الإسلاميون يحكمون سيطرتهم على شمال مالي بالكامل
١٢ يوليو ٢٠١٢احكم المسلحون الإسلاميون سيطرتهم على شمال مالي بالكامل، حيث بات بوسعهم فرض النظام الذي يريدونه بعدما دحروا الأربعاء مقاتلي الحركة الوطنية لتحرير ازواد (طوارق) من آخر معقل لهم في بلدة اسونغو قرب غاو. وطرد مقاتلو حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا جميع المتمردين الطوارق من اسونغو، بعدما كانوا الحقوا بهم هزيمة كبرى في 27 حزيران/ يونيو في غاو، إحدى المدن الثلاث الكبرى في شمال مالي.
وقال عضو في المجلس المحلي في انسوغو لفرانس برس إن "الإسلاميين دحروا المتمردين الطوارق من معقلهم الأخير انسوغو الواقع على بعد 100 كلم شمال غاو"، مضيفاً: "الآن أصبحت منطقتنا بأسرها تحت سيطرة الإسلاميين". وأضاف طالباً عدم ذكر اسمه "لقد عقدنا للتو اجتماعاً مع أسياد المنطقة الجدد الذين قالوا لنا إنهم ليسوا هنا لإلحاق الأذى بالسكان". وتابع "في السابق كانت الحركة الوطنية لتحرير ازواد تسيطر على قسم من المنطقة، الآن قضي الأمر، لقد فروا إلى الأدغال".
وفي انسوغو عزز إسلاميو حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا مواقعهم وتمركزوا في مقر المجلس البلدي وفي مبنى الأشغال العامة والمركز التربوي، كما نقلت وكالة فرانس برس. وبعد هزيمتهم في غاو في 27 حزيران/ يونيو على أيدي مسلحي حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا إثر معارك عنيفة خلفت 35 قتيلاً على الأقل، لجأ قسم كبير من المتمردين الطوارق إلى انسوغو ومحيطها. وقال مصدر أمني في المنطقة أن المتمردين الطوارق لجأوا بعد فرارهم من انسوغو إلى منطقة قريبة من بلدة تاسيغا.
وتحتل حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا وجماعة أنصار الدين المتحالفتان مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي منذ أكثر من ثلاثة أشهر المدن والمناطق الثلاث الكبرى الشمالية التي تمثل معاً أكثر من نصف مساحة مالي وهي تمبكتو وغاو وكيدال. وعمل المقاتلون الإسلاميون بشكل منهجي على دحر المقاتلين الطوارق بعدما تحالفوا معهم لشن الهجوم على الشمال في كانون الثاني/ يناير. وأعلنت الحركة الوطنية لتحرير ازواد من طرف واحد في نيسان/ أبريل استقلال هذه المنطقة.
وخلافاً للمتمردين الطوارق العلمانيين، فإن الإسلاميون لا يسعون إلى استقلال الشمال بل هدفهم فرض الشريعة في كامل أنحاء البلاد. وباشروا بتنفيذ هدفهم في المدن التي يسيطرون عليها حيث يعاقبون بالجلد تناول الكحول والتدخين والزنا. وفي تمبكتو المدينة المدرجة على لائحة التراث العالمي للبشرية والتي باتت تعتبر مهددة، أثاروا صدمة في العالم بأسره وبين السكان المحليين بإقدامهم على تدمير أضرحة أولياء مسلمين في عمليات باشروها في نهاية حزيران/ يونيو ومطلع تموز/ يوليو واستأنفوها الثلاثاء بعد فترة توقف.
وأدانت الولايات المتحدة الأربعاء التدمير المستمر للمواقع الإسلامية والتاريخية في شمال مالي على يد متشددين إسلاميين. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند "نشعر بالغضب إزاء التدمير المستمر لمواقع التراث العالمي والترهيب المستمر للسكان المحليين".
(ع.غ/ د ب أ، آ ف ب)
مراجعة: طارق أنكاي