البشير يحتفل بفوزه والاتحاد الأوروبي يؤكد على عدم الإفلات من العقاب
٢٦ أبريل ٢٠١٠
أعلنت المفوضية القومية للانتخابات في السودان اليوم الاثنين (26 ابريل / نيسان 2010 ) فوز الرئيس عمر حسن البشير في الانتخابات الرئاسية التي قاطعها مرشحو كبرى الأحزاب المعارضة احتجاجا على ما وصفوه بعمليات تزوير في لوائح المسجلين للانتخابات.
وأكد أبيل البير رئيس المفوضية في الخرطوم اليوم للصحافيين فوز الرئيس البشير بولاية رئاسية ثانية بنسبة 68,24 في المائة من أصوات الناخبين وذلك في أول انتخابات تعددية تشهدها البلاد منذ 24 عاما. وكان فوز الرئيس البشير شبه مؤكد لاسيما بعد انسحاب منافسيه الرئيسيين ياسرعرمان مرشح الحركة الشعبية لتحرير السودان( المتمردون سابقا في الجنوب) والصادق المهدي زعيم حزب الأمة المعارض.
إنتخاب سيلفا كير رئيسا لحكومة جنوب السودان
وتزامن إعلان مفوضية الانتخابات عن فوز الرئيس عمر حسن البشير في الانتخابات الرئاسية، التي جرت في الفترة ما بين الحادي عشر إلى الخامس عشر من شهر أبريل/نيسان الجاري، مع إعلانها فوز زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان سيلفا كير برئاسة حكومة جنوب السودان. وقد حصل كير على نسبة 92,2 في المائة من أصوات الناخبين في ولايات الجنوب.
وفي أول رد فعل له على نتائج الانتخابات الرئاسية اعتبر الرئيس البشير أن فوزه "نصر لكل السودانيين"، معلنا مضيه في تنظيم الاستفتاء حول تقرير مصير جنوب السودان في موعده المقرر في الثاني/ يناير 2011، وذلك طبقا لمقتضيات اتفاقية السلام لإنهاء الحرب بين الشمال والجنوب الموقعة عام 2005. وقال الرئيس السوداني "هذا يوم شكر لله لأنه تعالى صاحب النصر، وما حزناه من أصوات ليس هو نصر للمؤتمر الوطني وحده وإنما لكل السودانيين".
وأضاف البشير في كلمة نقلها التلفزيون الحكومي "أجدد التزامنا بحشد الطاقات لإنفاذ برنامجنا وأيدينا وعقولنا مفتوحة لكل القوى العاملة في إطار الدستور للتواصل والتحاور والتشاور لتأسيس شراكة وطنية نواجه بها التحديات. وأكد الرئيس السوداني على "المضي في إجراء الاستفتاء في جنوب السودان في موعده المحدد واستكمال سلام دارفور".
تأكيد أوروبي على عدم الإفلات من العقاب
وفي أول رد فعل على فوز البشير أكد الاتحاد الأوروبي أن الإفلات من العقاب في الجرائم الدولية "غير مقبول"؛ وذلك في إشارة إلى مذكرة التوقيف، التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية، بحق الرئيس السوداني بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في إقليم دارفور. وجاء الموقف الأوروبي في بيان صدر في ختام اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد عقد اليوم في لوكسمبورغ. وكرر الاتحاد الأوروبي، في بيانه، دعمه المحكمة الجنائية الدولية مطالبا الحكومة السودانية "بالتعاون التام معها".
ويحكم البشير البلاد منذ 21 عاما ووصل إلى السلطة بانقلاب عسكري على الحكومة المدنية المنتخبة التي كان يترأسها زعيم حزب الأمة الصادق المهدي. وتعد هذه الانتخابات أول انتخابات تعددية تشهدها البلاد، وجرت تحت أنظار مراقبين دوليين من الإتحاد الأوروبي ومركز جيمي كارتر؛ بالإضافة إلى مراقبين من الإتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية. وسجل المراقبون الدوليون تجاوزات في الانتخابات الرئاسية والتشريعية وانتخابات الولايات، واعتبروا بأنها " لا ترقى إلى المعايير الدولية"؛ لكن الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر اعتبر بأن نواقص الانتخابات لا تحول دون الاعتراف بنتائجها.
(م.س/ د.ب.أ /رويترز/ أ.ف.ب)
مراجعة: أحمد حسو