اشبيلية يحقق حلمه الأوروبي الأول ويسحق ميدلزبره الانجليزي

احرز اشبيلية الاسباني اول لقب قاري في تاريخه بفوزه على ميدلزبره الانكليزي 4- صفر في المباراة النهائية التي اقيمت على ملعب "فيليبس" في مدينة ايندهوفن الهولندية امام نحو 31 الف متفرج مساء اليوم الاربعاء. وسجل لويس فابيانو (27) والايطالي انزو ماريسكا (77 و84) والمالي فرديريك كانوتي (88) الاهداف. واللقب هو الاول لاشبيلية ايضا منذ عام 1948 علما بانه يحتفل هذا العام بذكرى مرور 100 سنة على تأسيسه. وبهذا اللقب تساوت الاندية الاسبانية بنظيرتيها الانكليزية والايطالية بعدد مرات الفوز بهذه المسابقة (10 مرات لكل منها). في المقابل كان ستيف ماكلارين يمني النفس بانهاء علاقته بميدلزبره بمنحه الكأس الاوروبية خصوصا انه سينتقل الى تدريب منتخب انكلترا مباشرة بعد مونديال المانيا، لكن الرياح جرت بما لا يشتهيه، لكن عزاء ماكلارين انه اعطى هذا النادي لقبه الوحيد في تاريخه عندما قاده الى احراز كأس رابطة الاندية الانكليزية المحترفة قبل عامين. وشفي مهاجم ميدلزبره الهولندي جيمي فلويد هاسلبانك وقائده غاريث ساوثغيت من اصابة في تمزق عضلي وخاضا المباراة منذ البداية.

وكان الفريقان قد صعدا الى النهائي للمرة الاولى في تاريخهما، ميدلزبره بعد ان تخطى ستيوا بوخارست الروماني بخسارته امامه صفر-1 ثم فوزه عليه ايابا 4-2 في نصف النهائي، واشبيلية على حساب شالكه الالماني بفوزه عليه 1- صفر وتعادله معه صفر- صفر في الدور ذاته. ألمانيا التي خسر احدى فرقها وهو شالكة مباراة نصف النهائي ضد اشبيلية لم تغب نهائيا عن المباراة النهائية. فالحكم الذي أدار المبارة هو الالماني هربرت فاندل. وكانت اخر مباراة قام فاندل بالتحكيم فيها هي لقاء العودة بدور الثمانية لبطولة كأس الأندية الأوروبية الابطال بين يوفنتوس الايطالي وارسنال الإنجليزي في تورينو بايطاليا الشهر الماضي.

بداية ساخنة لنسور الأندلس

المباراة ابتدأت بهجمة لفريق ميدلزبره، الفريق المفاجئة كما يسمى في انجلترا، عندما احتسب الحكم ركلة حرة مباشرة على مشارف منطقة الجزاء اثر مخاشنة المهاجم الاسترالي العملاق مارك فيدوكا، فانبرى لها البرازيلي فابيو روشمبانك ابعدها حارس اشبيلية بقبضتيه من دون ان تجد من يتابعها داخل الشباك (6). هذه الهجمة كانت على ما يبدو كافية لكي يبدأ فريق اشبيلية بتنسيق هجماته القاضية، ففي الدقيقة (8) حول حارس ميدلزبره الاسترالي مارك شفارتسر كرة البرازيلي لويس فابيانو الزاحفة الى ركنية، ثم اخرى مماثلة للارجنتيني خافيير سافيولا. وكان اشبيلية الاكثر خطورة من منافسه ونجح في افتتاح التسجيل عندما رفع دانيال كرة عرضية داخل المنطقة تطاولها لها البرازيلي لويس فابيانو برأسه من فوق المدافع كريس ريغوت فاصطدمت كرته بالقائم قبل ان تتهادى داخل الشباك (27). وكان فابيانو اكد قبل المباراة بانه يريد لفت انظار مدرب المنتخب الوطني كارلوس البرتو باريرا من خلال هذا النهائي ويسجل بعض النقاط للعودة الى صفوف المنتخب المشارك في نهائيات مونديال 2006. واعطى الهدف دفعة معنوية هائلة لاشبيلية واطلق لاعب وسطه البرازيلي ادريانو كرة قوية من خارج المنطقة علت العارضة بقليل (30).

وفي مطلع الشوط الثاني قرر ماكلارين مدرب ميدلزبره ان يلعب ورقة المهاجم الايطالي ماسيمو ماكاروني نجم الدورين السابقين، في حين اضطر مدرب اشبيلية خواندي راموس الى اشراك المهاجم المالي فرديريك كانوتي مكان سافيولا لاصابة الاخير. وتلاعب ادريانو باحد مدافعي ميدلزبره على مشارف المنطقة واطلق كرة لولبية مرت الى جانب القائم الايسر للحارس الاسترالي شفارتسر (50). وسنحت فرصة ذهبية امام فيدوكا عندما هيأ له هاسلبانك كرة رأسية اطلقها على الطاير لكن الحارس الاسباني اندريس بالوب تصدى لها ببراعة فائقة (52). وانبرى هاسلبانك لركلة حرة مباشرة علت العارضة بقليل (68). ولعب ماكلارين اخر اوراقه الهجومية عندما زج بالمهاجم النيجيري يغبيني ياكوبو في منتصف الشوط الثاني. واطلق دانيال الفيس كرة قوية بعد ان توغل بالكرة داخل المنطقة لكن حارس ميدلزبره تصدى لمحاولته ببراعة (73). وتبادل هاسلبانك الكرة مع فيدوكا واطلقها الاخير قوية خارج الخشبات الثلاث (75). واسقط اشبيلية منافسه بالضربة القاضية مستغلا هجمة مرتدة سريعة بدأها الايطالي انزو ماريسكا ومنه الى نافاس الذي مررها باتجاه كانوتي سددها الاخير صدها حارس ميدلزبره من دون ان يلتقطها ليتابعها ماريسكا داخل الشباك من مسافة قصيرة (77).

بداية انهيار ميدلزبره

بعد تسجيل اشبيلية الهدف الثاني ، بدأت ملامح الانهيار تبدو على الفريق الانجليزي الذي فقد خط وسطه السيطرة تماما على المباراة . اشبيلية استغل هذا الموقف بلا رحمة وسجل هدفا ثالثا عن طريق ماريسكا الذي سيطر على الكرة قبل ان يطلقها بيسراه داخل الشباك (84). ولم يكتف اشبيلية بثلاثة اهداف بل اضاف رابعا قبل نهاية المباراة بدقيقة واحدة عن طريق المالي فريديريك كانوتي من مسافة قريبة. وتعتبر المواجهة بين ميدلزبره واشبيلية الاولى بين الكرتين الاسبانية الانكليزية، لان برشلونة الاسباني وارسنال الانكليزي سيلتقيان الاسبوع المقبل في نهائي دوري ابطال اوروبا على ملعب "استاد دو فرانس" في باريس. وسوف تقف انجلترا قلبا وقالبا خلف فريق ارسنال لاعادة الهيبة للكرة الانجليزية التي حطم الاسبان كبريائها في مباراة اليوم. وبعد المباراة المثيرة تسلم الفريق الفائز الكأس من رئيس الاتحاد الاوروبي السويدي لينارت يوهانسون.

وبهذه النتيجة سوف يترك مدرب ميدلزبره ستيف ماكلارين فريق مثقلا بالجراح، لاسيما وان احدا لم يتوقع أن يمنه فريقه بهزيمة موجعة على هذه الشاكلة. الا ان الانجاز بالوصول الى المباراة النهائية هو بحد ذاته انجاز لم يكن اتلفريق الانجليزي بامكانياته المتواضعة أن يحلم به في يوم من الايام، الامر الذي حول مدربه ماكلارين الى اسطورة محلية. هذه الاسطورة يحاول ان يبني عليها الاتحاد الانجليزي آماله من خلال التعاقد معه لتدريب منتخب انكلترا خلفا للسويدي سفين غوران اريكسون. يذكر أن ميدلزبره احرز لقبه الوحيد منذ تأسيسه قبل 130 عاما باشراف ماكلارين تحديدا عندما توج بطلا لمسابقة كأس رابطة الاندية الانكليزية المحترفة قبل عامين. وسبق لماكلارين ان ذاق طعم التتويج الاوروبي عندما كان مساعدا لمدرب مانشستر يونايتد اليكس فيرغوسون في المباراة التاريخية ضد بايرن ميونيخ الالماني في نهائي دوري ابطال اوروبا عام 1999 عندما تخلف الفريق الانكليزي صفر-1 حتى الوقت بدل الضائع قبل ان يسجل هدفين في الثواني الاخيرة ليخرج فائزا".

في المقابل نجح اشبيلية بقيادة مدربه الجديد خواندي راموس الذي عين خلفا ليواكيم كاباروس مطلع الموسم الحالي في بلوغ النهائي الاوروبي للمرة الاولى في تاريخه ايضا على الرغم من خسارته جهود لاعب وسطه المتقدم البرازيلي جوليو باتيستا لمصلحة ريال مدريد، لكنه ضم في المقابل صانع الالعاب الارجنتيني المتألق خافيير سافيولا من برشلونة صاحب ستة اهداف في هذه المسابقة، كما استعان بخدمات المهاجم المالي فريديريك كانوتي من توتنهام الانكليزي. واعتبر سافيولا بان الفوز بالكأس هو ثمرة الجهود الكبيرة التي بذلت طوال الادوار السابقة وقال: "معنويات الفريق عالية جدا، والفوز هو مكافأة لنا على الجهود الكبيرة التي بذلناها خلال هذه المسابقة".

المبارة بالارقام

اشبيلية : ميدلزبره

1 : صفر لويس فابيانو (27)

2 : صفر ماريسكا (78)

3 : صفر ماريسكا (84)

4 : صفر فريديريك كانوتي (89)

حكم المباراة: هيربرت فاندل (المانيا)

الجمهور: 31 ألف متفرج