الاتحاد الأوروبي يدافع عن الاتفاق النووي مع إيران
١٦ أكتوبر ٢٠١٧قرر الاتحاد الاوروبي الذي يسعى لانقاذ الاتفاق النووي الإيراني بأي ثمن، الاثنين (16 أكتوبر/ تشرين الأول) أن يوفد وزيرة خارجيته فيديريكا موغيريني إلى واشنطن في مطلع تشرين الثاني/نوفمبر للدفاع عن هذه التسوية التي تعتبر "أساسية لأمن المنطقة".
ورفض الرئيس الاميركي دونالد ترامب الجمعة الاقرار بالتزام إيران بهذا الاتفاق المبرم عام 2015 ودعا الكونغرس إلى تشديده مهددا بالانسحاب منه في حال لم تتم تلبية المطالب الاميركية. كما أعلن ترامب الاثنين أن هناك "احتمالا فعليا" لإلغاء الاتفاق النووي مع إيران، بعد ثلاثة ايام من رفضه الاقرار بامتثال طهران لالتزاماتها.
وأعتبر ترامب أن القادة الإيرانيين كانوا "مفاوضين ممتازين"، قائلا "لقد فاوضوا على اتفاق رائع لهم، لكنه كان مريعا للولايات المتحدة"، في إشارة إلى الاتفاق الذي وقعته القوى الكبرى مع إيران وقضى بتخلي طهران عن السلاح الذري مقابل رفع تدريجي للعقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.
ويرى الاوروبيون أن هذا الخلاف الجديد مع الرئيس الاميركي- بعد انسحابه من اتفاقية باريس حول التغيرات المناخية وتنديده باتفاقات تجارية- يمكن ان يترك عواقب تتجاوز الشرق الاوسط ويهدد فرص اعادة كوريا الشمالية في يوم من الايام إلى طاولة المفاوضات لبحث برنامجها الذري.
وقالت موغيريني الاثنين بعيد وصولها لحضور اجتماع الدول ال28 الاعضاء في الاتحاد في لوكسمبورغ "إنه اتفاق يعمل جيدا ونحتاجه من أجل أمننا". ثم أعلنت لاحقا عن زيارة إلى واشنطن "في مطلع تشرين الثاني/نوفمبر" لحث اعضاء الكونغرس الاميركي على عدم الانسحاب من الاتفاق النووي. وقالت "هذا الاتفاق ضروري من أجل أمن المنطقة".
وأكدت وزيرة الخارجية الأوروبية أنه في اطار من التوتر النووي الشديد مع نظام الزعيم الكوري الشمالي كيم جون اون، فان الانسحاب من الاتفاق "سيجعل فتح حوار او وساطة مع كوريا الشمالية أكثر صعوبة". وقالت "من الواضح أن وضعي إيران وكوريا الشمالية مختلفان كثيرا، ومراحل تطوير البرامج النووية مختلفة جدا".
وعبر وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي "بوضوح عن قلقهم" إزاء هذا الملف خلال اجتماعهم في لوكسمبورغ الاثنين، معتبرين أن الجدل الاميركي حول الاتفاق الإيراني "يمكن أن يترك اثرا سلبيا على احتمال فتح مفاوضات" مع بيونغ يانغ.
وقال وزير خارجية لوكسمبورغ جان اوسلبورن "جغرافيا نحن قريبون جدا من إيران، أكثر مما هي الولايات المتحدة" مضيفا "نحن بحاجة لهذا الاتفاق الذي يحظر على الإيرانيين صنع القنبلة الذرية، انها مصلحتنا الاساسية".
وكانت موغيريني التي ترأست المفاوضات الطويلة التي أدت إلى الاتفاق التاريخي صرحت سابقا ايضا أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تجري عمليات التفتيش في المواقع النووية الإيرانية "لم تخلص ابدا إلى أي اخلال بالاتفاق" من جانب طهران.
وقد عبرت باريس ولندن وبرلين عن القلق إزاء "التداعيات على أمن الولايات المتحدة وحلفائها" التي يمكن أن تخلفها الاجراءات التي يطالب بها ترامب.
واعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان أن "القيام بقطيعة، سيكون مضرا للغاية" داعيا إلى ان يمارس الاتحاد الاوروبي "ضغوطا على الكونغرس". ويرى الأوروبيون ان فرض عقوبات جديدة - وهو ما سيكون مخالفا للاتفاق- سيوجه رسالة خاطئة إلى كوريا الشمالية.
ع..أج / ح ع ح (د ب ا، أ ف ب، رويترز)