التوتر الأمني بإسرائيل يصل إلى كرة القدم
٢١ نوفمبر ٢٠١٤تضاربت التصريحات حول إقامة مباراة بين فريقي أبناء سخنين العربي وبيتار القدس اليهودي يوم الأحد القادم وذلك على أرض إستاد الدوحة في بلدة سخنين العربية الواقعة داخل إسرائيل، وتنبع أهمية هذه المباراة بوجودها داخل منافسات الدوري الإسرائيلي في الدرجة الأولى، وفي ظل ما تشهده المنطقة من توتر أمني.
يعتبر فريق أبناء سخنين أفضل فريق عربي داخل إسرائيل، أقيم الفريق قبل حوالي ثلاثة عشر عام ووصل إلى الدرجة الممتازة بعد فوزه بكأس إسرائيل عام 2004، لذا يحظى الفريق بشعبية عالية بين جميع المواطنين العرب داخل إسرائيل وليس فقط داخل بلدة سخنين.
تردد في عقد اللقاء
في ظل ما تشهده المنطقة من توتر وأعمال عنف ومواجهات، خاصة بين قوات الأمن الإسرائيلي والشبان الفلسطينيين، ينشب هناك تردد وخوف حول إقامة المباراة المزمعة بين الفريقين يوم الأحد، فبعد قيام الشرطة قبل بضعة أيام بإعلانها عن إقامة المباراة يوم الأحد على ارض سخنين، أعلنت الشرطة بإرجاء المباراة إلى أجل غير مسمى وذلك بحجة عدم توفير التراخيص اللازمة لضمان السلامة العامة.
أدى قرار الشرطة بإرجاء المباراة إلى احتجاج من قبل إدارة الفريق ورئيس بلدية سخنين مازن غنايم على قرار الشرطة بإرجاء المباراة مما حذا بالشرطة بإعادة النظر في قرارها الأخير.
سيتواجد هناك جمهور عربي غفير في حال عقد اللقاء، حيث سيحضر من جميع البلدات العربية في الداخل بحسب منذر خلايلة، الناطق الرسمي باسم اتحاد أبناء سخنين مع DWعربية: "يحظى هذا اللقاء باهتمام أمني كبير، خاصة بسبب محاولة بعض الجماهير بإحداث أعمال فوضى داخل الإستاد، وإخراج اللقاء من إطاره الرياضي، خاصة وان جمهور بيتار القدس بغالبيته يميني، وجمهور سخنين هو جمهور عربي من جميع العرب الموجودين داخل إسرائيل وليس فقط من بلدة سخنين".
من جهته يرى المحلل الرياضي أحمد عويسات بأن أهمية المباراة تنبع من وجودها في الدور الأول وبأنها أيضا على أرض سخنين ويوضح في مقابلته مع DWعربية: " أعتقد أنه لن تنشب أعمال عنف لكن ستكون المباراة حامية الوطيس ويوضح: "الكل بانتظار هذا اللقاء الذي يجمع الفريقين، ففريق سخنين يريد أن تقام هذه المباراة على أرضهم وأمام مشجعيهم".
ويضيف عويسات: "الشرطة قامت بجولة داخل الإستاد من أجل الاطمئنان على التجهيزات، فالشرطة أخذت كل الاحتياطات وهي لا تريد تكرار سيناريو العنف الذي حصل في إستاد "دربي" بتل أبيب والذي أدى إلى اشتباك بين مشجعي فريقين يهوديين". لكنه يبدي عويسات تخوفه من حضور أعضاء كنيست ( البرلمان الإسرائيلي) يهود متطرفين قد يؤدي إلى شحن الأجواء وخلق توتر داخل الإستاد.
رياضة وليست سياسة
من جهته يرى خلايلة بان الاتحاد يحمل هموم الشعب الفلسطيني ويعيش هذه الهموم، ويرى بأنه مصدر فخر للأقلية العربية الفلسطينية داخل إسرائيل. يوضح خلايلة في مقابلته مع DW عربية: "ننتمي نحن للشعب الفلسطيني، لكننا أيضا جزء من المجتمع الإسرائيلي وجزء من اتحاد كرة القدم الإسرائيلية، ولا نستطيع أن ننسلخ عن أي من هذه الأجسام، وفي ظل هذه الظروف السيئة التي تمر بها البلاد، نحن أيضا نرفع هموم شعبنا من خلال نشاطاتنا الرياضية والاجتماعية وبعيدا عن السياسة".
كما قامت إدارة اتحاد أبناء سخنين بمطالبة المشجعين من كلا الطرفين بعدم استخدام شعارات أو رفع أعلام وصور وطنية أو سياسية وذلك من اجل تجنب حدوث أي مشاكل بين مشجعي الفريقين. ويوضح خلايلة: "مدرجات الرياضة هي للرياضة فقط وليست للرموز والشعارات الوطنية والسياسية".
يأمل خلايلة بان تكون المباراة رسالة للجميع بان من خلال الرياضة وكرة القدم يمكن التغلب على ما يحصل في الشارع من توتر وأعمال عنف، كما يفخر اتحاد أبناء سخنين بتشكيلة لاعبيه المتنوعة ويوضح خلايلة: "لدينا لاعبين عرب ويهود ومسيحيين وأجانب، وهو ما يميزنا على طوال السنين بتقبلنا للجميع دون تمييز".