عدد النازحين في العالم يصل لمستوى قياسي مرعب
١٤ يونيو ٢٠٢٣أعلنت الأمم المتّحدة الأربعاء (14 يونيو/حزيران 2023) أنّ في العالم اليوم 110 ملايين شخص اضطروا للفرار من ديارهم، مؤكدة أن العدد الإجمالي للاجئين الفارين من بلدانهم أو النازحين في داخلها لم يبلغ يوماً هذا المستوى المرتفع.
وقالت المفوضية السامية للأمم المتّحدة لشؤون اللاجئين في تقريرها السنوي إن عدد النازحين أو اللاجئين كان يبلغ 108,4 ملايين شخص في نهاية العام الماضي، بزيادة قدرها 19,1 مليونا عما كان عليه العدد في نهاية 2019، وهي زيادة غير مسبوقة.
وضع متفاقم عالمياً
وتابعت المنظمة أن النزاع الأخير في السودان أدى إلى تفاقم الوضع الذي كان قد أصبح استثنائيًا في 2022 بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا أو الأزمة الإنسانية في أفغانستان.
ودفع القتال بين الفصائل المتناحرة في السودان العدد الإجمالي للاجئين والنازحين إلى نحو 110 ملايين شخص في أيار/مايو.
وقال رئيس المفوضية فيليبو غراندي في مؤتمر صحافي في جنيف "هذا ما وصلنا إليه اليوم (...) لدينا 110 ملايين شخص فروا بسبب الصراع والاضطهاد والتمييز والعنف، يضاف إليها غالباً دوافع أخرى - لا سيما تأثير تغير المناخ". وأضاف أن هذا يشكل "إدانة لوضع عالمنا".
وأرجع جراندي الأزمة إلى "حزمة الأسباب المعتادة" التي قال إنها تتضمن الصراع والاضطهاد والتمييز والعنف وتغير المناخ.
ملايين من طلبات اللجوء والحماية
وينحدر نحو نصف إجمالي اللاجئين ومن يحتاجون لحماية دولية من ثلاث دول فقط هي سوريا وأوكرانيا وأفغانستان.
وقالت المفوضية إن 35,3 مليون شخص هم من اللاجئين و62,5 مليونا من النازحين من أصل العدد الإجمالي المسجل في 2022. وأشارت إلى 5,4 ملايين طالب لجوء و5,2 ملايين آخرين يحتاجون إلى حماية دولية.
وتابع غراندي قائلاً: "يصبح من الصعب بشكل متزايد تصور حلول... ناهيك عن طرحها على الطاولة... إننا في عالم شديد الاستقطاب، حيث التوترات الدولية هي المحرك للقضايا الإنسانية".
بيئات عدائية
وقال المفوض السامي إن كل هؤلاء الأشخاص يواجهون "بيئة أكثر عدائية، لا سيما اللاجئون، في كل مكان تقريبًاً". وأشار إلى أن ثلاثة أرباع اللاجئين فروا إلى دول ذات دخل منخفض أو متوسط، مشيراً إلى أن الأوضاع في أوكرانيا والسودان تجبر الملايين على الفرار من ديارهم.
وعبر جراندي عن مخاوف بشأن القواعد الأكثر صرامة بشأن قبول اللاجئين وإعادتهم، دون أن يذكر دولا بعينها. وقال لرويترز على هامش المؤتمر الصحفي "نرى إحجاما متزايدا من جانب الدول عن الالتزام الكامل بمبادئ الاتفاقية (الخاصة بوضع اللاجئين لعام 1951)، حتى من الدول الموقعة عليها".
ومع ذلك، فقد أبدى تفاؤلاً بشأن بعض التطورات، لا سيما الاتفاق الذي توصل إليه وزراء الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي لتقاسم المسؤولية عن المهاجرين واللاجئين. وقال "هناك بعض القضايا المثيرة للقلق. ولكن بشكل عام أعتقد أنها خطوة إيجابية... إننا سعداء للغاية لأن الأوروبيين يتفقون على شيء ما".
وأظهر تقرير النزوح القسري أنه على مدار العقدين اللذين سبقا الصراع السوري الذي اندلع في 2011، كان المستوى العالمي مستقراً تقريباً عند حوالي 40 مليون لاجئ ونازح داخلياً، إلا أن المستوى يشهد ارتفاعاً سنوياً منذ ذلك الحين، وتضاعف حاليا لأكثر من المثلين. وأشار التقرير إلى أن أكثر من شخص من بين كل 74 هو حالياً من النازحين.
ع.ح./ح.ز. (أ ف ب ، رويترز)