جدل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي إزاء جدار عين الحلوة
٢٤ نوفمبر ٢٠١٦بعد أن أعلن الجيش اللبناني الشروع في تشييد جدار حول مخيم "عين الحلوة" الواقع في جنوب لبنان بالقرب من مدينة صيدا، بدأ جدول واسع في مواقع التواصل الاجتماعي حول مغزى إقامة مثل هذا الجدار والهدف منه. فقد أُطلق هشتاغ "#جدار_العار" الذي شهد تباين المواقف بين من يصف الجدار "بالعار" وبين مؤيدي الموقف اللبناني.
وفيما وصفع مغردون بأن الجدار سيقوم على عزل الفلسطينيين بشكل "عنصري"، قال مصدر في الجيش اللبناني لوكالة الأنباء الفرنسية إن "بناء الجدار بدأ منذ فترة وأنه يهدف إلى منع تسلل الإرهابيين إلى داخل مخيم عين الحلوة من البساتين المجاورة."
ويذكر أن القوات المسلحة اللبنانية لا يسمح لها بدخول المخيم، بالإضافة إلى مزاعم الحكومة بوجود فارين من وجه العدالة ومطلوبين في المخيم، كما تزعم السلطات اللبنانية أن عدداً من أنصار الفصائل الفلسطينية المختلفة يعيشون داخل المخيم.
ومؤخرا شهد المخيم قتالا بين حركة فتح الموالية للسلطة الفلسطينية في رام الله وجماعة جند الشام لإسلامية، ما فرض على السلطات الأمنية اللبنانية مهمة تفتيش الفلسطينيين الذين يغادرون المخيم.
وكان عدد سكان مخيم عين الحلوة في مطلع الألفية حوالي 70 ألف شخص، إلا أن هذا العدد تغير بعد اندلاع الحرب الأهلية في سوريا في 2011، التي تسببت في تزايد العدد ليصل إلى 120 ألف شخص.
تسبب الصراع الدموي في سوريا في تشريد العديد من اللاجئين الفلسطينيين الذين كانوا يعيشون فيها وأجبرتهم إلى الانتقال إلى مخيمات الفلسطينيين في لبنان، مثل مخيم عين الحلوة بجنوب البلاد.
جدل على التواصل الاجتماعي
أثارت خطوة بناء الجدار إدانات واسعة في محيط العالم العربي، خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، حتى أن البعض أطلق عليه اسم "جدار العار".
فكتبت شهرزاد باريدا بعد وضعها صورا للجدار على تويتر تقول "للتأريخ، نفس اللبنانيون الذين لا يستطيعون التخلص من قمامتهم، أصبحت لديهم القدرة لبناء جدار العار حول مخيم عين الحلوة الفلسطيني"، ووضعت صورة لأعمال بناء الجدار. كانت باريدا تشير إلى إغلاق لبنان العام الماضي مكب للنفايات في مدينة الناعمة، مما أدى بعد ذلك إلى أزمة استمرت ثمانية أشهر، حين تكدست القمامة في العاصمة بيروت.
ولم تهدا تلك الأزمة إلا في مارس/ أذار، عندما بدأت الطواقم في جمع القمامة.
في حين كتب حساب يدعى مخيم اليرموك نيوز تغريده: "السلطات اللبنانية تقوم ببناء جدار فصل عنصري يحيط بمخيم عين الحلوة في صيدا جنوب لبنان شبيه بجدار الفصل العنصري".
استخدم المعلقون على وسائل التواصل الاجتماعي مصطلح "عنصري" وذلك لوصف الجدار، زاعمين أن هذا الحائط يفصل الفلسطينيين في المخيم عن باقي المجتمع اللبناني.
يذكر أنه بعد الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948، تم تهجير عدد كبير من الفلسطينيين للبنان، ولا تزال الغالبية العظمى من هؤلاء اللاجئين الفلسطينيين بدون جنسية حتى اليوم. وتقدم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الغذاء والدواء والتعليم وغيرها من الضروريات للسكان الفلسطينيين في لبنان.
وتحظر الحكومة اللبنانية على الفلسطينيين المناصب العليا في البلاد مثل مجالات القانون والهندسة، على الجانب الأخر يمكن للاجئين الفلسطينيين في الأردن الحصول على الجنسية الأردنية.
مخاوف أمنية لبنانية
وكانت الحكومة اللبنانية تشعر بالقلق من السكان الفلسطينيين منذ الحرب الأهلية التي استمرت 15 سنة ما بين أعوام 1975 و1990. ويتألف المجتمع اللبناني من طوائف دينية ومذهبية مختلفة من المسيحيين الموارنة والمسلمين السنة والشيعة، فضلا عن جماعات دينية أخرى. واندلعت الحرب الأهلية بين ميليشيات مختلف مكونات المجتمع، فيما في ذلك الفصائل الفلسطينية.
وترى السلطات اللبنانية في مخيم عين الحلوة بجنوب البلاد واحدة من أكبر القضايا الأمنية التي تواجهها حاليا، فعمليات الاغتيال تجري بشكل مستمر وسط اندلاع الاشتباكات بين الفصائل الفلسطينية المختلفة، خصوصا بين أنصار حركة فتح والجماعات الإسلامية المتشددة، مثل جماعة جند الشام. ففي نيسان/أبريل الماضي انفجرت سيارة مفخخة في المخيم خلفت قتلى وجرحى.
كما تشير بعض المزاعم إلى أن تنظيمات إرهابية، مثل تنظيم القاعدة وتنظيم ما يسمى"بالدولة الإسلامية" تعمل من أجل تجنيد بعض سكان المخيم للقتال في صفوفها على جبهات مختلفة.
كما يعاني لبنان من تداعيات الحرب الأهلية في سوريا المجاورة على وضعه الأمني. لذلك تأمل السلطات في أن يساهم الجدار الذي تبنيه حول مخيم عين الحلوة، كإجراء احترازي، في تعزيز الاستقرار والأمن في البلاد في منطقة غير آمنة
ويسلي دوكري/ سارة عرفة