الاستخبارات الألمانية: بوتين لا يُخطط لإنهاء الحرب بالتفاوض
٢٢ فبراير ٢٠٢٣كشفت الاستخبارات الألمانية أن القيادة الروسية لا تظهر أي علامة على الانفتاح على التفاوض لإنهاء الصراع. وقال رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الألماني، برونو كال، في تصريحات لشبكة "أر.إن.دي" الإعلامية الألمانية نشرت اليوم (الأربعاء 22 فبراير/ شباط 2023) إنه لا مؤشرات على الإطلاق على أن الرئيس الروسي فلادمير بوتين مستعد للتوصل إلى اتفاق سلام. ورأى أن بوتين مهتم في الوقت الحالي بإنهاء الصراع "في ساحة المعركة والحصول على أكبر عدد ممكن من المزايا هناك من أجل ربما إملاء اتفاق سلام بشروطه في مرحلة ما في المستقبل".
وبدأت روسيا غزوها الشامل لأوكرانيا في 24 من فبراير/ شباط الماضي. كما أشار كال إلى أن روسيا لا تزال قادرة على إرسال المزيد من الجنود إلى الجبهة. وأضاف أنه من بين 300 ألف شخص حشدتهم موسكو في خريف العام الماضي لا يزال بعضهم قيد التدريب بينما أرسل آخرون بالفعل إلى الخطوط الأمامية.
ضغوط متزايدة
وقال إن روسيا لديها "إمكانية تعبئة إضافية" تصل إلى "نحو مليون رجل، إذا اعتُبر ذلك ضروريا في الكرملين". وأوضح كال أنه على الرغم من تفوق روسيا من حيث العدد، فإن "أوكرانيا لا تزال قادرة حاليا على الدفاع عن نفسها بشكل فعال للغاية". وتابع "لكن هذا صراع صعب على المدى الطويل، ولن ينجح الجانب الأوكراني إلا إذا استمر دعم الغرب حقا".
وعلى صعيد متصل قال الجنرال الألماني كريستيان فرويدينغ الذي يتولى قيادة الوحدة الخاصة بشؤون أوكرانيا في وزارة الدفاع الألمانية، إن الأوكرانيين يمرون الآن بمرحلة صعبة في حربهم الدفاعية وأضاف في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "نحن نعلم أيضا أن الأوكرانيين لم يعودوا قادرين على تجديد وحداتهم بمتطوعين فقط،
بل إنهم يقومون الآن بتجنيد جنود احتياط على وجه التحديد من مختلف الرتب. هذا يشير إلى أنهم يتعرضون حاليا لضغوط".
وقال فرويدينغ إن التعزيزات المادية بدبابات قتالية غربية وناقلات جنود مدرعة ستمكن الأوكرانيين من تحقيق تفوق محدود مكانيا، وقال: "سيتمكنون بذلك من تحقيق النجاح سواء دفاعيا أو هجوميا"، مشيرا في المقابل إلى أن
التوسع في هذا التقدم سيكون صعبا، موضحا أن خط الجبهة يبلغ طوله 1200 كيلومتر.
تحديات أمنية
أما وزيرة الداخلية الألماني نانسي فيزر فرصدت التحديات الجديدة التي تواجهها السلطات الأمنية في ألمانيا والتي فرضتها ظروف الحرب الروسية ضد أوكرانيا، وقالت الوزيرة في تصريحات لصحيفة "هاندلسبلات": مع
العدوان الروسي اتخذ التهديد الذي يشكله التجسس وحملات التضليل والهجمات الإلكترونية بعدا مختلفا".
وذكرت فيزر أن الوضع الأمني السيبراني "ازداد سوءا" العام الماضي بوجه عام، مضيفة أن وزارتها تعمل حاليا أيضا على تنفيذ أجندة للأمن السيبراني، وقالت: "نحن بصدد إنشاء أدوات جديدة للتحقيق في الهجمات
السيبرانية ولنتمكن من التأثير على البنى التحتية لتكنولوجيا المعلومات التي تُستخدم للهجوم... بهذه الطريقة يمكن للسلطات الأمنية إيقاف أو على الأقل إضعاف الهجمات الإلكترونية الخطيرة"
ح.ز/ ا.ف (د.ب.أ)