الأكراد يستعدون لإعلان نظام فيدرالي في شمال سوريا
١٦ مارس ٢٠١٦يتجه اجتماع لأحزاب كردية يعقد اليوم الأربعاء (16 مارس/ آذار 2016) في شمال شرق سوريا إلى إعلان النظام الفيدرالي في المناطق الواقعة لسيطرة الأكراد، وفق تصريحات لمسؤولين أكراد.
ففي سياق متصل، صرح سيهانوك ديبو، مستشار الرئاسة المشتركة في حزب الاتحاد الديمقراطي، الحزب الكردي الأبرز في سوريا، من داخل الاجتماع لوكالة فرانس برس أن المشاركين "يبحثون اليوم شكل النظام في روج آفا وشمال سوريا"، مؤكدا أن "جميع المقترحات الأولية تصب في خانة الفدرالية".
وبحسب ديبو، فان "المناطق المعنية عبارة عن المقاطعات الكردية الثلاثة، بالإضافة إلى تلك التي سيطرت عليها مؤخرا قوات سوريا الديمقراطية في محافظتي الحسكة (شمال شرق) وحلب (شمال)". والمقاطعات الثلاث هي كوباني (ريف حلب الشمالي) وعفرين (ريف حلب الغربي) والجزيرة (الحسكة)". ويشارك نحو 150 ممثلا عن تلك المناطق في الاجتماع الذي يعقد في رميلان في ريف الحسكة الشمالي الشرقي، وهم يقررون في هذه اللحظات مصيرهم في شكل سوريا المستقبل".
من جهته، أكد ممثل الإدارة الذاتية الكردية في موسكو رودي عثمان أن "الاجتماع الذي يحدث الآن هو لإيجاد حل للازمة السورية"، مؤكدا "نحن نرى أن نظاما فدراليا اتحاديا هو طريقة الحل"، مضيفا أن "الاجتماعات مستمرة الآن في رميلان لبحث شكل الإدارة في روجا آفا وشمال سوريا". ويسعى الأكراد من خلال هذا التحرك إلى الإمساك بزمام الأمور بعد استبعادهم حتى الآن من المحادثات السياسية لإنهاء الحرب السورية.
وقال إدريس نعسان المسؤول بإدارة الشؤون الخارجية في عين العرب (كوباني) "الإعلان الفيدرالي يعني توسيع صيغة الإدارة الذاتية التي شكلها الأكراد والمكونات الأخرى في شمال شرق سوريا". وأضاف نعسان أن هذا سيتم "تحت مسمى فيدرالية شمال سوريا" وأنها ستمثل كل الجماعات العرقية التي تعيش هناك. وقال "بطبيعة الحال لن تكون فيدرالية جغرافية وإنما ستكون فيدرالية تعتمد مكونات أي تمثل الجميع".
رفض تركي
ولم توجه الدعوة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري للمشاركة في محادثات السلام الجارية في جنيف استجابة لرغبة تركيا التي تعتبره امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يشن تمردا في جنوب شرق البلاد. ومن المؤكد أن تثير هذه الخطوة لدمج ثلاث مناطق كردية متمتعة بالحكم الذاتي في شمال سوريا قلق تركيا التي تخشى أن يذكي نفوذ الأكراد في سوريا النزعة الانفصالية بين الأقلية الكردية التركية.
وفي تعليق على هذه الخطوة، قال مسؤول بوزارة الخارجية التركية لرويترز إن بلاده تدعم وحدة سوريا وإن أي خطوات منفردة مثل إعلان اتحاد من جانب واحد باطلة. وأضاف المسؤول، الذي لم يكشف عن هويته، إن شكل الحكومة والهيكل الإداري في سوريا ستقرره كل قطاعات الشعب السوري في دستور جديد.
المناطق الكردية
وسيطرت وحدات حماية الشعب الكردية السورية على مساحات كبيرة في شمال شرق سوريا وكانت على الأرض الشريك الأكفأ لحملة القصف الجوي التي تقودها الولايات المتحدة ضد الجهاديين. ويسيطر الأكراد السوريون على شريط طوله 400 كيلومتر على الحدود السورية التركية من الحدود العراقية حتى نهر الفرات. كما يسيطرون أيضا على قطاع منفصل على الحدود الشمالية الغربية في منطقة عفرين.
وكانت الحكومة السورية في دمشق قد رفضت يوم السبت الماضي لفكرة النموذج الاتحادي. بينما قالت روسيا، حليفة دمشق، إن النظام الاتحادي يمكن أن يكون نموذجا محتملا في سوريا.
و.ب/ش.ع (ا.ف.ب، رويترز)