"الحب من أول نظرة" من أجل السكن
٧ مايو ٢٠١٢على شكل مجموعات صغيرة جلس بعض طلبة جامعة فورتسبورغ في إحدى المقاهي الخاصة بهم استعدادا لبدء البحث عن شريك مناسب لهم ليس من أجل الحب، بل للسكن. إذ يسعى هؤلاء الطلبة إلى مساعدة الطلاب الجدد في بحثهم عن أماكن للسكن معتمدين في ذلك على مبدأ "الحب من النظرة الأولى". ويقوم هذا المبدأ على تخصيص خمس دقائق فقط للطالب من أجل التعرف على عروض السكن المقدمة من قبل الطلبة، وذلك من خلال لافتات كرتونية علقوها على ملابسهم وكتبوا عليها شروط العرض والطلب.
كارل هاينز داوب(25 ربيعا) هو طالب بدأ دراسته في جامعة فورتسبورغ وهو الآن بصدد البحث عن مسكن جماعي مناسب له عبر هذه المبادرة الطلابية، ورغم كثرة العروض إلا أن كارل لم يتمكن من إيجاد المسكن المناسب له ويشرح سبب ذلك قائلا"إنها فكرة رائعة، ومجموعة الطلبة الذين التقيتهم هم أناس طيبون إلا أن إيجار الغرفة مرتفع بالنسبة لمساحتها وهذا لا يناسبني".
الحاجة أم الاختراع
ليس الإيجار وحده هو الذي يقف عائقا أمام الطلبة في إيجاد مسكن مناسب لهم، إذ تؤكد الطالبة سوزانة أن انسجام الطلبة مع بعضهم في المسكن الجماعي أمر لا يمكن تجاهله وتضيف في هذا الصدد قائلة" في المسكن الجماعي يجب أن يكون هناك انسجام فيمابيننا فنحن نعيش تحت سقف واحد ونريد أن نكون متفاهمين".
وهو ماتراه كريستينا هلمرايش القائمة على تنظيم هذه المبادرة أيضا، فكريستينا تعي تماما الصعوبات التي تواجه الطلبة في ايجاد مسكن لهم، ما دفعها للتفكير في إطلاق هذه المبادرة الفريدة من نوعها وتضيف في هذا الصدد قائلة "أرى أن هذه المبادرة هي طريقة جيدة وغير معقدة، فمن خلالها يساعد الطلبة بعض على ايجاد حل لمشكلة سكنهم وخاصة في ظل التزايد الكبير لعدد الطلبة". ويعود سبب تزايد الطلبة في جامعة فورتسبرغ وكذلك في الجامعات الأخرى إلى تقليص مدة الثانوية العامة في ألمانيا إلى عام واحد بدلا من عامين.
طريقة جيدة لتوفير المال والوقت
وتشهد هذه المبادرة إقبالا متزايدا من قبل الطلبة حسبما يؤكد ميشائيل اولريش أحد المسؤولين عن هذه المبادرة ما يجعله فخورا بذلك، ويشرح أولريش سبب إقبال الطلبة المتزايد بقوله "يعود سبب نجاح هذه المبادرة إلى إمكانية انتقاء الشريك المناسب وهو أمر مهم في المسكن الجماعي". ولا يعني تناسب شروط العرض والطلب بين الطرفين التوقيع مباشرة على عقد الإيجار، إذ لابد من أن يقوم الطالب بزيارة المسكن على أرض الواقع وهو تراه الشابة سوزانة أمرا مهما.
وبالرغم من أن سوزانة ومجموعتها لم يتمكنوا من ايجاد شريك مناسب لهم، إلا أنهم متأكدون من أن هذه المبادرة توفر لهم الكثير من المال والوقت. إذ بإمكانهم انتقاء شريك مناسب لهم بعيدا عن الدعايات الاعلانية التي تتطلب الكثير من المال في بعض الأحيان.
هانكه فولفرام/دالين صلاحية
مراجعة:هبة الله إسماعيل