البابا يزور كنيس كولونيا ويلتقي ممثلي مسلمي ألمانيا

يواصل بابا الفاتيكان بينيدكت السادس عشر لليوم الثالث على التوالي زيارته لالمانيا التي تستمر حتى الاحد القادم. لقاءان مهمان على أجندة الحبر الأعظم: الأول زيارته لكنس يهودي في مدينة كولونيا والثاني الالتقاء بممثلي المنظمات الإسلامية في ألمانيا.

وكان بينيدكت السادس عشر قد وصل أمس الخميس إلى مدينة كولونيا الألمانية وكان في استقباله الرئيس الألماني هورست كولر والمستشار الألماني جيرهارد شرود ر ومئات الآلاف من الشباب الذين اصطفوا على جوانب الطرقات والشوارع لرؤية البابا وإلقاء التحية عليه. وأجريت له مراسم استقبال رسمية كبيرة في مطار كولونيا وعزفت الموسيقى العسكرية لتحيته.

بعد ذلك قام البابا بجولة على سفينة في نهر الراين وتحدث منها إلى الآلاف من شباب العالم المتجمهرين على ضفتي النهر لتحية والاستماع إليه. تلى ذلك زيارة كاتدرائية كولونيا الشهيرة والصلاة فيها وسط تضاهره جماهيرية ضخمة أحاطت بالكنيسة.

مهمة من اجل الإخوة الإنسانية...

وعبر البابا عقب وصوله عن سعادته بان تكون أول زيارة خارجية له إلى بلده ألمانيا وعن حضوره ملتقى الشبيبة العالمي وسعادته ان يكون بين الشباب ويدعمهم بما يقوي إيمانهم ويحي الأمل فيهم. وقال مخاطبا الرئيس الألماني هورست كولر" لم أكن اعرف انك كرجل اقتصاد جيد أيضا في الفلسفة وعلم الأديان". وفي معرض حديثه عن لقاءا ته المزمعة مع ممثلي الطوائف والأديان، أكد على أهمية الحوار والتواصل بين الطوائف والأديان كوسيلة للتعاون والتفاهم لبناء مستقبل اخوي عادل. وختم حديثه بالدعوة "ان يحمي الله ألمانيا".

....وتحقيق السلام للعالم

من جانبه رحب الرئيس الألماني هورست كولر بالبابا معتبرا هذا اليوم"عظيما وجميلا بالنسبة لنا جميعا". وتشكل زيارة البابا هذه، حسب راية، مساهمه مهمة للتصالح بين الأديان وتحقيق سلام أفضل للعالم. كما تطرق الرئيس الألماني في هذه المناسبة الدينية إلى قضية الإرهاب والتطرف التي تشغل المجتمع الدولي في الوقت الحاضر. ففي هذا الوقت بالذات الذي يعيش فيه كثير من الناس في خوف من الإرهاب والعنف اللذان يمارسان تحت ستار الدين، يكون من الأهمية بمكان جعل العقيدة والدين وسيلة لتحقيق للسلام، حسب تعبير كولر.

إقامة القداس الديني

محور زيارة البابا هو إحياء القداس الديني الكاثوليكي العشرين للشبيبة الذي يقام في مدينة كولونيا. وسيقوم البابا بالصلاة يوم الأحد القادم بما يقارب 800.000 من الشباب الذين جاؤ من الثر من 160 بلدا. ويؤمل من بابا الكنيسة الكاثوليكية توضيح موقف الكنيسة من كثير من القضايا التي تهم بالدرجة الأولى الشباب مثل الإجهاض والعلاقات الجنسية خارج إطار الزوجية وموانع الحمل وغيرها غير انه من غير المتوقع ان يتطرق البابا الى هذه القضايا.

حوار الأديان والثقافات

وقد التقى البابا بينيدكت السادس عشر القساوسة من الكنيسة الانجيلية في إطار توطيد العلاقات بينها وبين الكنيسة الكاثوليكية. وهو تقليدا كان البابا السابق يوحنا بولس الثاني قد بدأ به للحوار والتواصل بين الكنيستين رغم وجود اختلافات في الآراء. كما وقام بزيارة كنس يهودي في مدينة كولونيا وهي المرة الأولى التي يقوم بابا الفاتيكان بزيارة كنس يهودي في المانيا منذ بداية عهد الكنيسة الكاثوليكية قبل الفي عام. وبالنسبة للتواصل مع الدين الإسلامي سوف يلتقي بابا الكنيسة الكاثوليكية اليوم السبت بممثلين للمنظمات الإسلامية في ألمانيا وهو ما يعتبره البعض حدثا إعلاميا كبيرا.

زيارة كنس يهودي في كولونيا

واثناء زياته للكنس اليهودي دعا البابا كل من اليهود والمسيحيين إلى العمل معا لكي لا "تتمكن قوى الشر من الوصول مجددا إلى السلطة".كما دعاهم إلى "تسليم الشباب شعلة الأمل" لكي يبنوا عالما اكثر سلما وعدالة، مشددا على ان "الإرث المشترك" للديانتين يجب ان يدفعهما إلى التعبير عن "إجماع اكبر" في الدفاع عن القيم المشتركة المتمثلة بحقوق الانسان وحماية قدسية الحياة البشرية والعائلة والعدالة الاجتماعية والسلام العالمي.

من جانبه حث زعيم للجالية اليهودية ابراهام ليرر البابا على فتح ملفات الفاتيكان خلال فترة الحرب العالمية الأولى معتبرا ذلك سيكون "بالنسبة لنا علامة على ضمير تاريخي وسيرضي النقاد أيضا".

حدث سياسي أيضا

لن يقتصر وجود البابا في ألمانيا على حضور القداس الديني والالتقاء بالشباب، لكنه سوف يستغل هذه المناسبة للقاء الزعماء السياسيين في مسقط رأسه ألمانيا. وبدورهم سيحرص السياسيون الألمان على الالتقاء به لاسيما وأنهم على أبواب انتخابات برلمانيه تتنافس فيها الأحزاب على خطب ود الناخب الألماني بالعزف حتى على العامل الديني. وفي هذا السياق سيكون هناك لقاءات بين البابا وكل من الرئيس الألماني هورست كولر والمستشار غيرها رد شرود ر ورئيس البرلمان فولفغانغ تيرزه. كما يحتوي برنامج الزيارة لقاء مع رئيسة الحزب المسيحي الديمقراطي والمرشحة لمنصب المستشار انجيلا ميركل.

عبده جميل المخلافي