استمرار القصف في سوريا وجهود دبلوماسية لوقف الاقتتال
٢٥ فبراير ٢٠١٦قصفت روسيا مناطق تسيطر عليها المعارضة المسلحة في شمال غرب سوريا اليوم الخميس (25 فبراير/ شباط 2016) كما قصفت قوات الحكومة ضاحية في العاصمة اليوم الخميس أيضا قبل الوقف المزمع للقتال، والذي توقعت المعارضة المسلحة أن تتجاهله دمشق وموسكو. وتركز القتال في الأيام الأخيرة على داريا- وهي ضاحية محاصرة بالعاصمة يسيطر عليها مقاتلون تصفهم الحكومة بأنهم متشددون، من جبهة النصرة. لكن مسلحي المعارضة يقولون إنهم من جماعات أخرى. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن طائرات هليكوبتر تابعة للجيش أسقطت 30 برميلا متفجرا على الأقل على داريا اليوم الخميس. فيما توقع متحدث باسم المعارضة المسلحة في الجنوب أن تكون ضاحية داريا أول مكان ينهار فيه اتفاق وقف القتال.
وفي المقابل، نقل التلفزيون السوري عن الحكومة القول إن جماعات مرتبطة بجبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة، أطلقت ثلاث قذائف مورتر على مناطق سكنية في العاصمة فقتلت شخصا واحدا على الأقل.
جهود دبلوماسية مكثفة
ومع استمرار القتال في سوريا، قال موفد الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا إن "يوم غد (الجمعة) سيكون يوما في غاية الأهمية، بل حاسما". وسيعقد "فريق عمل لوقف الأعمال القتالية" يضم ممثلين عن الدول الـ17 المشاركة في المجموعة الدولية لدعم سوريا بقيادة واشنطن وموسكو، اجتماعا بعد ظهر الجمعة للبحث في تدابير تطبيق الاتفاق. وبعد ذلك يعقد دي ميستورا اجتماعا عبر الفيديو مع مجلس الأمن الدولي يقرر بعده إن كانت الظروف متوافرة لاستئناف مفاوضات جنيف بين وفدي الحكومة والمعارضة السوريتين، الهادفة إلى إيجاد تسوية سياسية للنزاع، وذلك بعد تعثرها في كانون الثاني/ يناير.
وأفاد دبلوماسيون في الأمم المتحدة أن مشاورات تجري حاليا بين أعضاء مجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار يكرس الاتفاق، الذي توصلت إليه واشنطن وموسكو لإرساء وقف للعمليات القتالية في سوريا اعتبارا من منتصف ليل الجمعة إلى السبت، وهم يأملون في إقراره الجمعة.
تعقيدات تهدد الاتفاق
والتزم نظام الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة والقوات الكردية باحترام وقف القتال في سوريا، ولو أن شكوكا لا تزال تحيط بتنفيذه. ويطرح استثناء تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وجبهة النصرة من اتفاق وقف النار تساؤلات جمة حول سبل وضع الاتفاق موضع التنفيذ، في ظل سيطرة التنظيم على مناطق واسعة في البلاد.
ويعني الاستثناء الذي ينص عليه الاتفاق أن مواقع التنظيمين الجهاديين ستظل عرضة لعمليات النظام وضربات حليفه الروسي وغارات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة. وما يزيد من التعقيد دعوة أنقرة إلى استثناء حزب الاتحاد الديمقراطي، أبرز حزب كردي سوري، ووحدات حماية الشعب، ذراعه المسلحة، من الهدنة لتصنيفهما من قبل أنقرة على أنهما "من المنظمات الإرهابية"، معتبرة أن وقف إطلاق النار "غير ملزم" لها.
وإزاء كل هذه التعقيدات، حرص الرئيس الأميركي باراك اوباما على إبداء حذره حيال فرص وقف القتال في سوريا، لدى استقباله العاهل الأردني الملك عبدا لله الثاني الأربعاء.
وفي واشنطن أعلن وزير الخارجية جون كيري الخميس أمام إحدى لجان الكونغرس أن إيران سحبت "عددا مهما" من عناصر الحرس الثوري من ساحات المعارك في سوريا، مؤكدا أن تدخل إيران المباشر يتراجع في هذا البلد. لكنه أضاف أن "هذا لا يعني أنهم ليسوا ضالعين أو ينشطون في تدفق الأسلحة عبر دمشق إلى لبنان، نحن قلقون بشان ذلك".
ي ب/ ص ش (ا ف ب، رويترز)