هل الطاقم الطبي مسؤول عن إخفاق بايرن أمام بورتو؟

هانز- فيلهلم مولر- فولفارت رجل يعرف اسمه وشكله كل عشاق الرياضة في ألمانيا، فهو مؤسسة وحده، حسب ما وصفه المحرر بـ DW شتيفان نستلر. فمنذ عام 1977 كان فولفارت يعمل طبيبا لفريق الكرة في بايرن ميونيخ، فيما عدا فترة قصيرة عندما اختلف عام 2008 مع مدرب بايرن آنذاك يورغين كلينسمان. ومنذ عام 1996 يعمل أيضا طبيبا لمنتخب ألمانيا (المناشافت)، كما أنه منذ فترة طويلة يقصده كبار الرياضيين في العالم لتلقي العلاج.

وبعد خلاف مع مدرب بايرن بيب غوارديولا إثر الهزيمة المدوية (1-3) التي تعرض لها مؤخرا بايرن ميونيخ أمام بورتو البرتغالي في دوي أبطال أوروبا أعلن فولفارت (72 عاما) استقالته وطاقمه الطبي بعد كل هذه السنوات الطويلة التي قضاها في خدمة النادي البافاري. استقالة لا تزال تشغل الرأي العام الألماني حتى الآن.

فقدان الثقة بين المدرب والطبيب

ذكر موقع فوكوس على الإنترنت أن فولفارت وغوارديولا لديهما قوة في الشخصية تجعل تواجدهما فوق أرضية ملعب واحد مسألة صعبة. ففي مقابلة مع صحيفة "زونتاغستسايتونغ" قبل ثلاثة أعوام قال فولفارت: "يمكنني أن أنفعل على أرض الملعب وأقول (للاعب من اللاعبين) عليك أن تخرج الآن، ثم أعطي إشارة للتغيير وعندها يعرف المدرب أنه لا يمكن (للاعب) الاستمرار (في المباراة)."

وبالنسبة للاعبي بايرن الذين كانت هناك ضرورة لعودتهم إلى المباريات رغم أنهم لم يكونوا في كامل لياقتهم، فيتذكر فولفارت أن رئيس النادي السابق "أولي هونيس" كان يقف في صفه: "كنت محظوظا لأن أولي هونيس كان يؤيدني وكان يقول على الأرجح: خذ من الوقت ما هو ضروري".

ويبدو أن مثل تلك الثقة لم تكن موجودة بين بيب غوارديولا وهانز فولفارت، بل كانت هناك مشاحنات متكررة بينهما. فمثلا عندما تكررت إصابة تياغو الكانترا قبل عام أرسله غوارديولا للعلاج في برشلونه، فيما يعتبر صفعة لطبيب الفريق البافاري. كما ظهر غوارديولا في قمة الغضب بعد إصابة مدافع بايرن مهدي بن عطية بتمزق في عضلات الفخذ الخلفية خلال مباراة بايرن أمام ليفركوزن في ربع نهائي كأس ألمانيا. حيث توجه غوارديولا نحو مكان جلوس طاقم فولفارت الطبي وصفق لهم بغيظ شديد موجها بعض الكلمات قبل أن يضرب بيديه فوق سقف مقصورة جلوسهم.

ووصلت قمة المشاكل بين غوارديولا وفولفارت بعد هزيمة بايرن أمام بورتو. وقال فولفارت في بيان أصدره: "بعد مباراة بايرن مع بورتو جرى بشكل غير مفهوم تحميل القسم الطبي المسؤولية الرئيسية عن الهزيمة." وتابع هانز فولفارت "ومن خلال ذلك أرى أن علاقة الثقة الضرورية من أجل نجاح العمل الطبي قد تضررت على الدوام".

ويبدو أن كارل هاينز رومينيغه رئيس مجلس إدارة بايرن ميونيخ قد دخل على الخط في النزاع بين الطرفين وقال رومينيغه بعد مباراة بورتو: "ليس لدي استعداد لانتقاد اللاعبين فلدينا في الوقت الحالي حوالي 14 لاعبا لازالوا أصحاء ويلعبون ثلاث مباريات في الأسبوع".

وبناء على معلومات لصحيفة "بيلد" فإنه حدث نقاش حاد بين طبيب الفريق ورومينيغه حول لاعبي بايرن المصابين ولماذا لم يعودوا بسرعة إلى اللعب من جديد. بينما نفى ماتياس زامر المدير الرياضي لبايرن ميونيخ أن يكون هناك من حمل الطبيب مسؤولية الهزيمة، وقال زامر السبت (18 أبريل/ نيسان) في حديث مع قناة "سكاي" الرياضية قبل لقاء بايرن مع هوفنهايم في الدوري الألماني الذي فاز فيه البافاري بهدفين لصفر: "لم يحمله أحد ذنب الخسارة في بورتو." وأشرف على بايرن في تلك المباراة الطبيب فولكر براون. ورفض زامر التوسع في الحديث عن الخطوة التي اتخذها فولفارت وطاقمه الطبي، وقال: "إنه قرار هانز- فيلهلم مولر- فولفارت وقد علمنا به، وتأسفنا له".

قائمة طويلة من المصابين، لكنه ليس مسؤولا

وكان بايرن ميونيخ قد دخل مباراة بورتو فاقدا أهم عناصره بسبب الإصابة. فإضافة إلى مهدي بنعطية، هناك لاعب خط الوسط النمساوي الشاب ديفيد آلابا الذي أعلن بايرن في مطلع أبريل/ نيسان الجاري أنه سيغيب لسبعة أسابيع بسبب إصابة تعرض لها مع منتخب بلاده.

وهناك أيضا الجناح الهولندي الطائر آرين روبين الذي تعرض لتمزق في عضلات البطن في مباراة خسرها بايرن في الدوري أمام مينشينغلادباخ الشهر الماضي. كما غاب أيضا النجم الفرنسي فرانك ريبيري الذي يشكل مع روبين ثنائيا ساهم بالقدر الأكبر في حصد بايرن لألقاب مختلفة. ويغيبأيضا نجم الفريق المخضرم باستيان شفاينشتايغر.

ويرى شتيفان نتسلر أن "الدكتور" ليس المذنب في الخسارة وإنما هو فصل في قصة نجاح بايرن ميونيخ فهو "أفضل طبيب في العالم" حسب ما قال عنه معجزة العدو يوسين بولت. وهناك كثير من الرياضيين في العالم مثل كريستيانو رونالدو، ونجوم في كرة السلة والسباحة بل وفنانون يثقون في فولفارت.

أما أوتمار هيتزفيلد مدرب بايرن السابق وأحد صناع أمجاده فيرى أن استقالة فولفارت إضعاف لفريق بايرن وصرح لقناة "سكاي" حسب ما نقل موقع فوكوس: "أنا متأسف لهذا القرار، فمولر- فولفارت طبيب عبقري ومن أفضل الأطباء في العالم... بفضله تمكن عدد كبير من اللاعبين إلى العودة للياقتهم بسرعة، ليس هذا وفقط وإنما كان أيضا معالجا نفسيا للاعبين".