استنشاق الهواء الملوث قد يصيبك بالاكتئاب
١٢ فبراير ٢٠٢٣تشير دراسة بريطانية حديثة إلى أن التعرض طويل المدى لتلوث الهواء يرتبط بزيادة الإصابة بالاكتئاب والقلق، مما يضيف إلى موجة من الأدلة على أن الوقود الأحفوري قد يؤثر سلبًا على الصحة العقلية، وفقا لصحيفة "الغارديان" البريطانية.
وفي الدراسة الأولى التي نشرت الأسبوع الماضي في مجلة "غاما سايكتري"، تابع باحثون في المملكة المتحدة والصين ما يقرب من 390 ألف بالغ في المملكة المتحدة لمدة 11 عامًا تقريبًا ووجدوا أن التعرض طويل المدى لملوثات الهواء المتعددة مرتبط بزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق .
وعادة ما تنبعث هذه الملوثات، التي تشمل الجسيمات الدقيقة وأكسيد النيتريك وثاني أكسيد النيتروجين، في الهواء عند حرق الوقود الأحفوري للمركبات ومحطات الطاقة ومعدات البناء والأعمال الصناعية.
ولطالما كان تأثير التلوث على الصحة البدنية يثير قلق العلماء، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية والتهابات الجهاز التنفسي وسرطان الرئة وغير ذلك.
من جهة أخرى، أوضحت دراسة حديثة أخرى أن القضاء على تلوث الهواء من الوقود الأحفوري من شأنه أن يمنع أكثر من 50 ألف حالة وفاة مبكرة ويوفر أكثر من 600 مليار دولار من الفوائد الصحية في الولايات المتحدة كل عام. كما ثبت أن تلوث الهواء يضر بأدمغة كبار السن، مما يساهم في التدهور المعرفي والخرف.
آثار التلوث على الصحة النفسية
أما الدراسة الثانية التي نُشرت في مجلة "غاما أوبن نتوورك"، فركّزت على تأثير الجسيمات الدقيقة (PM2.5) وثاني أكسيد النيتروجين والأوزون على الأشخاص الذين تتخطى أعمارهم الـ 64 عاما. وتمثل الهدف من ذلك دراسة أثر تلوث الهواء على معاناة الاكتئاب في مرحلة متقدمة من العمر.
واستندت الدراسة إلى قاعدة بيانات من "ميديكير"، هو نظام تأمين صحي مخصص لكبار السن في الولايات المتحدة، وشملت 8.9 ملايين شخص بينهم 1.5 مليون يعانون اكتئابا.
وأظهرت النتيجة مرة جديدة وجود رابط قوي بين التلوث والاكتئاب، تحديدا من خلال مراقبة مستويات الجزيئات الدقيقة وثاني أكسيد النيتروجين.
ويمكن تفسير هذا الرابط من خلال العلاقة التي لوحظت بين التركيزات العالية من الملوثات والالتهابات في الدماغ، بحسب الدراستين.
وأشار أوليفر روبنسن، وهو أستاذ متخصص في علم الأعصاب والصحة الذهنية لدى جامعة "كوليدج لندن" ولم يشارك في الدراستين، إلى "وجود صلة قوية بين الالتهابات والاكتئاب".
وأضاف أن نتيجتي الدراستين "تضافان إلى الأدلة المتزايدة التي تؤكد أن علينا القلق من آثار التلوث على الصحة النفسية، بالإضافة إلى روابط أكثر وضوحا بين التلوث وأمراض الجهاز التنفسي".
ر.ض/ أ.ح