Israel Militär räumt Fehler in Gaza Krieg ein
٢٣ أبريل ٢٠٠٩أعلن الجيش الإسرائيلي أمس (22 ابريل/نيسان) أن جميع عملياته العسكرية في غزة خلال الهجوم الذي قام به في الفترة بين 27 ديسمبر/كانون أول 2008 و 18 يناير/كانون الثاني 2009 لم تخالف القانون الدولي، وأنها كانت متماشية مع الأعراف والمواثيق الدولية، لكن الجيش اعترف في الوقت نفسه بأنه ارتكب أخطاء أدت إلى وقوع قتلى في صفوف المدنيين. جاء ذلك على لسان نائب رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال اليمجر دان هاريل أثناء عرضه لنتائج التحقيق الداخلي الذي أجراه الجيش حول حدوث ما وصفته منظمات حقوقية بأنه انتهاكات لحقوق الإنسان خلال الهجوم على غزة.
"الجيش ارتكب أخطاءً مهنية"
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن هاريل قوله إنه لم يتم اطلاق النار على مدنيين بشكل متعمد، وأضاف: "لم نجد حتى ولو حالة واحدة صوب فيها جندي إسرائيلي سلاحه وأطلق النار عمدا على مدني فلسطيني". ومن بين الحوادث التي اعترف الجيش بمسؤوليته عنها حادثة استهداف منزل عن طريق الخطأ، حيث تقول نتائج التحقيق أن الجيش ارتكب "خطأ مهنيا" كبيرا عندما شن غارة جوية في السادس من يناير/كانون الثاني على حي الزيتون جنوب مدينة غزة وقصف مبنى بطريق الخطأ فقتل أكثر من 20 شخصا من عائلة واحدة تدعى الدياس، بينما كان الهدف هو مخزن أسلحة يقع في مبنى مجاور لمنزل العائلة.
تحقيق الجيش الاسرائيلي تناول أيضا حادث قصف مدرسة تابعة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين/ الاونروا في مخيم جباليا للاجئين شمال القطاع في 6 كانون الثاني/يناير الماضي. وهو الحادث الذي أثار جدلا كبيرا بسبب لجوء مئات المدنيين إلى المدرسة هربا من العمليات العسكرية، وراح ضحيته أكثر من 40 شخصا وفقا للمصادر الفلسطينية. غير أن الجيش الإسرائيلي يصر أن تحقيقه كشف عن مقتل خمسة مسلحين وسبعة مدنيين في الهجوم فقط. وحمّل التقرير مسلحي حماس مسؤولية الهجوم لأنهم "أطلقوا قذائف هاون من موقع يبعد 80 مترا من المدرسة على قوة من الجيش الإسرائيلي متمركزة خارج المخيم".
اسرائيل تعترف باستخدام الفوسفور الأبيض
وفي نتائج التحقيق، اعترف الجيش الإسرائيلي أيضا بأنه استخدم نوعين من الفوسفور الأبيض، لكنه أصر على أنه فعل ذلك بما يتماشى مع القانون الدولي. وأشار إلى أنه استخدم في معظم الأحوال النوع الذي يصنع ستارا من الدخان لحماية القوات البرية من المسلحين المزودين بقذائف مضادة للدبابات، قائلا إن استخدام هذا النوع "جنب في العديد من الحالات اللجوء إلى استخدام الذخيرة المتفجرة، الأمر الذي كان سيترك تأثيرا أكثر خطورة". وكانت منظمات حقوقية دولية اعتبرت أن استخدام إسرائيل للفوسفور الأبيض في المناطق المأهولة بالسكان يعد خرقا للقانون الدولي لأنه يسبب حروقا حادة للجلد، ويسبب أذى غير متكافئ للمدنيين.
من ناحية أخرى اتهم التحقيق حركة حماس بتعمدها استخدام المدنيين كدروع بشرية، وشدد على أن القتال جرى في "ميدان معركة معقد ضد عدو يختار بشكل متعمد أن يتمركز وسط السكان المدنيين"، مضيفا أن عدد الأخطاء الاستخباراتية والميدانية التي وقعت أثناء الهجوم كان "قليلا" نسبيا. وذكرت نتائج التحقيق أن رئيس الوزراء الفلسطيني المقال إسماعيل هنية ، القيادي البارز في "حركة المقاومة الإسلامية"/ حماس التي تحكم قطاع غزة ، اختبئ في وحدة بمستشفى الشفاء الرئيسية في مدينة غزة أثناء العملية العسكرية. غير أن العاملين في المستشفى نفوا بشكل قاطع هذه المزاعم خلال الهجوم.
منظمات حقوقية تنتقد نتائج التحقيق
من جانبها، أصدرت 10 منظمات إسرائيلية لحقوق الإنسان بينها "بي تسليم" ومنظمة "أطباء لحقوق الإنسان" بيانا وصفت فيه نتائج التقرير بأنها "مثيرة للمشاكل للغاية" وطالبت بإجراء "تحقيق عسكري خارجي إضافي". وقالت المنظمات الحقوقية :"إذا كان الجيش ينفي حدوث إخفاقات رئيسية في هجومه على غزة ، فليس من الواضح إذن ، السبب وراء رفض إسرائيل التعاون مع فريق تحقيق من الأمم المتحدة يقوده القاضي الجنوب إفريقي ريتشادر جولدستون". جدير بالذكر أن اسرائيل ترفض التعاون مع تحقيق يعتزم مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة إجراءه حول مزاعم بارتكاب جرائم حرب من جانب القوات الإسرائيلية وناشطي حماس أثناء القتال في غزة، وتم تعيين ريتشارد جولدستون محقق الأمم المتحدة السابق في جرائم الحرب رئيسا لهيئة التحقيق هذا الشهر.
كما أعلنت منظمة هيومان رايتس ووتش أن نتائج تحقيق الجيش الاسرائيلي تفتقر إلى المصداقية، وتؤكد الحاجة الماسة إلى إجراء تحقيق محايد حول انتهاكات حقوق الانسان من قبل القوات الاسرائيلية وناشطي حماس اثناء القتال في غزة. وأضاف بيان صحفي للمنظمة أن "نتائج التحقيق هي محاولة واضحة لتغطية الانتهاكات التي قامت بها القوات الاسرائيلية في غزة".
جدير بالذكر أن المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان أعلن أن 1417 فلسطينيا لقوا حتفهم في الهجوم الإسرائيلي على غزة، حوالي ثلثهم من المدنيين، ونشر المركز قائمة بالضحايا تتضمن أسمائهم وأعمارهم وتواريخ وفاتهم وبعض التفاصيل الأخرى. وأوضح أن من بين القتلى، 236 كانوا من المسلحين و 255 من أفراد شرطة المدنية، و926 من المدنيين بينهم 314 من القصر و 116 امرأة. ولقي 13 إسرائيليا حتفه في القتال البري وهجمات بالصواريخ.
هـ ع ا/د ب ا/ ا ب
تحرير: ابراهيم محمد