتها الاستيطانية تحظى بدعم أميركي"، مشددا على الحاجة إلى "تدخل أميركي وأوروبي ودولي حازم وعدم معالجة القضية وكأنها قضية عابرة".
في المقابل، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الالتزام بتجميد للاستيطان وهو مطلب رئيسي للفلسطينيين. والمشروع الاستيطاني الجديد الذي أعلن الثلاثاء سيكون في حي جيلو الاستيطاني جنوب القدس بمحاذاة بلدة بيت جالا الفلسطينية في الضفة الغربية. وأكدت بلدية القدس في بيان أن المشروع الجديد اجتاز خطوة جديدة مع "التصريح الممنوح من وزارة الداخلية" مشددة على أن هذه ليست خطة جديدة ولكنها مواصلة "لمشروع تطوير جيلو الذي أعلن قبل عامين".
الانتقادات للتوسع الاستيطاني الجديد لم تقتصر على الجانب الفلسطيني بل تعدته إلى قوى واحزاب سياسية معارضة لسياسة حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. فقد صرح نائب رئيس البلدية يوسف بيبي علالو الذي ينتمي إلى المعارضة اليسارية أنه "قرار رهيب يعد استفزازا للفلسطينيين والأميركيين والعالم بأسره الذين يعارضون جميعا مواصلة الاستيطان".
ع.خ/ أ.ح (د.ب.ا،ا.ف.ب،رويترز)