الجزائر..أزمة الرهائن "تتخذ منحى مأساوياً"
١٧ يناير ٢٠١٣شن الجيش الجزائري اليوم الخميس (17 يناير/ كانون الثاني) هجوما على موقع لإنتاج الغاز في جنوب شرق البلاد لتحرير رهائن جزائريين وأجانب يحتجزهم مسلحون إسلاميون، ما أسفر حسب الخاطفين عن مقتل 34 رهينة بينهم غربيون بينما أكدت الجزائر تحرير 600 من مواطنيها و4 أجانب.
ونقلت وكالة نواكشوط للأنباء عن متحدث باسم الخاطفين قوله "قتل نحو 34 رهينة و15 من خاطفيهم في قصف الجيش الجزائري", مؤكدا مقتل "أبو البراء" الذي قاد المجموعة التي نفذت الهجوم فجر الأربعاء واحتجزت خلاله 41 أجنبيا وعشرات الجزائريين رهائن.
وأكد المتحدث أن بين القتلى غربيون، دون أن يوضح أعدادهم أو جنسياتهم، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الخاطفين كانوا يحاولون "نقل قسم من الرهائن إلى مكان أكثر أمانا على متن حافلات" حين تدخل الجيش جوا ما أدى إلى "مقتل رهائن وخاطفين في نفس الوقت".
ولم يتم تأكيد هذه المعلومات من جانب السلطات الجزائرية فيما أكدت حكومات لندن وباريس واوسلو أن "عملية جارية حاليا" في الجزائر. وأفادت وكالة الأنباء الجزائرية من جانبها أن الجيش الجزائري تمكن الخميس من تحرير 600 جزائري من عمال الموقع.
ويعمل في موقع الغاز تغنتورين 700 شخص في أن اميناس (1600 كلم جنوب شرق الجزائر) اغلبهم من الجزائريين لصالح شركات بي بي البريطانية وستات اويل النرويجية وسوناطراك الجزائرية.
وكان مقاتلون إسلاميون هاجموا فجر الأربعاء موقع الغاز القريب من الحدود الليبية الواقع على بعد نحو 1600 كلم من العاصمة الجزائر. وهاجم المسلحون حافلة لنقل العمال الأجانب، لكنهم واجهوا مقاومة شديدة من قوات الدرك المرافقة للحافلة واضطروا إلى التراجع باقتياد الحافلة بركابها إلى داخل مجمع الغاز. وقتل في العملية عامل جزائري وآخر بريطاني وأصيب ستة آخرون بجروح، بينما بقي 41 أجنبيا وعشرات الجزائريين رهائن لدى المسلحين.
مفاوضات مع الخاطفين؟
وأكد الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند اليوم الخميس وجود فرنسيين بين الرهائن بعدما رفضت الحكومة الفرنسية وسفارتها في الجزائر في وقت سابق تأكيد وجود رعايا لها في الموقع. وقال الرئيس الفرنسي إن الأزمة "تتخذ كما يبدو منحى مأسويا".
كما قال البيت الأبيض اليوم الخميس إنه يعتقد أن أمريكيين بين الرهائن وإنه يحاول تحديد عدد الضحايا وهوياتهم، وفق جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض، الذي أضاف أنه لا يوجد تأكيد فوري لصلة القاعدة بعملية احتجاز الرهائن وإن واشنطن تحاول التعرف على الجماعة المسؤولة عنها.
وطالب بريطاني وايرلندي وياباني قدموا على أنهم من الرهائن المحتجزين الخميس عبر قناة الجزيرة بانسحاب الجيش الذي يحاصر موقع الغاز حيث هم محتجزون. لكن وزير الداخلية الجزائري دحو ولد قابلية شدد على انه "لا توجد أي مفاوضات مع الإرهابيين الذين يطالبون بالخروج من القاعدة البترولية رفقة الرهائن الأجانب".
لكن عباسي بوعمامة أحد أعيان المنطقة التي تشهد مسرح الأزمة، قال إن السلطات طلبت من أعيان المنطقة التفاوض مع المجموعة المسلحة، موضحا أن وفدا يضم ستة أعيان كان يفترض أن ينتقل إلى المنشأة النفطية من اجل التفاوض مع الجماعة المسلحة بشان الإفراج عن الرهائن مقابل التزام السلطات بتسهيل مغادرة أفرادها التراب الجزائري، لكن المسلحين رفضوا التفاوض، على حد قوله.
م. أ. م./ع.ج.م (د ب أ، أ ف ب)