الاتفاق الفلسطيني على إنهاء الصراعات الداخلية يلقى ترحيباً ألمانياً
١٠ فبراير ٢٠٠٧أعرب وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير (الحزب الاشتراكي الديمقراطي) عن ترحيبه بتوصل حماس وفتح إلى اتفاق لتشكيل حكومة وحدة الوطنية. وقال شتاينماير إنه يأمل بأن تتوقف الآن المواجهات الدموية بين الفلسطينيين، مشيدا بالحكومة السعودية لـ "دورها الفاعل" في التوصل إلى الاتفاق. وأشار شتاينماير إلى أن ألمانيا "تتوقع من جميع الأطراف أن تعترف بشكل متبادل ببعضها بعضا وأن تبقى ملتزمة بالهدف المتمثل بإقامة دوليتين".
وكانت بريطانيا والولايات المتحدة قد ردتا بتحفظ على الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الفلسطينيين في مكة، فيما رحب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون ووزير الخارجية الفرنسي، فيليب دوست بلازي، بالاتفاق. وأعلنت كريستينا غالاش، الناطقة باسم الممثل الأعلى لسياسة الاتحاد الأوروبية الخارجية، خافيير سولانا، أن الاتحاد الأوروبي يحلل كل تفاصيل الاتفاق الفلسطيني "بطريقة إيجابية لكن حذرة". وأضافت غالاش أن اللجنة الرباعية ستعقد اجتماعا في 21 فبراير في برلين بعد اتفاق أعضاء اللجنة الرباعية على هذا التاريخ بعد مباحثات هاتفية بينهم.
الاعتراف بإسرائيل شرط للعلاقات بين ألمانيا وحماس
ومن جهته أعلن نزار ريان، وهو من كبار زعماء حماس في غزة، بأن حركة حماس "لن نعترف بإسرائيل". ورغم ترحيبه بالاتفاق الذي أبرم لتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية، إلا أنه قال إن حماس ترفض دعوة الرئيس الفلسطيني، محمود عباس لاسماعيل هنية، رئيس الوزراء الفلسطيني، بالالتزام باتفاقات السلام السابقة. وقال ريان إن حماس كحركة لن تلتزم بأي شيء. وفي الوقت ذاته اتفق إسماعيل رضوان، وهو متحدث باسم حماس، مع تصريحات ريان وقال: "الاعتراف بإسرائيل ليس واردا وغير محل نقاش".
من جانبه قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني، روبريشت بولنس، في تصريحات خص بها موقعنا، إنه "من الضروري للحكومة الفلسطينية القادمة احترام مطالب الاتحاد الأوروبي والابتعاد عن العنف والاعتراف بحق إسرائيل بالوجود واحترام الاتفاقات الموقعة من قبل الحكومة الفلسطينية السابقة". وأشار بولينس، وهو القيادي في الحزب المسيحي الديمقراطي، إلى أن "الفلسطينيين يحتاجون لمساعدة الاتحاد الأوروبي وإنهم على استعداد لتقديم هذه المساعدة. ولكن علينا الانتظار لنرى موقف الحكومة القادمة".
كما أعلن بولينس عن استعداد ألمانيا لإقامة علاقات مع حركة حماس إذا طورت الحركة مواقفها وابتعدت عن العنف لتحقيق أهدافها السياسية والتزمت بالشروط المطلوبة. ولدى سؤاله عن وجود محادثات في السابق بين ممثلين عن ألمانيا مع مسؤولين في حركة حماس أجاب بولينس بأن لا علم لديه بذلك.
انتقادات لسياسة الاستيطان الإسرائيلية
وفي سياق متصل طالب بولينس إسرائيل بوقف عملياتها الاستيطانية دون شروط موضحا أن "سياسة الاستيطان تبعدنا عن الحل السلمي بشكل واضح". وأضاف أن الدور الألماني ضمن الاتحاد الأوروبي واللجنة الرباعية يهدف إلى "التوصل إلى حل عادل بين الفلسطينيين والإسرائيليين ينتهي إلى دولتين، إسرائيل في حدود آمنة بشكل أساسي ضمن حدود عام 1967 ودولة فلسطينية قابلة للحياة في الضفة والقطاع".
وأشار بولنس أن الفترة الماضية بيّنت أن "الإسرائيليين والفلسطينيين لم يستطيعوا بمفردهم التوصل إلى حل سلام، لذا يحتاجون الوسيط الخارجي". وأكد على أن ألمانيا لا تقوم بدور وساطة في الشرق الأوسط بصفتها دولة منفردة وإنما تعمل ضمن الاتحاد الأوروبي واللجنة الرباعية. وأوضح أن ألمانيا بصفتها عضوا فاعلا في المجتمع الدولي تريد المشاركة في إيجاد حل في هذه المنطقة ذات الأهمية الكبيرة لكل العالم.